هراء قلم

قاسٍ

_أيها القدّٙر
=ماذا تريدين ؟!
_مقابله
=من تكونين ؟!
_صحفيه مناضله
=وعلام تبحثين ؟!
_حق كل مظلوم ومسكين .. حق من أفسدت فرحةً كان ينظرها منذ سنين .. حق ذوي الأمراض المتألمين .. حق كل دمعه نزلت من عين العاجزين
=أظن أنه ليس من شأنكِ أن تعرفين
_لم أنت قاسٍ هكذا !!
=لست قاسٍ .. أنا واقعي .. والواقع مؤلم علي الجميع  .. من الأطفال إلي المسنين
_هذا ليس تفسيرًا
=لست مجبرًا علي إقناعك .. أفهمي ما تشائين
_حسنا .. أرجوك تفسيرًا واحدا
=شئ واحد فقط .. أتعدين ؟!
_أعدك
=اجلسي ودوني ما تريدين
_هيا فالشوق قاتلني
=أنا أبسط مما تظنون .. تقولون عليّ قاسٍ ولكني حنون .. تقولون أنكم راضين بي ومع بدايه أمر ما أبذئ الألفاظ عليّ تقولون
_هل عندما أن تكسر قلب فتاه تعلقت بحب حياتها تكون حنون .. هل عند مقتل جندي شجاع في الحرب وتحرق قلوبنا حنون .. هل عندما تضع أحدهم علي فراش المرض لأعوام تكون حنون .. هل عندما تُهدم تلك البيوت فوق رؤوس البسطاء تكون حنون .. هل عندما يموت أحدهم ويتقطع قلوب أحبائه وترمل زوجته وتيتم أبنائه تكون حنون .. هل أنت مجنون ؟!
=أنتم من فقط للجانب السئ تنظرون
_حسنا أخبرني أيها الحنون
=عندما تُكسر فتاه علي فراق حب حياتها فقد حميتها من غدر قد لا تعقله إلا بعد سنين .. عندما يُقتل جندي شجاع في الحرب فقد نال شرف الشهادة والدفاع عن وطنه وضمن الجنه .. عندما يُوضع أحدهم علي فراش المرض لأعوام مع كل أنين يصدر منه يُحط من سيئاته وتزداد مكانته عند الله ويحبه الله (عندما يحب الله عبدًا يبتليه) .. عندما يُموت أحدهم فهو سيصبح في جوار الله والله سيمد أحبائه بالصبر سيرحم زوجته ويرزق أبناءه (الله لا ينسي عبدًا) ... لست أنا القاسي .. انتم الذين لا تبصرون الهديه المرسله إليكم مُغلفه ببعض الألم .. لا يوجد سعادة حقيقيه من قبل حزن عميق
_لا أعلم ماذا أقول !!!
=إن أقتنعتي فأذهبي وعلّمي جنس البشر أن الحياة ليست سعادة فقط .. أن القدر ليس قاسيًا بل انتم القاسون بالحكم عليه .. إن زاد ضغط الحياة علي كتفيك تحمله بصدر رحب فجزاؤك سيصلك .. في الحياة الدنيا أو في الآخرة
_أعدك بذلك