#مرت سنة واخاف لا يروح العمروأنا أنتظر والشوق باقي ما انمحى

388 5 0
                                    

7
------
دخلت للمطبخ تراقب نوير الي منغمسة باشغالها تراقبها بصمتها وهدوئها عكس نيران الغيرةّ المشتعلة بداخلها !
نوير التفتت وبيدها كاسةّ كمون أرتبكت من نظرات فاتن وتواجدها الصامت : آمري يا ام نجد !
فاتن رفعت حاجبيها بهدوء غير مُعتادها عليـه : لمين الكمون ؟
نوير بهدوء ابتسمت : نجد ! حاسة انها تعبانه شوي وقلت اسوي لها كمون تصحصح
فاتن تنفست بحرقة وغيره : حاسة ! تحسبينها بنتك؟ لا تتظاهرين بأنك طيبة ! تبين تسرقين بنتي بعد ! أبعدي عن بنتي يا نوير وأنشغلي ببنتك وولدك لا تقربين من بنتي عشان عقاب يشوفك طيبة !
ضماد دخلت للمطبخ بذهول وكلام فاتن تنهال على مسامعها أردفت بغضب : خاله وش هالكلام ! وش تسرقين بنتي بعد ! للمعلومية أمي الاولى لو السالفة فيها سرقه فأنتي الي سارقة أبوي لأنك الثـانية ! أمي ما تتظاهر بالطيبة لانها فعلا طيبة وأمي ماتهتم بنجد عشان أبوي والدليـل إن حتى لما تهتم بنجد ما تقول لابوي !
فاتن وجهت نظراتها الحادة على ضماد وبغضب مكبوت : طفلة الامس مالي كلام معك أبد ! ولو جينا للحق أمك سرقت ليلة من حقي ! المفروض أمس ابوك بنام عني بس وييين !
نوير بتنهيدةّ وضيقة تجتاحها : والله يا ام نجد جاني أبو جايد بالليل وهو ضايق خلقه متهاوش معك ! حاولت إنه يروح لك بس عيا مايبي المشكلة تكبر ! انا سويت شاهي يحبه أخذيه له إنتي وسولفي معه شوي وطيبي خاطره وأن كان بـه العيال بالدوانيةّ بنادي جايد ياخذ عمامه برا وأقعدي لحالك مع أبو جايد سولفي معه وتراضوا
ضماد كبتت قهرها من كلام أمها وطيبتها الي تشوفها زايدة عن حدها بينما فاتن خرجت من المطبخ بكل برود يجتاحها مع قهر مكبوت وغيرةّ مشتعلة بفوادها !

