Chapter 4

4.1K 107 1
                                    

(الفصل الرابع )

لمحت اشرعة بيضاء الى يمينها . ولكن بعد فوات الاوان وقبل ان تدرك تماما ما يعنى لها هذا كان الطواف الشراعى ينقض عليها . واصبح قريبا جدا منها حتى انه لم يعد هناك وقت لاى عمل للابتعاد عنه . ولكن كان الوقت قد فات على اية محاولة لعمل فعال والاصطدام محتوم

صيحات التحذير جاءت متاخرة كثيرا ، وتعالى صوت التصادم بين المركبين ، وتمايلا نتيجة للاصطداموبسرعة سجلت شارلوت فى ذهنها رؤيتها لاثنين فوق المركب الاخر . كان احدهما يصيح ، ويشتكم بالانكليزية والاخر يصيح محذرا ، بينما كانت تطفئ محرك قاربها ... ولكن الضرر فى المركبين كان اقل بكثير مما يمكن ان يكون ومع ذلك فقد تخدش دهان مركبها اللماع بشكل مرعب ... ولكن الاسوا كان لدهان المركب الشراعى الذى نظرت اليه بفزعوهى تشكر السماء على ان ركاب المركبين بقوا دون اذى ... ادركت من هما شريكيها فى الكارثة ... فقد كان وجه فرانك متجهم وهو ينحنى فوق مقدمة المركب لينظر الى اضراره ... ولم يتعرف عليها قبل ان تتكلم

-آوه ... فرانك ... انا اسفة !

وبدا عليه الذهول للحظات . ثم نظر بسرعة الى رفيقه وكانما ياسف على التعريف عن نفسها بصوتها ... 

وقال بخجل : انه حادث.

رؤية بيرت مارلنغ يجلس فى مؤخرة المركب الشراعى ويتولى كما هو ظاهر الدفة ... اذهل شارلوت للحظات ثم اضطرت للاعتراف بان بامكانه وباشراف فرانك وتوجيهاته ، ان يدير الدفة بنجاح.تحت اشعة الشمس بدا شعره الاشقر وكانه هالة من الذهب فوق راسه ... كثيف ومتشعث بعد امتلائه بنفس الريح التى كانت تملا الشراع والذى جعل تقدم المركب غريبا فوق المياهوقبل ان يتمكن فرانك او شارلوت من قول شئ التفت نحوها ، بنفس التعالى الذى وجدته من قبل مزعجا ... 

وبنفس تلك البسمة المتوترة الملتوية على فمه ، وقد تعرف الى صوتها ، وهز راسه ببطء .

وقال بخشونة : -آه ! الانسة كتلة النار الصغيرة ! وكيف تمكنا من الالتقاء بك بحق الشيطان ؟


وبقدر ما كانت تكره الاعتراف ، كانت تعرف انها المخطئة . ولا فائدة من الانكار ، وقالت شارلوت وهى تنظر الى فرانك : 

-انا ... لم ار المركب ... انها غلطتى !

-لقد سمعت صوت محرك ؟ واعتقد انه لك !

-اجل .... انه لى

-الا تعرفين قوانين الابحار ، لتعرفى ان قوارب المحركات يجب ان تفسح الطريق امام المراكب الشراعية ؟

-اجل ... اجل ... بالطبع اعرف ... وانا اسفة يا فرانك.

-ولماذا الاعتذار لفرانك ؟ فكما يبدو لك من الظروف اننى انا من ادير الدفة !

الأعمى والحب: روايات عبير (مكتملة)Where stories live. Discover now