5

6.2K 469 123
                                    


عندما طلع الفجر وبدات خيوط الضوء تنساب وتبدد الظلام ، توقفت سياره سوداء فارهة أمام ذلك القصر  ،وترجل منها رجل ذا  شعر رمادي  قامته طويله يرتدي قميص أزرق اكمامه مطويه بحيث تكشف ساعديه مع بنطال ابيض منسوج من الصوف والحرير ..، كان  سيباستيان ، اتصل به يورا منذ عده ساعات وابلغه بشان تازم حال كارل ، وجاء الى هنا ليتفقده بصفته طبيبه الخاص ، دخل الى القصر وتجاوز الصاله حيث كان كل من ديفيد و ناثان   يستريحون  تحت النور الواهن لضوء الفجر الذي يغمر  الصاله  ،بعدما انجزوا مهمتهم باعاده كارل  ، 

(.اين...هو ذلك الطفل ...)سال ديفيد بصوت خفيض وكانه يحدث نفسه ومرر نظره لساعه يده ، اعار باتريك  انتباه بالغ لذلك  فهوا لم يراه منذ ساعات ،كذلك   نوا الذي نزل السلم لتوه بعدما غير ثيابه التي تبللت من المطر 

فأجاب ناثان دون ان يعير للامر اهتمام  فيما يترك مقعده وينهض.( سيعود ) قال وهو يمر من جانب سيده متجه نحو الأعلى حيث غرفته كي ينام( لقد كان مشغوول ولم نستطع اخباره ، حتى لانثير انتباه تلك الوحوش نحونا .....) رمى اخر كلماته دون مبالاة

فضل المعني ينظر له بصمت ...ثم وجه نظره نحو ديفيد ليراه  جالس على الكرسي شارد بذهنه كان يراقب نظرات عينيه  والوميض الذي ظهر فيها كان وميض مشؤوم  وكأن هناك ما يقلقه 
فسأله (مالامر !؟)

(هو كان مصاب  سيدي ..اخشى انه لا يستطيع العوده ) رد وهو يبادله النظرات بقلق ( اسمح لي بالذهاب لاعادته ) 

كان ناثان لا يزال يسمعهم وابتسم بسخريه  ،  مرر نظره نحو الساعه وجدها تشير للخامسه والنصف صباحا
( الوضع خطر بالخارج لا انصحكم بالخروج  ) اقترح وهو يغيب خلف الاروقه

 تبادل نوا  النظرات مع ديفيد ، ثم التفت كلاهما نحو سيدهما الذي هم هو الاخر يغادر دون ان يقول اي شيء ،  وفي الخارج كانت السماء لا تزال تمطر بغز

تابع باتريك سيره خلال  الرواق  الذي يفضي إلى مكتب وهو يتذكر وجه اينار الخائف وعيناه المتقدتين حين ما حذرة من أن يعود دون كارل ، والواضح الآن انهم اعادو كارل دون أن يعطوه علم بذلك ....لم يكن يشك بقدرته ولكنه فعلا تاخر ،ازداد رشق المطر ، واخذت القطارات تسقط متفجره على زجاج النوافذ
وبدأت السماء تومض ودوي الرعد ينبعث من بعيد مع تكاثف الغيوم ...

بتلك الحظه كان اينار غائب عن الوعي في أعماق الغابه ، حوله جثث تلك الوحوش الممسوخه التي قام بالقضاء عليها و بدء المطر بغسل الدماء ...
فاقبلت سياره من البعيد لتقف عنده ، وترجل منها اكلاديو نظر اليها و شعر بالاسى كانت شقيقته منهار هناك تحت المطر تنزف
فتقدم نحوها وهو يخلع معطفه  ووضعه عليها وحملها إلى السياره وضعها على الكرسي ، وأمر السائق ان يعود بهم إلى منزلهم ..

كان ديفيد لا يزال عند النافذه يراقب بوابه القصر بانتظار عوده اينار ...وبدء يشعر باليأس
فاتجه إلى مكتب سيده وطرق الباب عده مرات ..وانتظر قليلا حتى سمع صوته يامره بالدخول

الورد الاسودWhere stories live. Discover now