اقتباس_٥

174 10 2
                                    

#اقتباس💞
(ماركوس) باستسلام، وهو يمرر زجاجة المياه على وجهه الذي بدأت الزرقة تزحف إليه ولكن هذا أفضل من الموت برصاصة في لحظة غضب:

-أوامرك دون (چاكوب).

اعتدل (چاكوب) في جلسته يرتكز بمرفق يمينه إلى متكأ المقعد رافعاً راحته إلى وجهه، يفرك جبهته بأطراف أصابعه زافراً بحيرة، ومن ثم واتته فكرة:

-اسمع (ماركوس).

لوى (ماركوس) ثغره، يتمتم بضجر:

-اللعنة على (ماركوس) وسحقاً لليوم الذي أتى فيه إلى الحياة!!

ومن ثم رفع صوته، يقول:

-أسمعك جيداً.

(چاكوب) قائلاً بحماس:

-اجمع كل مَن نتعامل معاهم سواء بتجارة المخدرات والسلاح من موردين وموزعين، أريد عقد اجتماع عاجل.

وضع (ماركوس) الزجاجة التي بيده على سطح المكتب بحدة مما أصدر صوت عال نسبياً، يقول بهزة رأس تنم عن انتقاد أو ربما اعتراض أكثر منه استياء:

-أنا لست مصباح علاء الدين أخي!!

-أن نجمع موزعينا بكلا النشاطين أمر جائز؛ فهم بطوعيتنا ولكن هذا سيلزمه بعض الوقت.

-ولكن أن نأتي بجميع موردينا وبتوقيت واحد، فهذا تعجيز يا دون، هم ليسوا تحت إمارتنا بل على العكس.

-هم أصحاب السلطة العليا دون (چاكوب).

-إذا أردت أن تطاع فأمر بما في المستطاع.

بسط (چاكوب) يده قابضاً على منفضة سجائره المسندة إلى جانبه، يهم بقذفها باتجاهه بعد أن دفع المقعد الخاص به ليرتطم بالحائط أثناء تشنجه وهو يستقيم عنه، تزامناً مع ما انهال به من سباب جرى على لسان الدون بطلاقة يصيغه بألفاظ نابية تستحي الآذان لسماع مقطع واحد منها، يهدر فيه بحدة:

-ما جنسك أنت؟! تجمع مَن يا فاقد الأهلية!!

(ماركوس) بانزعاج، ولكن صوته خرج مذبذباً توجسا من هيئة مَن تصاعد بداخله الكمد كبركان ثار ما بجوفه من حمم:

-ما بك (چاكوب)؟! ألم تقل تواً أنك تريد عقد اجتماع يضم كل من نتعامل معهم في كلا النشاطين من موردين وموزعين؟!

-أم خانني السمع؟!

قذف (چاكوب) منفضة السجائر ضارباً بها عرض الحائط وهو يشد على قبضتيه المتكورتين باستشاطة يحاول السيطرة على نوبة غيظه من هذا السفيه لا إلا يحدث ما لا يحمد عقباه، يقول وهو يقرض على أنيابه بنقم:

-لم يخُنك سمعك يا أحمق! بل غادرك العقل بلا رجعة!

-مَن قال أنني أريد إحضارهم إلى هنا، سأسلمهم مثلاً؟

(ماركوس) بتململٍ:

-بعد عجائبك لهذا اليوم لا استبعد عنك شيئاً؟!

(چاكوب) وهو يحاول تنظيم أنفاسه، يلقي بجسده على المقعد بإهمال، ولكنه تحمل منه ما فيه الكفاية؛ لذا أردف يقول بأنفاس متقطعة:

-أخي (ماركوس)، الجملة التالية أعنيها بصدق أقسم لن أضمن حالي إذا لم تنفذ وعلى الفور.

-أغرب عن وجهي.

ما إن استمع (ماركوس) إلى آخر ما تفوه به أخاه، حتى أطلق العنان لساقيه يسابق الرياح خروجاً من المكتب فما دام الدون أقسم فلا شك في وقوع ما ألقى بشأنه القسم.
البارت الخامس الليلة بأمر الله

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن