هراء قلم

من الداخل

اريد التحدث عن أمر ما .. أعلم أن إعطاءه حقه يعتبر مستحيلاً
أن اقرر التحدث عنك من الداخل وانت حتي لا تستطع فعل ذلك جنون !!...
أنت هاش من الداخل .. من الخارج قويًا كنت أو ضعيفا فأنت من الداخل لين لأقصي الحدود
تظهر صلبًا ومن الداخل سائلاً
تخرج لامعًا من الداخل مُنطفئ
تخرج مبتسمًا ومن الداخل صارخًا
تخرج بالغًا ومن الداخل طفلاً
تخرج أنت ومن الداخل لست أنت
داخلك وخارجك ليسا متشابهان للمرة ولكن متجانسان .. وجهان لعمله واحدة
أتعلم ذلك الوقت الذي يسألونك به كيف حالك ؟!
بم تُجيب أنت ؟!..

أنت من الداخل بصراخ : أنا اموت يوميًا انا احترق من الداخل ما بقلبي لا أعرف كيف أصفه ولمن .. انا اشعر بالاختناق يجتاح صدري وكأن أحدهم يخنقني بقيد وانا حر .. انا لا أعلم ماذا يجب علي أن أفعل احتاج فقدانًا في الذاكرة .. احتاج ان اعيش بدون مطاردات الماضي .. مصاعب الحاضر وخطورة المستقبل احتاج ان ابكي لأعوام كي أشعر بتحسن .. احتاج أن أفقد الوعي لقرون لكي يهدأ لهيب قلبي .. انا لا أعلم ماذا احتاج .. ربما احتاج أن اُخرج الطفل الخائف بداخلي للعالم وانا مطمئن أو يظل في حبسه المؤبد حتي نموت .. احتاج الشعور بأني علي قيد الحياة
لكن أنت من الخارج مع ابتسامه لطيفه : انا بخير
ما يؤلمك هو تصديق الناس .. يا إلهي لِم لا يشعر أحد بي .. لم لا يسحبني أحدهم لبر الأمان .. لم أشعر أن وجودي في الحياة هذا ليس إلا لأتألم حتي من الخارج
بحق السماء متي سأرتاح ؟؟!!!!....
ولكن ماذا بعد هذا ؟!
انت من الخارج ستظل كما أنت .. الشخص الذي يضحك في وجوه الناس ويوحي لهم أنه دائما بخير
وانت من الداخل ستظل محبوسًا تنزف دماء ألمك بداخلك ولا يوجد من يضمد جراحك .. ستظل تنزف حتي يلتئم الجرح ببطء ولكن أثره سيظل موجودًا .. سيظل ملتهبًا لأخر العمر .. ونزيف بعد الآخر حتي تتلاشي وتنتهي من الحياة أساساً .. لتصبح جسدًا ينتظر الموت