PART -10-

122 6 5
                                    

22 - جوهان وفوبوس  .

انطلق جوهان خارجا من مخبئه يصرخ
:( اخير قد ذهبا ! لقد ذقت ذرعا باحديثهما ) !

قم خطا خطوات قليلة ، وسمع صوتا قويا رنانا ينطلق قربه ، فصرخ جوهان

:( اقسم بحياتي ان هذا المتكلم هو القائد فوبوس ) .

وبلغ اسم فوبوس اذني الكاهن الذي كان قريبا من المكان . والواقع انه كان القائد فوبوس .
اقترب جوهان منه فحياه وقال له :( هل تحب ان تاتي ف نشرب ) .
:( اريد ذلك لكنني لا املك نقودا ) .
:( عندي مانحتاج اليه ) .
:( ماذا تقول ؟ ارني ماعندك ) !
فاخرج جوهان محفظته ، و اراه ما فيها .
فدمدم فوبوس
:( يالله ! ان فيها نقوداً حقيقية ) !

وانطلق الصديقان فورا نحو حانة " تفاحة حوراء " اما الكاهن الذي كان قد سمع اسم - فوبوس - فقد لحق بهما .
ولم يكن هناك اسهل من ان يسمع كل ما . يقولان  ، لانهما كانا يتحدثان بصوت مرتفع  .

وبلغا مفترق شارع ، فسمع دون كلود الضابط يقول ل جوهان :( لنعجل من خطانا  ) !
:( ولم العجلة يا فوبوس ) ؟
:( اخاف ان تراني الغجرية ذات العنزة ) .
:( الاسميرالد ) ؟
:( تماما ياجوهان . انني لا اريد ان تقاربني هذة الفتاة في الشارع ) .

وهنا رار الكاهن فوبوس يضحك ساخراً . وينحني فوق اذن جوهان ، ويهمس فيها ب كلمات ، ثم ينفجر ضاحكا ويهز راسه في هيئة المنتصر .
قال جوهان :( احق هذا ) .
قال الضابط :( قسما بحياتي .. في هذا المساء ) .
:( وهل انت واثق من انها سوف تاتي ) ؟
:( ماذا تقول ياجوهان ؟ وهل يشكك في مثل هذة الاشياء )؟

23 - الكاهن الشرس  .

كانت حانة " تفاحة حواء " قائمة في مدينة الجامعة . انها بهو ارضي منخفض واسع ، ذو قبعة مركوزة فوق عامود خشبي غليظ اصفر .
وهبط الليل وبدت الحانة ممتلئة بالمشاعل الملتهبة ، وباصداء الزجاجات ، و بالشتائم .
وفي هذه الاثناء كان يروح ويجيئ امام الحانة الصاخبة رجل ، ينظر الى داخلها دون انقطاع .

وقد تلفع بمعطف اشتراه منذ قليل من تاجر قريب ، ربما ليحمي جسده من شدة البرد ، او ليخفي زيه .

وسمع فوبوس يلعن العجوز صاحبة الحانة لانها رفضت ان تؤجره غرفة . وقال لجوهان
:( ارجوك ياجوهان .. انك تعلم انني واعدت الصغيرة عند جسر سان ميشال ، وانني لا استطيع مرافقتها الا اذا دفعت اجرة الغرفة . اعطني اي شي ساعدني ياصديقي ) !

لكن جوهان الذي كان ثملا الى حد كبير ، رفض ذلك .
وهنا خرج فوبوس من الحانة . اما الرجل ذو المعطف فلم يتوقف ابدا عن متابعة الضابط .
وانتبه فوبوس ان شخصا ما يلحقه . لكن القائد كان شجاعا ، ومقبض السيف في يده ، فتقدم نحو الرجل ذي المعطف وقال له
:( سيدي !! ان كنت لصا ، فاعلم انني من عائلة مفلسة . فاقصد صيدا اخر ) !
فقال الرجل :( يا سيدي فوبوس دي شاتوبار القائد .. ) .
قال بوبوس :( ياللشيطان ! كيف تعرف اسمي ) ؟
فاجاب الرجل ذو المعطف :( انا لا اعرف اسمك فقط . بل ايضا اعرف انك واعدت فتاة على اللقاء في هذه الساعة ، عند فالوردال ) .
:( تماما ) !
:( واسم الفتاة هو ... )
فقاطعه فوبوس قائلا بدون مبالاة :( الاسميرالدا ) .
ولما سمع الرجل هذا الاسم هز فوبوس من ذراعه هزا قويا وقال :( انك تكذب ) .
وانتفض فوبوس غاضبا ، لكن الرجل سارع للقول
:( ايها القائد غدا او بعد غد ، بعد شهر ، او بعد عشر سنوات ، ستجدني مستعدا لقطع رقبتك ، لكن اذهب اولا الى حيث موعدك ) .

