الطريق الرابع:« عيونها عيونُ المَها».

152 16 2
                                    

أولًا متنسوش تضعوا ڤوت قبل القراءة عشان بيساعد إن الرواية تظهر يا حبايب، وكمان الرواية هتقف في رمضان أكيد عشان نتفرغ للعبادة بإذن الله، والحمدلله إنها في بدايتها لسه فمش هيكون مضر ليكم، ورمضانكم كريم وعساكم جميعًا من عواده إنتوا وحبايبكم كلكم يارب، لا تنسوني من دعواتكم في الشهر الكريم، ومننساش ندعي لأخواتنا وإخوانا في غزة والسودان أن يكون رمضان شهر رحمة ليهم ونجاة من إللي هما فيها يارب، وأسفة إن أطلت عليكم، كل عام وأنتم بخير.♡

*****

كانت مائدة الطعام هادئة على غير العادة، لا يعتادون على هذا الصمت المطبق بينهم أبدًا، خاصةً من الفتيات اللتين يضفين بهجةً دائمة في البيت، بنزاعاتهم، وأصوات صراخهم العالية على توافه الأشياء، وإن حل الصمت ضيفًا ثقيلًا وغرابًا فوق روؤسهم إذن هناك خطبٌ ما!

_ مالكم قالبين وشكم كدة ليه كإن حد ميت ليكم؟

دفعت بها والدتهم من بين فمها بغيظ من صمتهم الغريب، وكأن الطير فوق روؤسهم، ونظرات الصغيرة الهاربة من الكبرى أوضحت أن هناك شيء، ناهيك عن وجوههنّ المنقلبة، لتتولى «سما» الرد الهادئ بجمودها، وقد رأت أن الأخرى قد تندفع بالحديث وتسرد كل شيء يدينها:
_ مفيش يا ماما عادي، أنا بس تعبانة جدًا من الشغل وحصل حوارات فيه النهاردة فمش في مزاجي، والحمدلله شبعت عن إذنكم.

أنهتها وهي تلقي بملعقتها جانبًا وتتحرك مغادرة نحو غرفتها الأصلية، ولم يخفى هذا عن والدها الذي كان يراقب كلتاهما بأعين متفحصة بدقة، يغمض عينيه عن صوت تأفف زوجته من هذا الحال، فهي يزعجها أن يكون التجمع الأكثر أهمية لها متفكك هكذا، وكأي أم مصرية الهوية، فلا بأس بفضفضة لا تنتهي عن أحوال الفتيات المتغيرات، وأنه لمجرد أنهن كبرن إذن يفعلن ما يشاء ويتناسين قواعد البيت العتيقة! لهذا أخرسها بقوله الحازم حين رأى نظرات الأخرى الحزينة، وهي تنكس رأسها بندمٍ يعرفه جيدًا، لهذا رحمها ووضع الحل الذي ترفضه منذ البداية بين يديها:
_ خلاص يا سارة محصلش حاجة، قالتلك تعبانة متفضليش تنوحي، وإنتِ يا روح لو غلطانة في حقها قومي اعتذريلها وصفوا إللي ما بينكم قبل ما تناموا، أنا مش عايز واحدة فيكم تنام وقلبها شايل من التانية، واتأكدي إن سما مبتشيلش ومش هتردك مكسورة، قومي يلا.

اندفعت بلهفة تزيح كرسيها للخلف بسرعة، وهي تتحرك له تقبل رأسه بحب، قبل أن تنطلق من فورها نحو غرفة شقيقتها، تقدم لها اعتذارًا من قلبها على خطأها وعدم انتباهها لما تفوهت به، تاركة خلفها والدها يبتسم في أثرها بمحبة لكليهما، فهو إن عودهن على شيء، فعودهن على أن لا تغفو واحدة وهي تحمل غصة في قلبها من الأخرى، وأن يكونا الصديقتين الأقرب لبضعهما من أي شخص خارج حدود العائلة، أسراراهما واحدة، وقراراتهما بالمشاركة معًا.

وتلاقينَـا لِقـاء الغُربَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن