١٠

13.1K 1.7K 600
                                    

شابتر صغنووون جداً.. لكن أحسن من لاشيء صح؟ 🙊❤
طبعاً بإذن الله رح أتفاعل كثير بمناسبة إقتراب الإجازة حقت الربيع 🙊❤

وأحب اقلكم ان من هذا الشابتر بيبدأ الحماص 😍😂

#DailyReminder: When you change the way you look at things, the things you look at change.

#تذكير_آخر: لا تغضب إن قالوا "مالك غير ربنا" فمن كان له الله، كان له كل شيء ❤

#فكرة: لو لقيتي أي حيوان متضرر، منصاب، أو تائه، الرجاء عرضه للتبني في حساب @soft0paws على انستقرام :(❤

#بوح_آنا: في تقوّس غمّازته، إعتدالُ كلّ شيء ❤

▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁▁



ناتالي لا تعرف كيف يمكنها وصف أو إستيعاب تلك الإنقباضات التي شعرت بها في معدتها، ولا برودة أطرافها عندما تحسسّت قناع هاري المعدنيّ بأطراف أصابعها.

كانت قريبة منهُ لدرجة أنها شعرت بدفء أنفاسه ترتطمُ بها، بينما حدّق هو في عينيها يُراقب تحرّكاتها.
شيءٌ ما في نظرتهِ جعل قلبها يخفق.

أمسكت ناتالي بحافة القناع من عند عظام فكّه الحادة لترفعهُ قليلاً.
هي تستطيع رؤية ركن شفتيه يرتفع في إبتسامة ساخرة.

"يدكِ تهتز، أأنتِ بتلك الثمالة؟" سألها، وسمعت صوتهُ يثقب أذانها لشدّة قربه.
"لم أكُن يوماً واعية بهذا الشكل." ردّت ناتالي بعفوية ليضحك هاري.

"لا تتوتري بقُربي يوماً، فأنا هُنا لأُشعركِ بالأريحية وليس العكس." قال هاري بنبرة دافئة.
"لستُ متوترة أنا فقط.." تمتمت ناتالي مترددة.
"همم؟ أنتِ ماذا؟" سألها مستمتعاً برؤيتها تتصرف بهذا الشكل بسببه.
"أنت تجعل الحياة تدبُ في تلك الفراشات السحرية." أعلنت ناتالي وقد نظرت في عينيه أخيراً.

كان ذلك الـ شبه إعتراف، صادماً بالنسبة لهاري الذي حدّق في ناتالي بنظرة ثابتة، ثم أبعدَ يدها عن القناع وفي لحظة سريعة خلعه..

خلعه..

نظرت ناتالي وقد توسعت حدقتا عيناها غير مصدقة، وفاجأها هاري أكثر بوضعهِ القناع على وجهها هي مبتسماً ثم إنحنى في حركة غير متوقعة ليطبع قُبلة خفيفة على شفتيها التي غطاها القناع.

حصل كلّ شيء في لحظة، لحظة سريعة وغير متوقعة بحيث أن ناتالي لم تستطع إستدراك مايحصل، ولكنها لمحت هاري من بين فجوات القناع، شامخاً، بوجهه كاملاً وعيناهُ الخضراوين ولكن..
جزءٌ من وجهه كان يحملُ ندوباً واضحة.

سرعان ما خطف هاري القناع عن وجه ناتالي ليرتديه مجدداً، وقد زيّنت شفتيه إبتسامة ساخرة، هي تستطيع رؤيتها من ركن القناع.

"ألازالت فراشاتكِ مستيقظة؟" سأل هامساً.
"حالياً؟ تُعاني من فرطٍ في الحركة." ردّت ناتالي ونبرة عدم التصديق واضحة في نبراتها ليُقهقه هاري ضاحكاً مستمتعاً بهذه الأحاسيس التي يُسببها لناتالي.

فجأة عادت ملامحهُ جدية ليقول: "نات، لا أحد يجدر به معرفة شيءٍ عمّا حدث، حسناً؟"
أومأت ناتالي موافقة، وتبعت هاري الذي مضى عائداً أدراجه.

لقد قبّلها..
صحيح أن شفتيه لم تلمس شفتيها، بل قبّل القناع ولكنها كانت قُبلة.. صحيح؟

"سيحين موعد إفطار عائلتك بعد نصف ساعة، وموعد ذهابك للمدرسة كذلك." قال هاري كاسراً للصمت.
"لا أرغب في الذهاب للمدرسة." تذمّرت ناتالي.
"همم.. نات باتت فتاة شقيّة." تمتم هاري مبتسماً.

توقف كلاهما عند إسطبل الخيول ليأخذا الأحصنة الخاصة بيهم، بينما فكرت ناتالي في العديد من الأشياء.

هاري يطلبُ منها ألا تُخبر أحداً لأنه ليس من المفترض بهم البوح بمعلوماتٍ كهذه ولكن لماذا يُخبرها هي؟
لماذا تلك القُبلة؟

هاري يُخفي شيئاً، ناتالي لا تعلمه ولكنها تستطيع الشعور به يُخفيه عنها.
مما زاد قلقها قليلاً.
صحيح هي قد لا تعرف الكثير من الأشياء ولكنها ليست طفلة.

وفي لحظات الصمت تلك أثناء عودتهما، كان مظهر هاري دون ذلك القناع يستمرّ في الظهور في ذاكرتها.
وهو لا يملك أيّ فكرة عمّا إعتراها.. ومارأتهُ فيه ولم يراها..
غير أنها أرادت تلك اللحظة أن تستمرّ.

لمحت ناتالي القصر يظهر لها على مدّ بصرها لتعبس بوجهها متسائلة: "ألا يمكننا البقاء في الخارج قليلاً؟"
"لو علمت عائلتك سنكون أنا وأنتِ في عداد الموتى." قال هاري ساخراً.
"هل سنخرج مجدداً؟" سألت ناتالي كالطفلة.
"همم، لا أعلم، ربما؟" أجاب هاري بصيغة أشبه بالسؤال.
"من فضلك هاري." عادت ناتالي تقول بنبرة بريئة ليبتسم هاري برضا ثم يقول: "أنتِ لا تقولين 'من فضلك' كثيراً.. أنتِ عادةً تُصدرين الأوامر فحسب لذا.. سنخرج مرة أخرى."
"شكراً، سأقول من فضلك كثيراً، من الآن وصاعداً." تمتمت ناتالي مبتسمة.
وقد تلاشى بؤسها الذي كانت تشعر به حيال عودتها للقصر.
هي بالفعل أفتقدت تلك القرية الصغيرة التي تقبع خلف السور.


"أشعر بالغثيان.." تمتمت ناتالي وهي تنزل من على ظهر الجواد ليتبعها هاري ويفعل الشيء ذاته.
"أقسم ليس لأني أتعذّر عن الذهاب للمدرسة ولكن.." بدأت ناتالي تُبرر.
"أعلم." قاطعها هاري ثم أكمل: "هذا بسبب الجعة، تستحقين هذا للمرة الألف."
تنهدت ناتالي: "ستستمر بقول هذا."
"نعم، ويؤسفني إخباركِ بأنك ستتقيأين في أية لحظة." ردّ هاري ببساطة.
"ناضجٌ جداً." تمتمت ناتالي.

"ناتالي؟" نادى صوتٌ من خلفهما ليلتفتَ كلاهما.
جوزفين، إحدى وصيفات ناتالي وقفت مستغربة.
"ماذا تفعلين في الخارج؟"





صانع الذكريات | h.sWhere stories live. Discover now