فقال فوبوس :( حقا ) وكانه يراجع نفسه ثم قال له
:( انك تبدو رجلا طيباً ، فلنؤجل عراكنا الى الغد . واذن انا ذاهب الى موعدي ) . وهنا حك فوبوس طرف اذنه ثم قال
:( آه لقد كدت انسى . انني لا احمل معي فلسا واحدا ادفع به اجرة الغرفة ، والعجوز تطالب بالاجرة سلفاً ، فهي لا تثق بي ) .

:( هاك ما تدفعه اجرة مبيتك ) .
وشعر فوبوس بيد المجهول الباردة تضع في يده قطعة نقدية كبيرة . فصرخ قائلا :( يالهي? انك رجل طيب حقا ) !
فقال الرجل
:( على شرط واحد .. خبئني في زاوية من الزوايا بحيث ارى ان كانت المراة هي حقا التي ذكرت اسمها ) .
فقال فوبوس
:( لا ضير من ذلك ابدا . اننا سنشغل غرفة في سانت - مارت ، وفي وسعك ان تنظر الينا من خلال الخزانة القائمة في الزاوية الداخلية ) .
فرد الرجل :( تعال اذن ) !

وتابعا سيرهما مسرعين فلما وصلا الى المكان قال فوبوس لرفيقه  :( انني ساوصلك اولا الى مخبئك ، ثم انطلق لاتي بالفتاة التي لابد ان تكون في انتظاري ) .

فتح  فوبوس باب الفندق وقال للمسؤلة عنه :( اريد غرفة سانت - مارت ) . ثم مد اليها قطعة ذهلبية لامعة ، فابتسمت المراة ، واشارت الى الرجلين ان يتبعاها ، ثم ارتقت درجات السلم الخشبية التي امامها ، اما فوبوس فقد فتح بابا ينتهي بمن يجتازه الى حجيرة صغيرة ضيقة ثم قال لرفيقه :( ادخل هنا يا عزيزي ) . فاطاع الرجل ذو المعطف بدون ان يجيب بكلمة  واحدة .
وطبيعي ان هذا الرجل لم يكن غير الكاهن كلود فروللو .

ومر ربع ساعة على الكاهن ، وهو ينتظر في الخزانة السرية. ثم سمع وقع خطوات فوق درجات السلم الخشبية . لقد كان في باب غرفته العفن ، شق عريض الصق به وجهه . وبهذه الطريقة كان يستطيع ان يرى كل ما يحدث في الغرفة المجاورة " ولقد راى الاسميرالدا .
و كان يدور الحديث التالي بين القائد والغجرية :

:( لا تحتقرني يا سيدي فوبوس ، فانا اشعر بسوء مااصنع).
:( ولم احتقرك يا طفلتي الجميلة ) ؟
:( لانني تبعتك ). ثم قالت في خفت شديد ( انني احبك ..).
فقال القائد في حماسة عارمة :( هل تحبينني ) ؟
ثم احاط خصرها في ذراعية . وراه الكاهن ، فوضع طرف انامله على رأس خنجر كان يخبئه في صدره .
ثم قال فوبوس :( ان جسدي ، و دمي ، و روحي كلها بين يديك .. احبك ، ولم احب سواك من قبل قط ) .
وهنا رفعت الغجرية عينيها نحو السقف الوسخ ، وقالت بسعادة ملائكية :( اووه ! هذه هي الساعة التي يحلو الموت فيها ) .
:( سترين كم احبك .. سيكون لنا بيت صغير جميل ، اجعلك فيه اسعد المخلوقات . وسوف استعرض جنودي الرماة تحت نافذتك ) .
:( فلنتزوج اذن ) !
فقال فوبوس مندهشا :( ماهذا الجنون ايتها الصغيرة الجميلة ؟ ان الزواج شيئ كبير ) !
فاصفر وجه الفتاة ، وتركت راسها يهبط حزينا فوق صدرها . لكن القائد بادرها القول :( ما الذي تلبسينه في نحرك ) ؟
فقالت بحماسة :( لا تلمسها . انها حارستي . انها هي التي ستتيح لي ان اجد عائلتي .. وامي المسكينة .. ولكن ما يعنيني من اني الان ؟ انا احبك ، وساكون اسعد النساء ، واشدهن فخرا بك ، بل ساكون خادمة لك ) .

والقت ذراعيهة حول عنق الضابط . وفجئة رات ، فوق راس فوبوس ، راسا اخر ، وبجانب هذا الرئس يد تحمل خنجر مسنوناً . لقد كان الكاهن بوجهه وبيده . كسر الباب ودخل الى الغرفة . ولقد رات الاسميرالدا الخنجر يعبط فوق راس القائد . لقد عجزت حتى عن الصراخ .

احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAMEWo Geschichten leben. Entdecke jetzt