الطريق الثامن:«من سينتصر منهما في حربٍ غير عادلة!»

138 12 10
                                    

قراءة مُمتعة، ولا تنسوا الصلاة على النبي، وإبداء رأيكم ومشاركتكم لمسكينة مثلي"))

*******

أخبرني كيف تكون الحرية؛
لطيرٍ قُصَّ جناحه!

_سماح محمد.

*******


توالت النظرات بصمتٍ مهيب، كأنما قُدّت من حبالٍ صامتة! تتراشق بصدمة بين الاثنين المعنيين بالحديث، يندهش كلًا منهما من تواجد الأخر أمامه في محيطٍ غريبٍ عليه، وربما كانت الدهشة الأكبر من نصيب «حمزة» الذي تعجب وبشدة تواجد الأخرى أمامه وفي عقر دار عمته، تجلس برفقة والدتها كأنهما أصدقاء العائلة، أوليس أنها عادت للبلاد منذ أيام فقط! 

خرج «تيام» عن الصمت بانقباضة في صدره تعجبها، بل وسخر منها وكرهها، فحتى إن كان ابن خاله على معرفة بها فما شأنه هو لكل تلك المشاعر العنيفة، الغريبة التي اجتاحته! 

يتحدث بتساؤل وهو يشير عليها، كأنهما في حديثٍ عابر يستفهم: 

_إنت تعرف الآنسة يارا يا حمزة؟ 

وهنا خرج الجميع من شروده الذي حط فوقهم، فـ «ناهد» والدة «حمزة» و«راسم» كانا يتعجبان أيضًا معرفة «حمزة» بتلك الفتاة التي يرياها لأول مرة، وربما عجبهم أكثر أنه ليس له أصدقاء فتيات، وهو غير مقيم في البلد تلك الفترة الفائتة، وتعجب «رقية» أيضًا الذي كان يشبه خاصتهم، أما عنها فحرقتها كانت كبيرة، لا تدري بتلك النيران التي نشبت بين جنبيها، كأنها كانت تحتاج فقط لشرارة حتى تشتعل وتعيث في قلبها فسادًا ورمادًا، وهز يناظر تلك الفتاة الغريبة بتلك الطريقة التي أهلكتها، وكأنهما رفقة من زمنٍ بعيد وتلاقيا بعد طول غيابٍ وشوق! ولم يلحظ ما مر بها سواه الذي كان يراقب الوضع بأعين متفحصة وكأنه في جلسة تقييم لذلك المشهد السينمائيّ الهنديّ! 

_ ءء آه دي يارا زميلتي في الشغل برة، وفي الغربة كمان الحقيقة.. السؤال هنا بتعملي إيه هنا يا يارا إنتِ وطنط؟ 

وجه الأخيرة لها بحاجبٍ مرفوع، قبل أن تطوع والدتها وتجيبه، تقص عليه كل ما حدث سابقًا وسبب وجودهما هنا، بعدما رأت الجميع في حالة غريبة، حتى انتهت وابتسم «حمزة» بسمة بسيطة، وهو يقترب من والدته يعرفها عليهن مع شقيقه، متحدثًا بابتسامة عريضة كادت تُلقي بتلك التي تحترق في نيرانٍ عالية: 

_ أعرفك يا ماما طنط دانا إللي كنت بحكيلك عليها على طول.. ودي يارا... ودي ماما.. ودا أخويا راسم.. وأكيد عرفتوا الكل هنا وبالمناسبة دا بيت عمتي. 

قالها وهو يشير على «رقية» وأبناءها الذين كان كلًا منهما في وادٍ مختلف، لتتسع بسمة «يارا» وهي تقترب من والدة «حمزة» ترحب بها ببشاشة شديدة، رغم أن العلاقة بينها وبين «حمزة» لم تكن قوية جدًا، فهم كانوا زملاء في العمل وجيران فقط، وربما لهذا تطورت العلاقة بينه وبين عائلتها، حيث كان يتعامل مع والدها، ويستشيره في الكثير من الأمور هناك، ولا يصنف بقوة أنه كان رفيقًا لها، ولكن هذا لم يكن ليظهر للمتواجدين، الذين ظنوا كما لو أن علاقة قوية تجمع بينهما. 

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 02 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

وتلاقينَـا لِقـاء الغُربَاءWhere stories live. Discover now