الفصل الثامن

20.2K 272 0
                                    


  الـــــفــــــصـــــــل الــــثـــــامـــــــن

وضعت سالي بيديها علي يدي أمجد بحنان وهي تكمل حديثها الحميمي وكأن اليوم هو عيد زواجهم .. حتي تمايلت علي أحد أذنيه لتحادثه بهمس ووضعت بقطعه اللحم المشويه في شوكتها وعادت تكمل أطعامه ... ولكن كل ما كان يشغل تفكيرها هل كل هذا سيجعله يشعر بأن الخاسر هو وليست هي ؟
فرفعت بوجهها قليلا كي تتأمل معالم وجهه لتجده غارق مع أبنها ياسين في اللعب ونظراته لا تحيّ بأي شئ يجعلها تشعر بأن فكرة أصطحابه معهم في ذلك العشاء الحميمي قد زرع الغيره في قلبه
ليرن هاتف يوسف في تلك اللحظه ... ويستأذن منهم .. ولكن نظرات سالي كانت مازالت تتفرسه بغضب ، ليتأمل أمجد صمتها المفاجئ
أمجد : سالي روحتي فين ، ويلامس يديها بكفه وهو يتأمل طفلهم : علي فكره يوسف عرض عليا أنه ياخد ياسين النهارده معاه القصر
فتنظر اليه سالي طويلا ، وتلتف بأعينها تبحث عنه لتجده مندمج بحديثه مع المتصل الذي يبدو من ملامحه بأنه يحادث أنثي تبثه كلاما مُثيراً يجعله يبتسم لها بخفه ، فيلتف يوسف بوجهه في تلك اللحظه نحوهم حتي يجد أعينها تحاوطه
سالي بهدوء بعدما أشاحت بوجهها عنه : لاء يا أمجد ، أنا مسبش ياسين عند يوسف أنت عارف علاقته وحياته أزاي
ليتفرس أمجد وجهه زوجته قائلا : بس ديه مش اول مره ياسالي ياسين يبات مع يوسف .. أنتي عارفه قد ايه ياسين بيحبه ومتعلق بيه .. وكمان يوسف بيراعي ياسين أكتر مني ومنك ومش معقول تفكيرك وصل أنه هيخلي ابني يشوف نزواته
فتنظر سالي الي طفلها الذي يحاول النهوض من علي كرسيه المخصص ، كي يسير نحو ذلك الرجل الذي احتل قلبه وقلب أمه وعقلها .. حتي تقول ببرود : برضوه مش موافقه انه ياسين يبات مع يوسف النهارده ، أعتذر منه يا أمجد وقوله مره تانيه
ليأتي يوسف ويتأمل ضحكات الصغير قائلا : ايه رئيك يا ياسو نروح أنا وانت ونسيب بابا وماما
فيمد الطفل بيده قائلا : يلا نروح انا وانت
فيضحك يوسف علي حب ذلك الصغير له بهذا الحد ، حتي ينحني كي يحمله لتتحدث سالي بجمود : بس ياريت أبني ما يشوفش أي منظر مش مناسب لطفل في سنه ..
ليخرصها امجد بصوته قائلا : سالي
حتي يلتف يوسف اليهم بعدما حمل الصغير : متقلقيش ياسالي ،مش معقول قذرتي هتوصل للطفل الصغير .. انا النهارده مع ياسين وبس
ويسير بخطي هادئه بعدما ودع أمجد وشكره علي ذلك العشاء
فنظر أمجد لسالي بعتاب قائلا : علي فكره أنا كنت هرفض بالذوق !!
لتلمع عين سالي بالغيره ، فينهض أمجد قائلا : مش كفايه كده
...................................................................
جلست مريم علي فراش صديقتها وهي تتأمل كل ركن في غرفتهم البسيطه متذكره كل شئ قد مر بينهم من لحظات قد جعلتها تنسي غربتها حتي لو قليلا ، وأبتسمت وهي تشرد في أبتسامة صديقتها اليوم عندما أصبحت زوجه لمن أحبت وكيف ضمها زين اليه في سعاده ، فوضعت بيدها علي قلبها وهي تتذكر كيف تمت تلك الزيجه بهذه السرعه الغريبه ولكن فرحة صديقتها قد جعلتها لا تتمني شيئاً سوا أن يرزقها الله بحياه سعيدة مع من أحبت
ونهضت من علي الفراش بعدما أطلقت لحذائها ذات الكعب العالي العنان .. ووقفت أمام مرأتها كي تزيل حجابها بهدوء حتي سقطت دمعة من عينيها لتشاهد نفسها في المرئه ولاول مره تشفق علي نفسها مما يحدث لها لتقول بحب وهي تتذكر ريما : ربنا يسعدك ياريما ، وظلت تردد تلك الكلمة علي لسانها
حتي سمعت قطرات المطر القويه تتساقط علي زجاج شرفتها .. فأقتربت من شرفتها بأمل وهي تري هطول المطر فأبتسمت قائله بحنين :وحشتني اووي يابابا ، ثم تذكرت والدتها واخواتها الأثنين من زوج أمها حتي أبتسمت وهي تتذكر كيف كانت تستطيع أن تفرقهما عن بعضهما رغم تشابهما القوي ، فسقطت دموعها وهي تتأمل حالها الوحيد في ذلك العالم .. وأبتسمت وهي تزيل دموعها عندما جاءت بذهنها قول الله تعالي

عشق القلوبWhere stories live. Discover now