٩

12.4K 1.7K 402
                                    

ابديت قصير ومحمس لأني متحمسة للاجازة حقت الربيع ولأنو في كم خبر حلو ف الطريق ان شاء الله 😍❤

المهم كيفكم جميلاتي؟

#DailyReminder: Face your fears.

#تذكير_آخر: الله أولاً، ثم البقية ❤

#فكرة: لو عندك طفل صغير في العيلة حاولي تعلميه سور صغيرة من القرآن، ولكِ أجره ف كل مرة يقرأها ❤

#بوح_آنا: فَنِي العشقُ شهيداً في ذاتك، وتهاوى العقلُ أمام صفاتك ❤

▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁


توسّعت إبتسامة هاري بينما راقب ناتالي تحاول جهدها إتقان رقص النقر مرتدية أحد الأحذية من أحدهم، يكادُ يسقط من قدميها مع كلّ حركة.

(رقص النقر هو نوع من الرقص الإيرلنديّ)

"الحذاء مؤلم." تمتمت ناتالي.
"لأنهُ ثقيل، حتى يُصدِر صوت الطرق." ردّ تشارلز مبتسماً.
بينما استمرّت فرقة السيلتيك في العزف لتُحي الحانة كلها.

(السيلتيك هي الأغاني الإيرلندية القديمة)

"إطرُقي الأرض بخفة بقدمك اليُسرى ثم أرفعيها عن الأرض بقفزة صغيرة." علّمها تشارلز وهو يراقب حركة ساقيها.
طرقت ناتالي الأرض بقدمها وإتبّعت تعليمات تشارلز ليُشاركها الرّقص وتمتلئ الحانة بصوت الأغاني وطرق أحذيتهم المتناغم، وراح الجميع يهتف لهم.

وضع هاري كأسهُ فوق الطاولة ونهض متوجهاً نحو ساحة الرقص التي امتلأت وبحث عن ناتالي ليجدها تقوم بنزع الحذاء الثقيل وترتدي حذائها مجدداً.

"الجميع يرقُص، لنرقُص نحنُ كذلك!" قال لها بصوتٍ عالٍ لتسمعه مع الموسيقى.
ابتسمت ناتالي إبتسامة عريضة وركضت نحو هاري ممكسة بيده.

لم يراها هاري تبتسم بهذا الجمال قبلاً، تبدو مستمتعة حقاً..
هو ممتنٌ لأنهُ لم يُخرجها من الحانة.

أحاطها هاري من خصرها بينما قلدوا حركات الرقص المجنونة التي قام بها الجميع.
وقد قهقهت ناتالي ضاحكة كلّما دهست قدم هاري بقدمها الصغيرة.
كانت أجواء الحانة دافئة، الكلّ يرقص، والكلّ لطيف مع الآخر.

"الأرضُ تدور!" صرخت ناتالي مبتسمة ليسمعها هاري.
"مفعول الجعة، أنتِ تستحقي هذا." قال لها هاري ضاحكاً في المقابل.

كان لحن موسيقى السيلتيك يبعث على الحماسه، فحمل هاري ناتالي ليرفعها بينما دار وسط الحشد.
وصوت ضحكات ناتالي قد اندمج مع الموسيقى.

إنها سعيدة..
مما جعل هاري سعيداً كذلك.
هو لم يفشل كصانع ذكرياتٍ بعد.

إختفت الإبتسامة من وجه ناتالي فجأة عندما وقع نظرها على ذلك الرّجل صاحب الوشاح يدخل الحانة ويقف عند الباب بينما جالت عيناهُ في المكان يبحث عن طاولة فارغة.

"هاري، أنزلني أحتاجُ دورة المياه." قالت ناتالي ليُنزلها هاري على قدميها متسائلاً: "أأقفُ لكِ خارجاً."
"لاداعٍ لذلك." قالت ناتالي بينما مضت سريعاً.

ناتالي لم تعرف لماذا طرأت هذه الفكرة الغير متوقعة لها سرعان مارأت ذلك الرّجل.
هي فقط شعرت وكأنهُ يستطيع الإجابة عن كلّ أسئلتها.

ركضت ناتالي سريعاً حتى لا يلحظها هاري من وسط الحشد وأمسكت ذلك الرّجل من ياقته فجأة لينتفض.
هي لم تراهُ بهذا القُرب قبلاً، كانت عيناهُ الزرقاوين تلمعان تحت إضاءة الحانة.

"لنتفق!" قالت ناتالي فجأة.
"أجُننتِ؟! أبعدي يدك!" قال لها بينما أنزل يدها عن قميصه.
"أنت مُشرّد، تحتاجُ للطعام والثياب، صحيح؟ سأُساعدك." عرضت ناتالي لينظر لها الرّجل مفكراً.
"المقابل؟" سألها رافعاً حاجب.
"تُجيبني على بضعة أسئلة فقط." بسطت ناتالي الأمر ليبتسم الرّجل.
"نايل." مدّ يدهُ لها.
صافحتهُ ناتالي مبتسمة.

"لا يمكنكِ الإفصاح عن إسميّ لأحد، حسناً؟" طلب نايل منها بجدية.
"لا تقلق." ردّت ناتالي ببساطة.
"ماذا تفعل فتاة مثلك خلف السور؟" سألها.
"شش، إخفض صوتك لا أحد يعلم بخصوص هذا، سأخبركَ لاحقاً." أجابت ناتالي على عجل ثم مضت عائدة أدراجها لهاري.

"لنرحل؟" سألتهُ ناتالي.
لينهض هاري ويُمسك بيدها مبتسماً ثم يقودها خارجاً.
"هاري، إحملني، الأرضُ تدور بي." تمتمت ناتالي حالما خرجا من الحانة وحلّ الهدوء المفاجيء.

إنحنى هاري ليواجهها بظهره: "إصعدي."
"أنت الأفضل." همست ناتالي لتلفّ ذراعيها حول عنقه ويُمسك هو بساقيها لينهض من إنحناءته.

أثناء مشيهم لمحت ناتالي النهر الذي يقع خلف الأشجار، وقد تلألأت المياه مع ضوء بدايات الصباح.

"هاري، لنقف هنا قليلاً." طلبت ناتالي بهدوء ليتوقف هاري ويُنزلها أرضاً.
"يبدو جميلاً." تمتم هو وقد مررّ أصابعه بين خصلات شعره.

"هذا النهر يمرّ من منطقتنا أيضاً، ولكنه يبدو أجمل هنا.. أتساءل لماذا.." تمتمت ناتالي وقد تقدمت لتضع يدها في الماء مستمتعة بإحساسها المنعش.
"لأنكِ تحبين المكان هنا، فترين كلّ شيء جميل." ردّ هاري وقد وقف خلفها.

نهضت ناتالي من إنحناءتها والتفتت نحو هاري وسألت: "هل.."
أخذت نفساً عميقاً وأكملت: "هل يمكنني نزع قناعك؟"

كانت ناتالي تعرف إجابة هاري النافية الصارمة، ولكنه فاجأها بسؤاله: "أسيجعلكِ هذا سعيدة؟"
"لا أعلم.. لا أريد الكذب فأنا لا أعرف ماهي السعادة ولكن.. سيُشبع فضولي." أجابتهُ ناتالي مترددة.

"همم، صادقة.. يُعجبني هذا." تمتم هاري مبتسماً وهو يقتربُ منها.
مدّ يدها ليلتقط يدها الصغيرة ويرفعها ليضعها على قناعهِ هامساً: "إنزعيه."

صانع الذكريات | h.sWhere stories live. Discover now