٢

16.9K 2K 670
                                    

شابتر بسيط وصغنن ❤

اي نو ان كلكم تقولوا ناتالي نفسية بس هذا تقريباً البوينت ورا القصة 😀

#DailyReminder: Life is lessons.

#تذكير_آخر: "لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه مايُحب لنفسه"

#فكرة: حطي مخافة الله أول قبل مخافة الناس ❤

▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁




شكلّت زقزقة العصافير سيمفونية هادئة لتستمتع بها ناتالي التي كانت تقرأ تلك الرواية الضخمة التي إستلقت فوق مكتبها تحت عنوان "إحساس من قصدير"

قررت ناتالي أخذ فترة راحة قصيرة فالقراءة المستمرّة سببت لها الصداع.
حدّقت في النافذة الضخمة المفتوحة أمام مكتبها.

صوت الريح وهي تصطدم بأوراق الشجر، وصوت العصافير، حتى الصمت.. فـ للصمت صوتٌ لا يعرف طعمه الذين يملكون أذهاناً مليئة بالضجة.

"أهلاً." قفز H3 فجأة ليتكئ على النافذة.
انتفضت ناتالي على حركته المفاجئة ثم ابتسمت: "أهلاً."

"إحساس من قصدير؟" سألها وهو ينظر للكتاب رافعاً حاجبيه.
"كإحساسي تماماً." ردّت ناتالي بهدوء.
"ماخطبُ إحساسك؟" سألها في المقابل وقد رفع نفسه ليجلس على حواف النافذة بينما كانت ناتالي تجلس فوق مكتبها مقابله.

"هل توجد فراشات في المعدة؟" سألتهُ فجأة.
عقد H3 حاجبيه لتُضيف ناتالي: "أليشيا بطلة القصة، دائماً تشعر بالفراشات في معدتها، ولم أدرس شيئاً كهذا مُطلقاً.."

ابتسم H3 ابتسامة عريضة لتلمح ناتالي غمّازته، وكانت هذه أحد المرات القليلة التي تراها.

"في معدة كلّ شخص فراشات سحرية.." بدأ يُخبرها وقد مدّ قدميه ليصل لأرض غرفتها وهو يُكمل حديثه بينما عدّل بذلته: "هذه الفراشات لا تدب فيها الحياة ولا تُرفرف إلا عندما تشعرين بشيءٍ فوق الحدّ الطبيعي، كالسعادة المفرطة، التوتر المفرط.. أو الحب."

"ولكن هذا غيرُ منطقيّ.." تمتمت ناتالي ثم أضافت: "لم أدرس شيئاً كهذا في جسم الإنسان."

"نات.." همس H3 بينما تقدم بجانبها ليرتكز على مكتبها ثم أكمل: "هُنالك أشياء خارج حدود العلم، لا أحد يستطيع تفسيرها."

"مثل ماذا؟" سألتهُ ناتالي بإهتمام ليبتسم H3 مُجيباً: "كإنكماش معدتك عند الخوف، وألم قلبك عندما تفقدين شيئاً مهماً، بالرغم من أن قلبك في لحظتها سليماً مُعافى وينبض بشكلٍ مثاليّ، إلا أن ذلك الألم لايزال موجوداً."

"شعرتُ بهذا مرة.. عندما حاولت أمي أخذ فلافي بعيداً." قالت ناتالي متذكرة.
"والدتكِ والقطط.." تمتم H3 ضاحكاً ثم أردف بسخرية: "صراع لا ينتهي."

"شعرتُ بأن قلبي قد يتوقف في أيةِ لحظة.." تذكرّت ناتالي ذلك الموقف الذي جعلها تهرُب من القصر عندما كانت في العاشرة.
"ولكنهُ كان سليماً.." تمتمت وهي تستوعب ماقاله له H3.

ابتسم H3 ومدّ يدهُ ليُرجع أحد خصلات شعرها خلف أذنها قائلاً: "ما الذي على هذه الأرض يُمكن أن يكون أقوى من القلب البشريّ؟ فمهما إنكسر وتألم يظلّ مستمراً في النبض."