ضماد اردفت بنرفزّة : يمه ! والله ما تستحي هذي والله بفهم شي واحد يمه ليه تسكتين عنها ؟
جايدّ دخل ونهايةّ كلام ضماد وصل لمسامعها أخذ قارورة الموية ورشف منها : وش صاير بعد ؟
ضماد بقهر تربعت : فاتونه ما غيرها
نوير شهقت وتلقائيًا ضربت ضماد على أيدها بخفة: يا بنت ! عيب علييك خالتك خالتك هذي وش فاتونه ! لااحد يسمعك والله تفضحينا
جايد هزّ راسه : أمي صادقه بس ماتستحين على وجهك أنتي
تأففت ضماد وبهدوء : توديني للسوق بعد بكره كذا ؟
هز راسه بالنفي وأتجه للباب : ماني فاضي لك
ضماد شهقت بزعل والتفتت على أمها : وش أقول لهبوب الحين ؟ والله بتزعل تحمست للطلعة !
أرتبـك وإجتاح بجوفه كتلة من الحماس والفرحةّ أستشعر إنه تحمس من حماس هبوب !
-------
بعد مرور يوم كامل إنتهى بكل هدوء الهدوء الي شكل الراحة المبتورة على قلوبهم ، جاء أمس بالليل من بعد نقاشهم الأخير والفضفضة الي بادرت فيها وماسمعت منه مواساة أو شافت طبطبة منه دخل بكل هدوء ونام على السرير وتارك لها حريةّ الاختيار تنام بالارض أو بجانبه على السرير بدون مايهتم أو يُبالي لها وأكيـد بدون تفكير و تردد نامت بالأرض ! ومن صحوا قالت له " أبي أروح للمزرعة ابي أخذ اغراضي وملابسي " ووافق كان يراقب المزرعة الراقية وتأمل حديقة المزرعة والاشجار الملفتة ومن دخلوا للبيت الخشبي وعيونه تتأمل إرجاء البيت بأنبهار يخفيه بداخله دخلت للغرفة وهو يمشي خلفها لكنها تعدته وسبقته لأنه يتأمل البيت كل خطوة يخطيها يتأملها لحتى ماوقف عند باب غرفتها فتحت الشنطة ووضعت ملابسها ومكياجها وأغراض كثير بهالشنطة نزلتها بالأرض بصعوبة بعد ماغلقتها سحبتها وهي تحس بثقلها الي هد حيلها
قايد قرب منها وسحب الشنطة بهدوء : هاتيها
تخلت أيدها عن الشنطة وأبعدت عنها لحتى تفتح له المساحة بالقرب كن الشنطة وفعليًا سحب الشنطة بكل هدوء وخفة وكانها فاضية تماماً على رُغم بأنه يحس بثقل الشنطة
قايد ببرود : متى نروح لابوك ؟
وريد رفعت راسها له وبأرتباك : ليه نروح ؟
قايد استقرقت عيونه عليها وبسُخرية : ليش تزوجنا أحنا ؟ مب هذا أقوى أنتقام إذا شاف بنته متزوجة عدوه ؟
ماردت عليـه ونزلت قبله بخطوات للحظة أستقرت عيونها على الباب الي أنفتح ودخل من خلفه أبوها ثبتت بمكانها تجمدت كل خلاياها ! تقشعر بدنها وعيونها تحدق بعيون أبوها إجتاح الخوف قلبها
سليمان بتنهيدة أقترب منها : جيت أمس للمزرعة وما لقيتك وين كنتي يا بنيتي ؟
لوهلة ظنت إنها بلعت لسانها الحروف مستعصبة النطق ، بهاللحظة نزل قايد وهو يجرّ الشنطة
سليمان بذهول : هذا وش يسوي هنا ؟
قايد أستغرب تواجده لكنه أبتسم : هذا ! كذا تتكلم عن نسيبك ؟
سليمان أرتعش وأنتفض جسمه بذهول وعدم تصديق غمست جوارحه بالذهول : و وش ؟ وشش تقول إنت !
وريد حاولت تتجلد بالقوةّ : زوجي هذا يا يبه
أنتزع منه الهدوء وتلبس الغضب الي بدأ يتسرب لملامح وجهه : وششش زوجك يا بنت !
قايد أحتضن أيدها بيده وأصابعه تشدّ على أيدها : ماتفهم وش يعني ؟ بنتك طلعت من ذمتك لذمتي
سليمان إجتاحه غضب العالمين وبصراااااخ وقرب منها بهجومية : وووريييــد !
هب الرعب بقلبها من صرخته وملامحه الغاضبة استشعرت بأمان طفيف من قايد الي تركها خلف ظهره ووقف إمامها كانه جدار حاجزّ يحميها من أضرار الوحوش الي خلف هالجدارأشتباك يدينهم ببعض وكلام قايد الموجع بالنسبة لسُليمان أستشعر إنه انلسع شعوره مثل الي يوقف بأعلى برج ويسُقط لأسفل قاع رعشة تتسرب لقلبه والغضب أعمى عيونه وأشعلتها باللهيب : هذا وش يقووول !! وش !
قرب منهم بنية يسحب وريد له لكن جمود قايد الي قرب خطوة لاجل يمنع خطواته وفعليًا وقف سليمان وأنفاسه تحرقه من شدة غضبه : سويتي كذا عشان تحرقين قلبي يا وريد ؟ عشتي بدلال ونعمة ما نقصت عليك بشي وكذا تسوين بابوك ؟
وريد بغصة ودموعها بدأت تنهمر على خدها : لاتعيش دور البريئ والضحية يا يبه ! إنت دمرتني ودمرت نفسك إنت عيشتني بعذاب مو بنعمه كنت أظنك قدوتي لكن الحمدلله ربي كشف لي حقيقتك وكنت خايف علي اني اطيح بشر أعمالك ! ابعدت الناس كلها عني عيشتني بالوحدة يا يبه !
سليمان إجتاحه غضب وبقهر مكبوت : وتتزوجين الي يهددني ؟ تتزوجين واحد يكره ابوك ويمد أيده على ابوك ؟
وريد قدرت تمالك نفسها بصعوبة وتوقف دموعها الي كانت مشوشة الرؤية مسحتها بطرف أيدها وبرجفة تحاول تسكنها : هذا أنسب حل يا يبه يمكن الشر الي كنت ناوي تسويه تكنسله !
تلقائيًا فهم مغزى كلامها هو كان ناوي يظلم قايد ويسجنه لكن هالفكرة إستحاله يطبقها بعد ماعرف إن قايد تزوج بنته ، عكس قايد الي مافهم مقصدها وتجاهله بأرداته لأنه يمثل عدم اللأمبالاة والاهتمام !

مرت سنه واخاف لايروح العمر وانا انتظر والشوق باقي ما انمحى Where stories live. Discover now