35."Peter Pan"

27 3 0
                                    

اتُجيد الهرب؟
اهرب وسألحق بك
و أينَ اهربُ يا قُرة عيني و ان كان المهرب مُضنياً؟
أَ التجىءُ الى جبلٍ ام هاوية؟
ام اُلقي بذاتي في فؤادٍ لا قرارة له؟
هل روحي بتلك الخِفة؟
ام كياني ضيئل رخيصٌ خُلق للأذى؟
ان كانت الانفاسُ مريرةً..و النبضُ عليلٌ سقيم
فلا ظِل يُبرد حرقة الخاطِر
و لا أرضَ ستحضن ذلك الجسد
_________________________________________
الأب : سأدعكم ترتاحون لابأس
اشاح ماث بناظريه نحو كاسه يفكر بما قد سمعه
فغزاه الشرود مجددا
هذا فقط؟
لما لم يطلب جائزة مالية مثلهم؟
ايعقل انه بهذا السخف؟ يطلب النوم فقط؟
احح..انا ضائع
- رفع بصره بحيرة نحو الجالس قربه يستمع الى ما يتحدثون به-
الأب : ولكن عليك التحدث بشأن ما اتفقنا عليه
ليو : اه صحيح
- نهض ليقف قريبا و ادلى بنظراته نحو الجميع ثم اطلق تنهيدة بطيئة..
يبدو وكأنه غير متحمس لما سيقوله-
ليو : يا رجال..لقد عملنا كثير هذا العام
و حان وقت الراحة اخيرا
ولكن..
- تنهد مارتن و دعك جبهته بينما تأفف آخرون-
ليو : اجل..اعلم..امم
حسنا..ولكن هناك عمل مضاعف بعد الاستراحة
لذا..ارتاحو..اشحنو طاقتكم و سنعود خلال شهر
- ملئت تنهيدات الاعتراض المكان ولكن لا مجال للنقاش..فهو قرارٌ حاسم بالطبع..ولا تراجع عنه-
ليو : وكذلك فتياتنا..اقدر جهودكن للغاية..
انتن من يقوم بكل شيء بالفعل..
ولكن..اطلب منكن جهدا مضاعفا..لان العدد سيزداد
- رفع ماث حاجبه و تنقلت انظاره مابين الجالسين -
امم جهودٌ حول ماذا؟
هل يقمن بخياطة اجساد الاطفال بعد استخراج اعضاءهم ام انهن يشاركن في بيعهم
- اكمل تساؤلاته الساخرة بداخله بينما الآخر يُلقي التعليمات حول ما سيحدث مستقبلا!
بين قسمات الوجوه التي تحولت للجدية
فجاة فُتح الباب بقوة و اندفعت منه فتاةٌ حسناءٌ تلهث بملئ فاهها الناعم ذاك لتقف باضطراب تقاوم رعشة ساقيها-
فايا : اهه..ا .اسفة على هه التأخير
احد الاطفال ارتفعت حرارته و اضطررتُ للبقاء قُربه حتى هدأ!
- تنهدت اخر كلماتها ثم ادركت الحشد بأنظارها باحثة عنه-
فايا : اين..ليو!!!
- شهقت لحظة وقعت مُقلتاها عليه و اندفعت بجسدها لتحتضنه بقوة وتشرع بالبُكاء-
فايا : لقد اشتقت اليك..
لما ارسلتني الى هُنا باكرا..كنت اريد البقاء معك
- التقط خصرها النحيل بذراع واحدة و سكن يُعطيها مُرادها من الحضن..بضع دقائق حتى هدا نحيبها -
ليو : اهدأي!
- رفعت ملامحها الباكية نحوه و مسحت دمعها ثم ادركت ان الجميع يشاهدها فبادرت بإعتذار تصلح به الموقف-
فايا : انا اسفة..
الاب : لابأس ابنتي..اجلسي لتشاركينا عشائنا
- نفت سريعا برأسها و تنهدت-
فايا : علي العودة للمشفى! لدي عمل كثير
ليو : لابأس..
- ما أن سمعت صوته حتى عادت اليها رعشة الانفاس و رمت بثقل جسدها عليه تشد احتضانه وتبكي -
فايا : مازلت لم اراك حتى..
- شدت ذراعيها حول جرحه الطري فتنهد بنبرة تفضح تألمه-
ليو : احح..فايا! ليس هكذا
- حرر جسده من بين ذراعيها واعتدال يمسد كتفه مما اثار قلق العقيد فنهض واقفا-
ماثيو : هيه..انت جيد؟
- اشاح بسوداوتيه نحوه و اومئ محاولا عدم فضح استغرابه لكن العقيد أحس بغرابة موقفه فنظر حوله و استعاد مقعده من الطاولة-
ماثيو : جيد اذا
فايا : من هذا..
- رمشت باستغراب و وقفت تتأمل الفتى الجديد -
ليو : صحيح..يجب ان اعرفكم ماثيو
- ابتسم و نقر ظهره ليجعله ينهض من جديد-
ليو : انه عقيد مخيف من جيش العدو
- رفع ماث حاجبه معترضا و همس له-
ماثيو : اوتهزأ بي؟
ليو : ما رأيك امم؟
ماثيو : تعلم اني استطيع تحطيم رأسك
ليو : يه..عظامي المحطمة تشهد لك
- زفر و تقدم خلف ثيو ليريح كفه فوق كتفه داعما وقفته امام انظار الجميع-
ليو : انه ضيف مميز..احسنو استقباله! اتفقنا؟
- ابتسم الاب برضى و اكمل كلماته مؤيدا-
الأب : اجل انه كذلك
- رمش ماث و نظر حوله يراقب الابتسامات والنظرات الدافئة التي اغرق بها..فجاة شعر بالانتماء!
مارتن يغيطه بحركاته
و ميغيل مع فتاته يتحدثان عنه
و نتالي تلك تراقبه وتبتسم خلسة
و عدة نساء يتحدثن عنه و و..
سرعة تقبلهم للناس غريبة!
تمتم في نفسه و اخفض ملامحه عائدا لجلسته يسرح في افكاره و تصوراته للمستقبل
بينما على الجانب الاخر خلفه
فايا توبخ ليو لانه ترك جراحه غير معقمة من جديد
ثم جرت يده وسحبته خارجا-
الاب : الى اين؟
فايا : لعيادتي!! ساعتني بهذا الاحمق الليلة
ليو : احح اراكم صباحا
- تنهد بينما تجره بعيدا حتى تواريا عن انظار الجميع-
مارتن : ماث..
ماثيو : هم؟
مارتن : لا شك بأنك متعب..تعال للنوم
ماثيو : حسنا
- نهض الافراد بالتواتر كُلٌ منهم الى مضجعه
اما مارتن وبعضٌ من الرجال الى غرفة مشتركة تطل على الحديقة فيها عدة اسٍرة و ذهب ماث معهم
ليأوى الى فراشه الذي اختاره قرب النافذة
ارتمى عليه تحت ضياء القمر الضئيل
و بقي يراقب الحديقة حتى شعر بثقل اجفانه
و استسلم للنوم-
_________________________________________

شيطان/𝑫𝓮𝓿𝓲𝓵Opowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz