PART -11-

124 4 0
                                    


وسقط الضابط ارضا .
اما هي ، فقد اغمي عليها . ولما استفاقت وجدت نفسها محاطة بجنود الحراسة ، ثم حمل القائد غريقا في دمه ، واختفى الكاهن . وسمعت قائلا من حولها يقول
:( انها ساحرة طعنت قائدا من رجال الحرس ) .

24 - القطعة الذهبية تتحول الة ورقة جافة

كان جرنجوار وبلاط العجائب كله في قلق كبير على مصير الاسميرالدا . فقد اختفت الغجرية في ليلة من الليالي ، وانقطعت اخبارها عنهم .
وكان حزن جرنجوار عظيما ، فهزل بسببه ، وعجز عن تفسير اختفائها . وبينما هو يسير يوما امام قصر العدالة ، رأى جماعة من الناس متجمهرة امام ابواب القصر ، فسال احدهم
:( ماذا هناك ) .
فاجابه الفتى :( انهم يحاكمون فتاة يقال انها ساحرة . . وقد تدخل كل من الاسقف ومحكمة التفتيش ، وكذالك اخي ، كاهن جوزا .. لقد كنت راغبا بالاتصال به ، فلم استطع .. انني بحاجة الى النقود ) .
فقال جرنجوار :( انني اسف ياسيدي . لو كان في جيبي نقود لاعطيتك اياها ) .
ولم يجرؤ على اخبار الفتى عن علاقته باخيه الكاهن .
ومضى الفتى في طريقه ، وتوجه جرنجوار يتبع الجمهور الذي يصعد افراده سلم البهو الكبير . وسأل جرنجوار واحد من الحاضرين
:( من يحاكمون هنا ؟ اني لا ارى متهما ) .
فرد الرجل قائلا :( انها امرأة ياسيدي . انها هناك بين الحراب ، تحجبها رؤوس المشاهدين ) .

ووقفت امراة عجوز في وسط البهو ، وكانت تقول
:( سادتي ! القضية صحيحة . لقد جاءني رجلان ، احدهما اسود ، والاخر ضابط جميل . ثم اعطاني الضابط قطعة ذهبية ليستاجر غرفة . ثم خرج ليرجع بعد قليل ومعه فتاة جميلة تصطحب معها عنزة .. سوداء او بيضاء .. لم اعد اذكر .
وصعدت الفتاة وعنزتها مع الضابط الى الغرفة . وتركتهما وحيدين مع العنزة ، وانصرفت الى عملي . فجئة سمعت صراخا ، وصدى سقوط جسم فوق ارض الغرفة ، ونافذة تفتح . ورأيت شبحا يتزين بزي كاهن يسبح متجها نحو المدينة القديمة ... فإن اسوء ما في الامر انني عندما عدت صباح اليوم التالي لاخذ القطعة الذهبية ، وجدت ورقة جافة ) .

وانتشرت بين الناس دمدمة مذعورة . وقال جار لجرنجوار
:( ان في هذا الشبح ، وفي تلك العنزة ما ينبئ بالسحر ) .
واضاف اخر :( والورقة الجافة ايضا ) .

ونهض القاضي يقول :( اهدوءآ ايها السادة ! ارجو الا يغيب عن بالكم انه قد وجد مع المتهمة خنجر ) .
ثم سأل العجوز :( هل اتيتِ بالورقة الجافة التي وجدتها متحولة عن القطعة الذهبية ) ؟
اجابت :( نعم ) .
واخرجتها ، ففحصها الحاكمون ، وقال احدهم
:( انها برهان جديد على ثبوت تهمة السحر ) .
وقال محامي الملك :( اظن ان هذا الكاهن الذي ذكرتهة الشاهدة هو نفس الكاهن الشرير الذي يضهر شبحه بين الحين والاخر . اما القطعة الذهبية التي تحولت الى ورقة جافة ، فأنها دون ريب نقد من الجحيم ) .
وقد بدا هذا الاستنتاج كأنه قد ازال كل لبس في ذهن جرنجوار والاخرين الذين كانو يشكون فيما قال .
وهنا نهضت المتهمة ، وجاوز راسها افراد الجمهور ، فعرف فيها جرنجوار المذعور ، الاسميرالدا .
كانت باهتة صفراء ، تشوش شعرها ، وازرقت شفتاها .
ثم قالت :( واسفاه ! فوبوس ! اين هو ! اخبروني ان كان حيا قبل ان تقتلوني ) !
واجابها الرئيس :( اسكتي ايتها المرأة . ليس هذا من شأننا هنا ) .
ولما الحت بالسؤال ، صرخ محامي الملك
:( لقد مات ! فهل انت سعيدة ) ؟
وسقطت المسكينة فوق مقعدها ، فلا صوت ، ولا دموع .
وفي هذة الاثناء ادخلت العنزة ، فقالت العجوز على الفور
:( لقد عرفتها .. انها الحيوان الكريه نفسه ) .
والواقع ان العنزة كانت المتهمة الثانية . خاطبها المدعي قائلا :( اننا ننذر الشيطان الذي يحل في هذه العنزة بانه ان اصر على ارتكاب شروره اللعينة ، واثارة الرعب بين اعضاء المحكمة ، استعنا بالمشنقة او المحرقة للتخلص منه ) .

احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAMEWhere stories live. Discover now