صمتت ناتالي وقد أدركت مايقول، ثم رفعت رأسها ونظرت في عينيه متسائلة: "هل هنالكَ أشياء أخرى لا يمكن للعلم تفسيرها؟"

"الكثير، كالأشياء التي ماوراء الطبيعة، الخوارق، وبعض الأحاسيس الأخرى كالحب." بدأ يقول ثم التفت ومدّ يدهُ ليُمرر أصابعهُ على ذراعها قائلاً: "وكهذا."

نظرت ناتالي لذراعها لتجد أثآر القشعريرة واضحة، فرفعت رأسها تنظر له وعندما كانت على وشك التحدّث طُرِقَ الباب لينتفض كلاهما.

"سموك، الغداءُ جاهز." تمتمت الخادمة بلباقة ثم خرجت.
"سأذهب." أعلنت ناتالي فوراً ثم خرجت كذلك.

..
..
..

"إنها آتية."
"إبدأوا."

سمعتهم ناتالي يهمسون بينما هبطت السلالم، وبدأوا بغناء "عيد ميلادٍ سعيد" لها.
ابتسمت لهم عندما رأت الكعكة الضخمة والثمانية عشر شمعة.

كان هذا موقفاً ظريفاً، من المفترض أن تكون سعيدة، صحيح؟

"ماهي السعادة بأية حال؟"
تساءلت ناتالي بداخلها.
"لماذا هي مهمة بهذا الشكل؟ لماذا الجميع يريد الوصول لها بشدة؟"
عادت تتساءل بينما راقبت الجميع يبتسمون لها ويُغنون.

لطالما كانت ناتالي فضولية للغاية، وتتوق لمعرفة كلّ شيء.
لذا فهي كانت تريد معرفة كيف هو شعور أن تكون سعيدة، ستحاول جهدها من الآن وصاعداً لتكون سعيدة.
كانت ناتالي جادة بشأن هذا القرار.

بعد الغداء، أخذت ناتالي قطعة كبيرة من كعكة عيد ميلادها وتوجهت نحو حديقة القصر.
هي تعلم جيداً بأنهُ سيكون هناك.

وفعلاً لمحتهُ يجلس كعادته تحت الشجر، هي لا تعلم حقاً لماذا يجلس هنا دائماً.

"كعك؟" سألت ناتالي.
"لا أحب الحلويات كثيراً، ولكن بما أنهُ منكِ." قال H3 بينما مدّ يدهُ ليأخذ منها الصحن ويضعهُ على حجره.

"ماهي السعادة؟" سألت ناتالي بدون مقدمات ليضحك H3 قائلاً: "بدأتُ أؤمن بأني لستُ صانع ذكريات بل موسوعة ثقافية."

"وما الخطبُ في كونكَ كذلك؟" سألت ناتالي لم تفهم المزحة.
"كنتُ أُمازحكِ، نات." تمتم H3 مبتسماً.

"أتعرف ماهي السعادة؟" عادت ناتالي تسأل كالطفلة.
"مفهوم السعادة يختلف من شخصٍ لآخر." أجابها ببساطة ليصمت مفكراً ثم يُكمل: "أحياناً قد تكون السعادة لبعض الناس هي امتلاك المال والسُلطة، وبالنسبة البعض الآخر هي مجرد الإنتهاء من مرحلة دراسية."

التفت لها H3 مُضيفاً: "عليكِ فقط البحث عمّا يجعلكِ سعيدة."
"ماذا عنك؟ أين تكمُن سعادتك؟" سألت ناتالي.
"عندما يكون ذهني صافياً، برفقة كوبٍ من الشوكولا الساخنة بجانب المدفأة." قال لها مبتسماً.
"بهذه البساطة؟" رفعت ناتالي حاجبيها مستغربة.
"اجل بتلك البساطة." ردّ H3.
"لنُجرب هذا معاً." عرضت ناتالي لتتوسع ابتسامة H3.

لربما ناتالي لم تتغير، هي فقدت طريقها نحو ذاتها القديمة وحسب.

صانع الذكريات | h.sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن