{1}

4.9K 264 21
                                    

يوم عاصف كحال ماريان
الامطار لم تهدا كدموعها و الاشجار تتحرك بعنف تكاد تُقتلع

طرقت الباب ففتح لوي و قبل أي كلمة احتضنها بشدة
" اشتقت لك صديقتي"
" و أنا أيضا "تمتمت ليبتعد عنها ثم يأخذ بحقيبتها لغرفة المعيشة و هي قد جلست على أحد الارائك الحمراء ثم أخذت تفكر بالمستقبل الزاهر الذي ينتظرها

" ماريان..لا تفكري بالامر كثيرا"قال لوي عندما لاحظ صمتها الغير معتاد بالنسبة له لتحركَ رأسها محاولتاً تجاهل كل تلك الافكار"حسنا سأذهب لترتيب اغراضي..شكرا لك على كل شيء" لم يجادلها لأنه يعلم انها متعبة من السفر رغم أنه كان يود بالتحدث معها قليلا

أخذت حقيبتها الكبيرة و توجهت للغرفة التي ستبقى بها هذه الأيام و هي تقول بنفسها
أتمنى أن أستطيع التأقلم مع هذا المكان هذه الفترة

و علي أن أجد عملا لا أريد أن أكون عبا عليه

رمت حقيبتها و استلقت على السرير و دقائق حتى ذهبت في رحلة مع النوم
___________________________

طرقت الباب ففتح لوي و قد بدى على وجهه آثار النعاس لتقول سريعاً " صباح الخير..لقد وضعت لك الافطار و سأذهب لاكتشف المكان..وداعت" هو وقف بصمت للحظات يحاول ادراك ما فاته و هي كانت واثقة من أنه لم يفهم كلمة مما قالت

لم تكن لندن بهذا السوء و لكن هي لم تجدها بجمال موطنها
و من حسن حظها ان العاصفة قد توقفت اليوم فكان النهار غائما كما تحبهُ تماماً

بعد فترة طويلة من السير توقفت ماريان أمام متجر ما ابتاعت الماء و بعض الجرائد لعلها تجد عملا في الإعلانات ثم توجهت لأحد الحدائق القريبة و أخذت تقرأ هذه الجرائد المملة و تردد كلمة لا..لم تجد العمل المناسب...فإما المكان بعيد عنها او لا يناسب مؤهلاتها

و بعد ساعات من البحث عن عمل خابت آمالها و عادت لأول مكان ذهبت له الحديقة و هكذا حتى قررت العودة للمنزل فربما لوي باستطاعته مساعدتها و ما ان وقفت لترحل حتى سمعت صوتا اجبرها على أن تستدير و تنظر

ذلك الصوت الحزين يصوب سهاما نحو قلبها

اقتربت أكثر و أكثر تتبعت الصوت حتى رأت ذلك الرجل يقف بطوله الشاهق و مع كمانه يعزف لحنه الحزين

تجمدت مكانها لبرهة بينما أخذت تتطلع لعينيه المغلقة و شعره البندقي الفوضوي بطريقة مرتبة يداعب اطراف كتفيه

بالرغم انها لا تجد الشعر الطويل للرجل يزيده رجولة ألا انها قد عشقته بهذا الشكل

ظلت على هذه الحال حتى توقفت الموسيقا فجأة
" مرحبا " قال و هو مستدير بحيث أنه لا ينظر لها
____________________________

أَحببتُكَ في الخامِسةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن