** البارت الأول **

207K 2.1K 187
                                    

قراءة ممتعة للجميع ツ

- كان الهاتف يرن بأستمرار ودون توقف مما ازعجها وشتت تركيزها لذا تركت فرشاة الرسم من يدها ونهضت من مكانها.... شقت طريقها نحو المنضدة الكلاسيكية الصغيرة القابعة في غرفة المعيشة ثم رفعت السماعة وأجابت : آلو...

رد عليها المتصل : بكلم الأنسة جوليا السباعي ؟

قطبت حاجبيها واردفت بحذر : ايوه ، مين معايا ؟

المتصل : انا حسان سكرتير ابوكي يا هانم ، عايز اقولك حاجة مهمة بس عايزك تهدي الأول .

في تلك اللحظة تسلل الخوف الى قلب جوليا وكأنها كانت تعرف مسبقاً ماذا سيخبرها السكرتير فسألته بذعر : بابا وماما جرالهم حاجة !

تنهد الرجل على الطرف الآخر واردف بنبرة حزينة : هما كانوا عايزين يسافروا باريس عشان يحتفلوا معاكي بالسنة الجديدة بس مع الأسف عملوا حادثة على سكة المطار و...

قال ذلك ثم التزم الصمت فصاحت جوليا بهلع : و أيه اتكلم !!!

اردف بنبرة اكثر حزناً : ومع الاسف ماتوا هما الاتنين .

- لم تصدق جوليا ما سمعته ابداً اذ ان الخبر نزل عليها مثل الصاعقة الرعدية وقد شلتها الصدمة تماماً لدرجة انها اوقعت سماعة الهاتف من يدها ثم وقفت تحدق بالفراغ... كانت تحاول أن تستوعب ما اخبرها به سكرتير والدها المدعو حسان وشيئاً فشيئاً بدأت الامور تصبح واضحة امامها لذا تبدلت تعابير وجهها و تسلل الرعب إلى اعماقها.... شعرت بقلبها يهوي وكأنها سقطت من فوق حافة الهاوية فاخذت تهز رأسها وتمتمت بغير تصديق : لأ كدب... اكيد دي كدبة .

قالت ذلك ثم ركضت نحو غرفتها ... فتحت درج مكتبتها وهي ترتجف بشدة ثم وضعت جواز سفرها في حقيبتها ومن ثم خرجت من شقتها بسرعة كبيرة دون ان تحزم اغراضها او تبدل ملابسها حتى .... وقفت في الشارع الفرنسي المكتظ بالناس واخذت تتلفت من حولها وهي تبكي وترتجف علها تجد سيارة اجرة .

- كان عمرها آن ذاك 24 سنة وقد أتت إلى باريس منذ ثلاث سنوات لتحقق حلمها في دراسة فن الرسم حيث ان والدها سمح لها بالمجيء إلى مدينة العشاق والفن لتصبح رسامة مشهورة وتفتتح معرضها الخاص عندما تعود إلى مصر ، اوقفت سيارة أجرة وتحدثت مع السائق باللغة الفرنسية فأخبرته بأن يوصلها الى المطار بسرعة .... وعندما وصلت الى وجهتها أستقلت أول طائرة متوجهة الى القاهرة وهي تدعو الله ان يكون الخبر مجرد اشاعة لا أساس لها من الصحة .

- وبعد عدة ساعات وصلت الى مصر أخيراً فتوجهت فوراً الى المشفى بعد ان تحدثت مع سكرتير والدها عبر الهاتف حيث اعطاها عنوان المشفى... كان عمها وعائلته المكونة من زوجة وأبنة تصغرها بثلاث سنوات هناك وكانوا يبكون وينتحبون امام غرفة الموتى كما ان سكرتير والدها الذي اتصل بها وأخبرها بما حدث لأبويها كان موجوداً ايضاً .... أقتربت منهم بخطوات ثقيلة والدموع متراكمة في عينيها الزرقاوين وهي تحاول ان ترغم نفسها على التقدم نحوهم وعلامات الذعر مرسومة على وجهها الشاحب فسألت بصوت مرتجف : هما ...هما فين ؟

~ رواية : سجينتي ~Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum