اقتباس 6

211 16 3
                                    

ضم جسدها إليه، فبات يستشعر ملمس خدها الناعم الوردي على بشرته، أغمض عينيه يستلذ بتلك المشاعر القوية التي اجتاحته تعصف بقلبه المشتاق لها وگأنه كان ينتظرها كل هذا الوقت وها هي بين يديه تضم جسدها إليه جاعلة كل خلية به في حالة تحفز.

تثاقلت أنفاسه وبدأ يزفرها ببطأ، وذراعيه المحاوطان لجسدها شددا من حصاره لها، جاذباً إياها إلى أحضانه الدافئة، مد كف يده الأخرى يثقل كفها يحط بيدهما المتشابكتين على صدره العاري.

زمجر برفض وهي تحاول الإبتعاد عنه، خاصة بعد تماديه وتجرؤ لمساته فما يحدث بينهما الآن يجب أن يتوقف عند هذا الحد، حتى ولو كان حلم ولكنها خجلت من أفكارها الوقحة عنه. 

ردد (أرون) بنبرة ناعسة وأعين مغمضة:
-لا تبتعدي (كيتي)، أريدك وأنتِ كذلك.

ماذا سيفعل الآن؟!

لم يتسائل ما الذي أتى بها إلى فراشه، جل ما يهمه الآن أنها فعلت، وكم أسعده ذلك، راوده شيطانه بإمتلاكها، يرغبها، يريدها حد الجنون، حتى عندما أحب (إميلي) لم يشعر تجاهها بهذا الشوق العارم وتلك اللهفة المخيفة، وجسده الذي يطالب بها بات يئن لوعة، وعاوده هذا الصوت يقول بامتعاض:
-ماذا تنتظر (أرون)؟! أوشمها والآن.. إنها سبب جمعنا... لم أكن موجود لولاها.. رفيقتنا يا أحمق... إنها مصدر قوتنا.

أما عنها فما بها لا يمت للتعقل بذرة، آنسها صوته، رجاءه لها بالبقاء دك كل الثوابت ودمر كل حواجز الأصول.
هي بالأساس لا ترغب في تركه، هي بالأساس لا تعلم كيف يسيطر عليها هكذا ولا تقوى على الإبتعاد.

وهو فقد أعلن قلبه التمرد، ورفع جسده راية العصيان، فاستلقى إلى جوارها على جانبه بعد أن كان متسطح على ظهره، تتوسد صدره، ولازالت ذراعيه تحاوطها.

ومن ثم عاد إلى وضعيته الأولى ولكن ليس وحده وإنما رفع جسدها إليه، فأصبحت هي من تعتليه.

يحكم حصار خصرها يضمها إليه بتملك، وهي دفنت وجهها بعنقه تئن براحة، تشعر بالإنتماء.

يالله، حبيبتي رفقاً بقلبي، أنينك يخرج مع أنفاسك العطرة يجذبني لدوامة اللارجوع، ولا أعلم كيف سأجعلك ملكي، عن أي رفيقة يتحدث (شيزر)؟! ما أنا به درب من دروب الجنون!!

إذا استمر وضعهما هكذا سيخرج الأمر عن السيطرة، ناداها بصوت تحشرجت نبراته، برجاء :
-(كيتي)!!

-أمممم.

رفع كفه يزيح خصلات شعرها، الذي حجبه رؤياها، وهو يعاود النداء بنبرة أقوى نسبياً :
-(كيتي)!!

وكان الرد أنها عدلت من وضعية رأسها مسندة إياها إلى كتفه، فأصبحت شفاهها تلامس خده، أبعد رأسه قليلاً فما هو به يكفيه ويفيض.

التفت بوجهه إليها، وليته لم يفعل.
كم هي بريئة ورقيقة، عذبة وناعمة، بدأت أهدابها ترمش بتثاقل، رافعة كفها تفرك عينيها الناعستين، وهو يتأملها بوله، حتى وقع نظرها على وجهه القريب، فتجمد كفها بموضعه، وتصلب جسدها بين يديه، وبعد ثوان أو دقائق لا تعلم ولكن ما تعلمه أن هذا لا يمت للواقع بصلة.

(كيتي) بنعاس، فقد غفت فعلياً إلى جواره ورقة لمسات أنامله التي داعبت فروة رأسها ساعدتها على الاسترخاء:

-أحيه!!

(أرون) بنبرة متحشرجة، متسائلاً بعدم فهم:
-ماذا تعني هذه الكلمة، وما الذي أتى بك إلى هنا؟

(كيتي) وأناملها امتدت ترسم ملامح وجهه، وقد فصلها قربه عما سواه، وهي موقنة أنها لا زالت غافية :

-معناها إني بقيت مجنونة بيك، لدرجة إني حاسة بجد إني في حضنك، حساك حقيقة مش حلم.

ارتفع كفه يقبض على راحتها الملامسة لوجهه وهو يلثم باطنه، قائلا بهمس خشن:

-بالرغم من أنني لا أفهم كلمة مما قلته ولكن لا أعلم لم يخفق قلبي لوقع كلماتك؟!

عضت أسنانها على شفاهها السفلية في حرج، قائلة بارتباك، وهي ترفرف بأهدابها في براءة:
-أنا لم أقل شيئاً؟! لم أتفوه بحرف حتى.

حركتها تلك زادت حالته سوءاً، فرفع كفه يخلل أصابعه بين خصلات شعرها، يقرب وجهها إليه، قائلاً بلوعة :

-أتنكرين لأنني لا أفهم لغتك تلك؟ حتى إذا.. لكن هذا لا يمنع أنني من  الممكن أن استنتج مغذى ما قلته.

(كيتي) بإبتسامة مشاكسة، وهي تغمز له بعينها:

-حسناً، اخبرني ما استنتجته؟

عضت الشفاه كانت من نصيبه تلك المرة، وهو يقول بصوت أجش من فرط إحساسه الشغوف بها:

-قلت إنكِ تشعرين بي وترغبين في قربي وبجنون كما حالي أنا أيضاً، صحيح؟

أومأت (كيتي) في إيجاب دون تفكير بردة فعله حيال تصريحها هذا.

وما كان منه إلا........
#رواية_عقول_غيبها_العشق بقلم #الكاتبة_أسماء_حميدة، ده #اقتباس متقدم من #البارت_الجديد اللي نازل النهاردة بأمر الله، التفاعل وحش جدا ع المدونة لو مش حابين نكملها قولوا لي بدل المجهود اللي على الفاضي.
#لينك #رواية_عقول_غيبها_العشق على مدونة رواية وحكاية هتلاقوه على الصفحة الشخصية

#بارت_وعد_ريان على اللمسات الأخيرة بس كنت مشغولة في رواية المعرض باعتذر ليكم جدا وأتمنى تقدروا موقفي وتدعموني.

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن