الطريق السادس:«مفاجأته القاضية».

135 10 11
                                    

_قراءة ممتعة يا رفاق")

لا تنسوا الصلاة على النبي، ووضع ڤوت عشان خاطري، ومتبخلش برأيك يا عزيزي^^)

******
«من قال بأن الغرق يكون
أمواجًا عاتية فقط!
كيف لم تجرب الغرق
في محيط أفكارك!
والإبحار فشلًا
في الخروج من أحزانك!
كيف تأمن النجاة
وكلك غارقٌ!»

«سماح محمد».

*****

تصنمت قدماه موضعها بصدمة، حين لمحها تخرج من جانب الرواق أمامه، لم تتغير أبدًا، بل يشعر بها بخير.. بخير جدًا، ليجد نفسه دون وعي يُنزل هاتفه، واسمها الذي لم يمر على لسانه منذ أكثر من خمسٌ وعشرون سنة، يناديها به في صدمة من وجودها أمامه هنا في هذا المكان: 

_رقيـة؟ 

أما عندها فقد خرجت من المرحاض توها، لتجد من ينادي باسمها بتعجب، لتلتفت له بأعين دامعة وقد اطمأنت على ابنها حين فاق وكانت عائدة له بسرعة، لتتيبس قدماها هي الأخرى موضعها حين رأته، بعد كل هذه الأعوام! يعود مرة أخرى في صدمة لا تتمناها أبدًا! 

_عــلاء!!! 

كانت صدمتها بتواجده هنا بعد كل هذه السنون، يوازي ويفوق صدمة حادثة ابنها، فما الذي يفعله هنا بعد كل هذا؟ وكيف تلتقي بهم السبل هكذا بعدما اطمأنت لفكرة رحيله بعيدًا عنها؟ 

لم تقترب، ولم يقترب هو وكأن كلاهما يود الهرب من أمام الأخر، هو يريد الاختفاء بخجله وخزيه مما فعله بها، ولم تتسنى له الفرصة حينها حتى يعتذر منها ويطلب سماحها، وهي نسيته تمامًا، بل ما عاد يخطر على بالها سوى لحظاتٍ قلال وتكون حينها تتشارك الحديث مع زوجها، وكيف تقابلا، ومن كان السبب في هذا.. هي ما عادت تكرهه ولا تمقته كل ذلك المقت، هو لم يعد شخصًا يُذكر لها بالأساس! ولكن لمَ وجوده هنا بعد كل هذه المدة! 

وجد نفسه يقترب منها لحاجةً في نفسها يتمنى قضاءها، ليجدها من فورها تتشنج وتتخذ من حديثها درعًا حادًا يردعه عن المضي قدمًا أكثر، وكم آلمه هذا الشيء، أن يجد شخصًا-أيًا يكن- يكره مجرد وجودك أمامه فقط، وتتحول ملامحه من السكينة للفزع والخوف! هل فعل كل هذا بها وأوصلها لهذه الدرجة من كرهه! 

_ إنت بتعمل إيه هنا؟ 

_ كنت جاي مع بنتي نزور حد هنا… 

صمت بعدها نظرًا لملامحها الجامدة التي لم تلين أبدًا، وكأنها كانت تنتظر من مثله حتى تفرغ فيه طاقة مشاعرها السلبية مما مرت به من خوف وفزع على ابنها. ليعاود هو محاولة الحديث مرة أخرى بتلجلج: 

وتلاقينَـا لِقـاء الغُربَاءWhere stories live. Discover now