«مقدمـة»

867 49 10
                                    

عزيزي الغريب:

من أين أبدأ خطابي لك؟ هل تذكرني أولًا؟ هل تغمض مقلتيك كل ليلةٍ فتراني؟ هل يزورك طيفي فترتسم ابتسامة حنينٌ واشتياقٌ على وجهك؟!

لا أعلم يا عزيزي إلامَ أصبحنا!
أنحن نحن كما كنا دومًا؟ أأنت رفيق روحي ونصفي الأخر؟ ولكن لمَ وصلنا إلى هنا؟
أراك فلا تراني، أعدو إليك فأجدك تهرب عكس اتجاهي، أنظر إلى ليل عينيك.. فلا أجدني كما اعتدتُ عمرًا!

أمدُ يدي لأقبض على خاصتك، لأجدني قبضتُ على سرابٍ!
كيف كنا كيانًا واحدًا لا ينفصل..
لا يُبتر..
لا يحتمل أن يبتعد عن صاحبه، وأصبحنا...
لا أقوى على كتابتها حتى يا عزيزي! عقلي رافض لوجود الكلمة الشاذة بيننا.. ولكننا أصبحنا غريبين، غريبين تشتتا بعد طول التحام فكأنما سحبت الروح من كل منهما!
لا أدري عنك يا عزيزي، ولكن عني.. فأعلمُ أن روحي سافرت حين هجرتني، وها أنا أخط خطاباتٍ لك أعلم أنك لن تطلع عليها ذات يوم، وأنك لن تهتم بها يومًا كما فترت اهتماماتك بي حتى تلاشت!

عزيزي الغريب لا أعرف حقًا كيف بتنا كالغريبين بعدما كنا أقرب لبعضنا من أنفسنا، وكيف حين نلتقي سنلتقي لِقـاء الغرباء!

«وتلاقينـا لِقـاء الغرباء».

«سماح محمد».

وتلاقينَـا لِقـاء الغُربَاءWhere stories live. Discover now