ريم المتوحشة 25

224 37 15
                                    

تمدد أسامة على السرير وخرجت ليلى من الحمام وهى ترتدى الروب وجلست بجواره وهى تقول: متتصورش أنا رتحت قد إيه إن المقابلة دى مرت على خير ..

وأنا كمان كنت قلقان بس محبتش أبين لك مقابلة صعبة ومؤذية للمشاعر , هى ست مسكينة وتستحق الشفقة وظروفها كانت صعبة ومازن عنده حق ..

هى صعبت على قوى , جوزها وأهلها ظلموها...

الأهل ساعات بيبقو أقسى من الغريب وبرضه بسبب الظروف الصعبة اللى بيعيشوها..

تنهدت ليلى: مازن إتألم قوى عمره مابكى بالطريقة دى حتى وهو طفل.

الموضوع صعب عليه لأنه فاكر كل حاجة للأسف وكله إتخزن جواه.. إخواته كانو صغيرين ويمكن محسوش باللى هو كان حاسس بيه..

أنا حطيت إيدى على قلبى لاحسن مازن يغلط ويقول قدامهم حاجة.. ساعتها سليم كان هايعمل إيه؟ ده ميعرفش أم غيرى...

مازن عاقل وفاهم ..

وقفت ليلى وهى تقول: أنا هاروح اطمن عليه..

هو كان مع إخواته فى الأوضة خافو لما غضب قدامهم وإتنرفز إستنى شوية ...

جلس مازن فعلا مع إخوته فى حجرة سلمى وسألته: إنت ليه غضبت قوى كده لما شفت طنط؟؟

لأ ياحبيبتى مش لما شفتها.. أنا بس إفتكرت حاجة ضايقتنى وإحنا برة ومقدرتش امسك نفسى...

سليم: انا اول مرة اشوفك بتزعق كده

وآخر مرة....

سليم : بس قريبة طنط زهرة دى غريبة قوى لما شافتنى قعدت تحضن فى وتبوسنى ...

سليم: وأنا كمان ....

حاول مازن أن يحافظ على بتسامته وقال: يعنى مش عارفين طنط زهرة وحبها لينا تلاقيها حكت لها حاجات كتير عننا خلتها مشتاقة تشوفنا...

سلمى: بس باين عليها ست حنينة وحضنها حلو قوى... هى مشت وإلا هاتبات؟

مازن: لأ روحت بيتها خلاص , دى كانت جاية زيارة ومش هانشوفها تانى , قومو نامو ياللا تصبحو على خير ياحبايبى..

ضمهم مازن وقبلهم وخرج ,وقف أمام الباب دقيقة وحمد ربه أن سلمى لم تتذكر أمها وإتجه لحجرته, كان سيلتقى بشريف الليلة , جلس على الكرسى وتنهد, مقابلته لأمه أراحته بالرغم من الألم الذى شعر به ,لقد اخرج كل مافى قلبه أمامها... وإنزاح حمل كبير من على صدره ودموعه التى سكبها أخذت معها ألمه وحزنه الذى كان مخبأ فى داخله منذ سنوات , شئ صعب جدا أن تلفظك أمك وترفضك بهذه القسوة مافعلته محاسن ترك حسرة كبيرة فى قلبه لم يداويها الزمن ولا السنوات التى مرت وبالرغم من حب ليلى الكبير ترك جرحه من أمه علامة لم تمحى,,, شرحت له ليلى كل ماقالته محاسن عن ظروفها ولكنه لم يعطيها العذر أبدا .... كانت أم.. لم تكن مجرد شخص عادى ... الأم أى الحماية والحضن وربما اكثر من الأب ,,كان يجب أن تأخذ اولادها لتعيش معهم وتعمل لتنفق عليهم لا أن تتركهم لتعصف بهم الحياة ,لولا ليلى كانت حياتهم ستختلف ,ظهور ليلى غير قدرهم جميعا,فعلت ليلى كل شئ من اجلهم وهم ليسو أبنائها بينما امهم الحقيقية تخلت عنهم لم يكن مازن يقارن بين ليلى ومحاسن ظروف كل منهما مختلفة عن الأخرى لأن ليلى توفرت لها أشياء كثيرة سمحت لها بتبنيهم والاعتناء بهم ولو قارن بينهما سيكون الحكم لصالح محاسن لأنها مرت بأمور سيئة للغاية ولكن مازن كان يقارن أمه بنفسه ,هى الكبيرة والمسؤولة تركت مسوليتها وأولادها ولم تكن لهم عونا أو سندا وهو طفل فى العاشرة يتحمل معاناة كبيرة من أجل أخواته ,كان يعمل من أجلهم , لماذا لم تفعل هى نفس الشئ معهم, لماذا لم تبحث عن عمل وتنفق عليهم كما فعل هو ؟؟ لهذا لايستطيع أن ينسى مافعلت أبدا ...

وتغيرت الأقدارWhere stories live. Discover now