البارت_السابع

221 15 3
                                    

(كيتي) بإبتسامة مشاكسة، وهي تغمز له بعينها:

-حسناً، اخبرني ما استنتجته؟

عضت الشفاه كانت من نصيبه تلك المرة، وهو يقول بصوت أجش من فرط إحساسه الشغوف بها:

-قلت إنكِ تشعرين بي وترغبين في قربي وبجنون كما حالي أنا أيضاً، صحيح؟

أومأت (كيتي) في إيجاب دون تفكير بردة فعله حيال تصريحها هذا.

وما كان منه إلا إنه قد دفع جسدها بخفة، فاستكانت على الفراش إلى جواره وأشرف هو بجسده عليها، وغامت عينيه برغبة موحشة، وهو يكبل يديها أعلى رأسها.

ومن ثم انتفض (أرون) ورعبه لما يدور جعله يهب من مرقده على التخت، وهو يمسد جبينه بأطراف أصابعه، فقد كان حلمه بها أشبه بالنعيم، وما كاد أن يقترب كي ينهل شهدها إلا أن ما اختتم به منامه جعله يفيق مفزوعاً.

فخلال انسجامهما معاً وتجاوبها الحالمي، اندفع باب الغرفة التي أسكنها إياها وتدفق من فتحته جموع من إناس ضخام الجثة يحملون بإيديهم أسلحة حديثة لا يعلم نوعيتها ولا كيفية عملها، يخرج من ثقابٍ بمقدمة تلك الأسلحة ضوء أحمر صُوِّبت أشعتها على كليهما في مقتلٍ.

وعندما تفاجئت (أرون دانييل) بدخول هؤلاء الأغراب، قام عنها لتنهض هي الأخرى تقف إلى جواره بذعر تحتضن ذراعه بكلا راحتيها.

وأكثر ما آلامه هو انتفاضة جسدها القريب إليه، وإحساسه بحتمية فقدانها في موقف كهذا جعل رجفة أوصالها تنتقل إليه، وكأن هناك سائل كاوي يتسرب عبر وريده يُصعق كل عضو يتدفق إليه حتى تجمع بنابضه يتآكله كماء نار سُكِب على قطعة لحم، وذلك عندما تأهب حاملي السلاح للإطلاق ودوى صوت شد أجزاء ما بإيديهم ليهز صداه جدران الغرفة.

فتنبه (أرون) على الفور يتقدمها، دافعاً جسدها الضئيل ليخبئها خلفه، ولكن حدث ما كان يخشاه إذ انصرفت عنه الأنظار، وخُفِضت فوهات الأسلحة لتتوجه جميعها نحو جسدٍ آخر دخل من تلك الفتحة اللعينة التي لم يشغلوا بالهم بغلقها.

إذ حضر إليه (أصلان) ككل ليلة؛ ليقص عليه ما تجسد أمام عينيه من وقائع بشأن شخصيات قد لا يعرفها، وربما تلك الشخصيات رآها الصبي على شاشة ذاك الجهاز الذي يسمى بالتلفاز فقد أحضره إليه (أرون) منذ ثلاثة أسابيع كوسيلة ترفيه لفتى صغير في مثل عمره.

وذلك عندما تسلل (أرون) في غسق الليل إلى أقرب مكان يعج بالحياة، يُبادل أحد أصحاب المحال الصغيرة مقترحاً عليه أن يعطه هذا الجهاز مقابل سبيكة ذهبية، فرحب الرجل على الفور ولم يسأله عن مصدرها بل لم يجادله من الأساس، فقيمة السبيكة تعادل ثمن عشر أجهزة مما وقع اختيار (أرون) عليه.

أما بالغرفة المجاورة، استيقظت تلك الغافية بعد لقاء تناغمي بينها وبين هذا ال (أرون) والذي وللأسف انتهى حلمها به على أصوات جلبة في الجوار لا تعلم مصدرها.

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة Where stories live. Discover now