chapter 1

12.1K 175 5
                                    

( الفصل الاول )

تطلعت شارلوت عبر المياه الزرقاء الصافية للخليج ، باتجاه المرتفعات المشرقة لتلال جزيرة كاستاريوس . انها ليست جزيرة بالمعنى الكامل ... فهى متصلة باليابسة بواسطة ممر طبيعى رفيع ...فيلا ضخمة بيضاء اللون مبنية على قمة الصخرة والتضاريس الملتوية تحتها بالكاد تتمكن من حمل الاشجار والحدائق فى مكانها مقابل التراس .

 هذا المنظر أسر اهتمام شارلوت منذ لحظة وقع نظرها عليه ... ووصول ساكنين جدد زادها اهتماماانه نفس ذلك الاهتمام ، او الفضول كما يسميه عمها لوك ، الذى دفعها لعرض اراحة الصياد اليكسندرو من مهمة ايصال الاغراض ... ففى هذا الوقت كانت زوجته ايزابيلا فى احدى نوبات مزاجها الغاضب وعلى الكسندرو الاسراع ، وهو كاره تركها وايصال طلبية السمك لسكان الصخرة الجدد ... وهكذا عرضت شارلوت متهورة ان تذهب عوضا عنه ، وكانت قد قامت بهذا مرتين من قبل ولو ليس للسبب نفسه

كان للفيلا جو من الوحدة ... لكن بوجود ثلاثة اشخاص فقط يعيشون فى مكان بهذا الجحيم ، ولكن على كل حال ، احست شارلوت بالحسد للمناظر التى توفرها لهما التراس الرائع المحاط بالجدران والكثير الظلال لساكنى المكان

ومع ذلك فتالمت واهم عضو من السكان لم يكن فى وضع يمكنه من الاعجاب بتلك المناظر ... فهو اعمى . حتى الان لم تلتق به ، ولكنها كثيرا ما قرات عن بيرت مارلنغ وحادثته فى الصحف ، والتى لا تزال فى حوزة عمها ... ولم تكن تعرف هوية هذا الساكن الجديد الى ان ذهبت الى هناك لاول مرة ... وفوجئت لاكتشافها ان الساكنان الاخران من المواطنين المحليين ...

 ومعرفة شئ من تاريخ بيرت مارلنغ من الصحف والمجلات ، جعل شارلوت تكتشف ان تعاطفها معه يحيط به التحفظ ... فهو بالطبع رجل لامع فى مجاله والجميع يعرف انه ملك من ملوك المال وخاصة اصحاب اساطيل ناقلات النفط ، هم نوع من البشر . ومما قراته عنه لم تكن واثقة انه يعجبها كثيرا . فهو مغرور ، انانى ، هذا اذا صدق ما كتب عن تاريخ حياتهكان قد حطم سيارته وهو يقود بسرعة جنونية على ساحل كان خلال رجوعه من حضور الاحتفالات السنوية للسينما ، منذ ثلاثة اشهر ... ونتج عن هذا الحادث اضافة لاصاباته الجسدية الفادحة خسارة نظره ، مع ان الامل كبير فى ان يكون هذا الامر مؤقت . وفى جميع المقالات التى نشرت عنه كان يقال عنه انه متهور شجاع وجذاب للنساء . وهذا نوع من الرجال تنظر اليه شارلوت نظرة تحفظاستاجر سكنه فى الفيلا فوق الصخرة منذ اقل من شهر ، مع مدبرة منزل يونانية ، ورفيق له اميركى اسمه فرانك لاين ، وهو من استقبل شارلوت بترحاب وقد سره ان يلتقى بمن يستطيع التحدث اليه بلغته الام ، وهى بدورها وجدته رجلا لطيفا ودودا ... مخلص جدا لمخدومه المتقلب المزاج ، دون ان يكون جاهلا لعيوبه قال لها شارحا منذ لحظة التقيا انه ميكانيكى سيارات مارلنغ ، ولكنه منذ الحادثة اصبح الرفيق والمشرف العام على شؤونه الخاصة ... وصلة وصل بين مخدومه والعالم الخارجى .

الأعمى والحب: روايات عبير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن