24

373 44 15
                                    




في غرفة صغيرة مظلمة وباردة ، حيث رائحة الرطوبة تملئ المكان ، والجدران تتسرب منها قطرات المياه ، لا وجود لأي نوافذ او لأي منفس للهواء ولا للضوء ، مجرد باب حديدي صدئ و مصباح كهربائي قديم بالكاد ينير الغرفة

يستيقظ صغيرنا بتعب و وهنٍ لينظر حوله ليسغرب من مكان وجوده وكيفية وصوله الى هنا

ولكن بعد ان تتالت احداث الليلة الماضية في رأسه أدرك انه قد تم اختطافه ، ليبدأ الرعب يسيطر عليه ، اراد النهوض الا انه كان مقيد اليدين والقدمين على كرسي وسط الغرفة ، الامر الذي زاد من هلعه كونه بات يخشى القيود ، بدأ بالارتجاف والصراخ لعل احدا ما يسمعه الا انه ايضا لم يستطع ذلك بسبب اللاصق الموضوع على فمه

أخذت الدموع تنساب على وجنتيه ، الرعب سيطر عليه لدرجة أن تنفسّه اصبح صعباً ، حاول التقاط انفاسه إلا أنه لم يستطع ، وبسبب ذلك عاد ألم قلبه من جديد ، لينكمش صغيرنا على نفسه ويصرخ بألم ، وبالتأكيد لم يسمعه أحد

بقي صغيرنا على حالته هذه الى ان أغمي عليه لشدة تعبه وألمه

بينما عند بيل

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

استيقظ بيل باكرا كالعادة ، ولكن هذه المرة لم يذهب الى العمل ، بل ذهب ليبحث عن ابنه ، هو لا يعلم اين يمكن لجيمين ان يذهب ، فبيل لم يكن يسمح له بالخروج لأي مكان إلا إن كان لشراء بعض الاغراض ، اي انه لا يوجد مكان محدد أو مميز يمكن له ان يبحث فيه عنه ، كما انه لا يملك هاتفاً ليتصل به او يحدد موقعه ، وهاذا كان أحد الأمور الأخرى التي بدأ بيل يشعر بالذنب تجاهها ، لو كان لإبنه هاتف لربما كان استطاع ايجاده ، بل لو أنه استمع لإبنه وأعاطاه فرصة ليدافع عن نفسه لما حدث أي من هذا ، لو أنه لم يلقي على ابنه ذنباً لم يقترفه في حياته لربما كانوا الآن يعيشون حياة هادئة بسيطة وسعيدة ، الحياة التي لطالما تمناها جيمين ، لربما الان كانوا يجلسون ويضحكون معاً كأي أب وإبن محبان في هذا العالم

الذنب أخذ يتسلل الى قلب بيل عندما اخذت كل هذه الأفكار تعصف في ذهنه ، لقد أعماه حقده وكرهه وأوصلاه الي ما هم عليه الآن ، وهاهو ذا يدفع ثمن ذلك ، أولاً بإختفاء ابنه وثانياً بإكتشافه لمرضه

أمضى بيل نهاره كاملاً يبحث عن ابنه ، وبالتأكيد جاء كيم واولاده لمساعدته في ذلك ، الساعة تجاوزت الثالثة ، ولكن دون جدوى

لذلك ذهبوا الى مركز الشرطة من جديد وهذه المرة استجابت لهم كونه مر اربع وعشرون ساعة على اختفاء جيمين ، لترسل عناصرها للبحث عنه
.
.
.
.
.
.

خلال هذه الأثناء عند مينا وجيسو

كانت مينا تجلس في الصالة تحتضن قدميها الى صدرها وتبكي بصمت

لما انا بالذات 💔 / التكملة /Where stories live. Discover now