الطريق السابع:«في محاولةٍ للتعافي».

144 15 8
                                    

_قراءة ممتعة يا رِفاق، ولا تنسوا الصلاة على النبي.")

*****

كلما ظننت أنك حُزت على فرصتك،
تجد أنك مازلت لم تجدها،
وكأنها سُلبت منك دون التمسك بها،
تتسائل متى
يكون لك نصيبٌ فيها؟

_سماح محمد.

******

«في صباح اليوم التالي»: 

كان العرق يتصبب من جسده أجمعه، يشعر بأنفاسه تضيق ويختنق، يحاول محو تلك الصور العنيفة، المُريعة عن عقله، ولكن كيف! كان يهذي بقوة كمن يحارب في معركةٍ يعرف أنه سيخرج منها خاسرًا، لكن دون جدوى! والصور تتلاحق دون هوينة، لا ترحم! لا ترأف بحاله! وهو يتذكر كل شيء بأدق تفاصيله، كمن يعيش الموقف مرة أخرى بنفس الموت، بنفس الألم، بنفس الخوف الرهيب الذي مازال يستوطنه للآن! 

صمتٌ قاتل كجريمته هو المخيّم عليه، كالصنم أمام جسدها المسجى يجلس، بيده سلاح جريمته، وعيناه سلاحيه الأزليين، كانتا دومًا ترى الكثير الواهم، الشكوك الغير موجودة، الخيانة الوهمية، كانتا تريان الوهم في صورة حقيقة قاتلة، والآن كالبريئتين تتلبسان رداء الندم، يسبحان بنظراتهما في بركة الدم المسفوحة أمامهما وتذرفان الدموع التي لا نفع لها! وارتجافة شفتيه تزامنت مع سقوط السكين الملطّخ بدماء زوجته وحبيبته أرضًا، تاركًا وراء سقوطه صوتًا أخرج المغيب من غيبوبته، ليضعه أمام واقعه الأكثر ألمًا، كيف فعلها وأزهق روح حبيبته الأولى والأخيرة، كيف فعلتها يداه؟ كيف استطاعتا؟ وكيـ… 

_ مـلـ.. ملك… ملـك قومي… 

كان يهز جسدها برفقٍ علها تظهر عليها علامة حياة، وأيُ حياةٍ هذه وقد طافت روحها وغادرت! بملابسها البيتية التي مُزقت بجداله المريض معها، متهمًا إياها بخيانةٍ بريئةٌ هي منها براءة الذئب من دم يوسف! وحين لم يجد استجابة صرخ بقوة، وبقوة أكبر كان يهز جسدها هزًا قويًا، وبأعين حمراء من جحيمٍ كان يلومها وكأنها السبب في كل هذا: 

_ ردي عليّ يا ملـك.. مش هتموتي وتسيبيني كدة… إنتِ السبب، إنتِ إللي شككتيني فيكِ وعارفاني مريض شك… ردي علـيّ! 

صرخ بالأخيرة بقوة ويداه الملطختان بدمائها تهزانها، وصرخته القوية هزت جدارن البيت الساكن إلاّ من صراخه، كما هزت جسد ذاك الذي يختبئ خلف باب غرفته، يراقب بأعين متسعة بشدة الحريمة الأولى التي يشاهدها، والده قتل والدته.. أراق دمائها أمامه بعد وصلة شجارٍ عنيفة ككل يوم، وها هو يصرخ فيها بشدة أن تستيقظ!! وهو كانت دموعه تهبط مدرارًا على وجهه الصغير، يراقب بخوفٍ شديد، وبجسدٍ يختض بقوة، ومع صرخة أخرى قوية من والده هزت جسده رعبًا كان يشاركه الصراخ هو الأخر بقوة ينفي كل ما يحدث معه، صراخ من كل جانب يحاوطه، صراخ وفقط. 

وتلاقينَـا لِقـاء الغُربَاءWhere stories live. Discover now