اقتباس 2

284 15 5
                                    

#اقتباس💞
ما إن ولج الدون و(ماركوس) الذي أغلق باب المكتب خلفه، حتى صب (چاكوب) جم سخطه وهو يتخصر بكلا يديه يزفر أنفاسه الحانقة رافعاً رأسه لأعلى، فها هو بحضرة الشخص الوحيد الذي يمكنه تفهمه، ولن يخجل (چاكوب) من أن يفضي إليه بما يعتمل به صدره، إذ قال بغضبٍ مكبوت، وهو يتميز غيظاً:

-أتعلم (ماركوس)! أنا أشعر بألمٍ ها هنا.

قالها وهو يشير بسبابته إلى صدره جهة اليسار ومن ثَم استكمل:

-الوجع هنا لا يحتمل.

هذه المرة نبرة صوت (چاكوب) واحمرار عينيه يفصحان حتى ولو لم يقولها صريحة عن كم العذاب الذي يعشش بداخل الدون الذي يهابه الجميع وتسببت به امرأة.

أردف (ماركوس)، قائلاً بتضامن:

-اهدأ أخي، ما من شيء يستحق أن تصل من أجله إلى هذه الحالة!

-هل الذي خلقها لم يخلق سواها؟! انساها (چاكوب) وعش حياتك يا زعيم.

(چاكوب) وهو يلقي بحمل جسده على تلك الأريكة المكسوة بالجلد الموجودة بإحدى زوايا المكتب العملي الأنيق ذو الأثاث المودرن، يميل بجذعه إلى الأمام عاقداً أصابعه معاً يستند بساعديه إلى فخذيه مطرقاً رأسه، يقول بحنق وتنهيدة حارقة صدرت عنه توحي بقلة حيلته:

-ليت الأمر بيدي (ماركوس)! مهما حاولت يحدث شيء يعيدني إلى نقطة الصفر.

-أتعلم مَن اتصل بي اليوم؟

(ماركوس) بحيرة:

-مَن عساه أن يكون؟!

رفع (چاكوب) رأسه، يقول باستشاطة من بين شفاهٍ مزمومة، وقد استحالت تعابير وجهه من الانهزام إلى العدائية، ومَن يراه يجزم بأنه على وشك ارتكاب جريمة:

-إنه ابن العاهرة (سيمانز).

-أتعلم لِم اتصل بي، وماذا قال؟!

(ماركوس) بقطع:

-شيء ضايقك بالتأكيد.

(چاكوب) بتهكم:

-هذا المخنث اتصل بي ليدعُوني إلى حفل بمناسبة حمل زوجتي منه!! هذا ال..

قاطعه (ماركوس) يقول باستنكار:

-السابقة! زوجتك السابقة! وحتى لو كانت تلك الرخيصة التي قبلت أن تعيش معه دون زواج على ذمته، فقط إشارة منك ويصبح (سيمانز) الأرمل الأتعس على الإطلاق وذلك من بشعة الموتة التي ستلقاها تلك الملعونة وأمام ناظريه.

-أنت مَن تحُول دون زيارة عزرائيل لها.

(چاكوب) بتأكيد:

-ولازلت هكذا، وإن فعلها أحد دون إذن مني أياً مَن كان هو، سيكون بذلك قد خط شهادة وفاته بيده، هذا إذا وجدوا له رفاة من الأساس، حتى إذا كنت أنت الفاعل (ماركوس)، فلن أتهاون.

(ماركوس) بضيق:

-لم (چاكوب)؟! أنا حقاً لا أفهمك!

-فإذا كنت تحبها إلى هذا الحد، وقد جاءتك نادمة أكثر من مرة وأنت الذي نبذتها، اخلص منها ومنه وارح قلبك يا أخي.

هز (چاكوب) رأسه برفض:

-لا (ماركوس) لن أقتلها، فالموت راحة لها.

-أعلم أنها ندمت فعلاً، ولكنني لا ألتقطت فتات غيري، هو مَن يلملم ما يقع مني، لست أنا الرجل الذي تقوده امرأة.

-كل مرة تأتيني فيها طالبة الصفح يندمل جرح قلبي، وأشعر بناري تثلج، فلِم أحرم نفسي من إحساس كهذا؟

-سأرسلها إلى جحيمها بيدي ولكنني الآن مستمتع.

(ماركوس) بسخرية:

-أنت تختلق الأسباب، لو كان الأمر هكذا ما كنت لتغضب بسبب اتصال هذا الوغد بك.

(چاكوب) بإنكار متخاذل:

-لا (ماركوس) كل ما في الأمر أنني فق.......

قاطعه (ماركوس) قائلاً:

-اخدع حالك كما شئت، ولكن لا تبرر لي، فأنا لا أقتنع بأسبابك.

-دعنا من مبرراتك الواهية وقل لي بمَ أجبت على دعوة هذا الخنزير؟!

مال رأس (چاكوب) إلى اليسار، ضاغطاً بقواطعه على شفته السفلية، يقول باستمتاع:

-هل هذا سؤال (ماركوس)؟!

-بالطبع سألبي الدعوة.

(ماركوس) بعدم تصديق:

-ماذا؟! وهل تضمن هذا النجس؟! ربما يدبر لك مكيدة.

(چاكوب) مبتسماً بزاوية فمه، يقول باستنكار مصطنع:

-خسئت (ماكوس)!! ربما؟! لا شك إنه يدبر لشيء ما.

-ولكن إذا لم أذهب سأحرم نفسي من الاستمتاع بمراقبة هذا الوزغ الذي أعتقد نفسه تمساحاً وهو يحيك ويخطط وأنا أفوِّت عليه متعة الانتصار، ضارباً بكل ما رتب إليه عرض الحائط.
لينك #رواية_عقول_غيبها_العشق 👇
https://rewaiyawhekaya.blogspot.com/2023/12/3qol.comp.html
انتظرونا غدا ورواية وعد ريان
بالنسبة لرواية عقول غيبها العشق نقدر نقرأها من جوجل عادي كل ما علينا هاندخل على جوجل ونكتب رواية عقول غيبها العشق وهتظهر في محرك البحث بضغطة واحدة بقينا على المدونة، المدونة متاحة للجميع كما طلبتم وما بتقفلش الفصول ولا تحتاج لعملات

رواية عقول غيبها العشق بقلم الأسطورة أسماء حميدة Where stories live. Discover now