الفصل الخامس عشر

20.1K 282 2
                                    


  الــــفــــصــــل الـــــخـــــامــــس عـــــشـــــر

وقف يراقب فرحتها بذلك العُقد الماسي .. فأنتبهت ريما لوجوده ونظراته الحنونه ، وتقدمت نحوهه بسعاده قائله
ريما : ده جميل اووي يامراد ، وعانقته بؤلفه قويه وتمايلت بين احضانه : ربنا يخليك ليا
فأبتسم مراد بسعاده وأبتعد عنها ليقول : سامحيني حياتي ،مش هقدر اقعد في امريكا اكتر من كده اشغالي في الامارات بقيت كتير ولازم ارجع ريما
فصارت نحوهه بحب قائله : انا في الاول كنت خايفه منك تاخدني بلدك وتعمل فيا زي .. فوضع بكفه علي شفتيها كي لا تكمل باقي حديثها ، ولكنها ابتعدت عنه واكملت بأعين دامعه
ريما : مش بحب افتكره منه لله ، ربنا يسامحه لولاك مكنتش هعرف اطلق منه ، انسان زباله مبيحبش غير نفسه ، رماني في النار بسبب غبائي واني وثقت فيه وفي حبه
ثم قالت بغصه في حلقها : من ساعة ما دخلت حياتي ، واول مره تندهلي بأسمي ديما بتناديني بأسم حببتك اللي
ليتذكر مراد بألم حبيبته وخطيبته ناديه التي قد توفت في حادث شنيع في أحدي سفرياتهم سويا منذ عامان ، وظل ذكراها عالقا بقلبه وعقله الي ان ...
ويبتسم مراد بسعاده قائلا : ريما تتجوزيني ، والمرادي بقولها وانا فايق مش سكران وبقول ريما
فيتعلثم الحديث بين ثنايا كلامها ، فيتابع حديثه: هنرجع بلدي واعرفك علي عيلتي هيحبوكي كتير ريما ، عايز ابدء معاكي من جديد وننسي اللي فات من حياتنا
................................................................
مازالت بطلتنا طفلة صغيره تلهوي في حب فارسها ، ليضحك هو علي افعالها في تلك الحجره المخصصه لمارسة الرياضه وتحتوي أيضا علي مسبح صغير
يوسف : بتعملي ايه يامريم ؟
لتهدء من سرعه المشايه الكهربائيه قائله بتعب : بلعب رياضه ، انت مش شايف تخنت ازاي
فيقترب منها واضعا بيده علي بطنها التي بدأت بالظهور قائلا : اخبار اسر ايه حبيب بابا وماما الهبله
لتتحكم في غضبها .. حتي يقول معتذرا : ايوه هابله ياحببتي ، انتي ناسيه الدكتور محذرك ازاي من اي مجهود
ويقطع حديثهم رنين هاتفه ليبتسم لها بسعاده : ديه نهال
فتبادله الابتسامه بسعاده .. حتي يهمس لها قائلا : بحبك
ويحادث اخته
يوسف: عامله ايه ياحببتي ، بجد يانهال فكرتي في عرض الشغل وهتيجي كندا .. يااا ده انا مبسوط اووي بالخبر ده
وينهي حديثه مع أخته ويحتضن زوجته
يوسف : اخيرا هقدر اعملها حاجه عشان اعوضها ، لتتمايل هذه العاشقه بين احضانه فيحادث نفسه قائلا : مش عارف هتسامحيني ازاي يامريم لما تعرفي ان انا اللي خبطك بالعربيه واني عارف طريق اهلك وببعدك عنهم بالسفر، وببعدك عن كل الناس عشان متعرفيش حقيقة جوزك يوسف أدور .. اللي فكراه مسلم وهو مسلم بالاسم بس .. ليتذكر حديث امجد
لازم تعلن اسلامك انت مسلم يايوسف ، ومش عشان تحافظ علي امبراطوريه ادور باشا الضخمه وعلاقاتك تخفي ديانتك الحقيقيه ، ويرسل له احد الصور بعدما انتهت محادثتهم ليوثقها قائلا : اكيد مش ناسي حفلة امبارح ، والكاس اللي انت ومرسليا كنتوا بتشربوه سوا احتفالا بصفقتكم الجديده ودعمهم ليك في البرلمان الاوروبي ، انت مش عايز تخسر سلطتك وامبراطوريتك بسبب الاسلام اللي في مجتمعك العقيم بيرفضوا نجاحنا فيه، ولا عايز تخسر مريم اللي بقيت عازلها عن العالم وعازل الناس كلهم عنها اللي فكرنها حاله من الحالات اللي بتساهم بمراعتها مؤسسات ادور الخيريه ،
فيمر علي ذهنه ذلك المنشط الصحفي في أحدي الجرائد الكبري عندما علموا برفقته لها في احد المطاعم مصادفة في تلك الليله التي اصطحابها بها هي وياسين الصغير لتنزه قبل سفرهم الي باريس .. وكان رد المتحدثين بالاسم عنه : انها حاله من المغتربين ذات اصول افريقيه تستحق الدعم وان رئيسهم يدعمها بكرمه.. فيغمض عيونه بألم ويتذكرعند علم البرلمان والاحزاب التي تدعمه بذلك
وكان رده : انها حاله تستحق الشفقه وليست زوجته !
ويقطع شروده حديثها
مريم : يوسف انت سرحت في ايه ؟
...................................................................
جلس جون يتابع أعماله بسعاده بالغه وهو يري كم المشاهدات التي تتخطي نسبه عاليه من شباباً عربياً يتابعون المقاطع المحرمه التي تثير شهواتهم وضغط علي زر حاسوبه ليرسل احد المقاطع الجديده وهو يضحك بقوه
جون: احسنتم ياشباب العرب ، وصارت السعاده تتراقص أكثر بقلبه وهو يضغط علي كلمة شباب المسلمين .. ليبث فيديو اخر ولكن بغفلة منه بدلا من ان يفتح مقطعه الخاص ليتأكد من كل محتوياته .. جاء الي اذنه ذلك الصوت .. (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) لتقف جميع حواسه وهو يسمع قول الله تعالي بصوت الشيخ (ماهر المعقلي) حتي انتهت سورة (يوسف) دون ان يشعر ، ليغلق حاسوبه ويندهش مما حدث له فالأول مره يشعر بأن قلبه قد تزلزل من شئ وخاصة من ذلك الدين الذي يبغضه
..................................................................
ظل ينظر لها وهي نائمه ، لينتظر سماع اسمه مره اخري من علي شفتي زوجته ، فمنذ أكثر من 3 اشهر سمعها وهي تخاطبه في احلامها ، لم يصدق يوما ان تعشق زوجته رجلا اخرا ، ولكن كل ما اعاده عليه عقله منذ أتي بها الي كندا ورؤيتها ليوسف واهتمامها بكل ما يخصه الي ان تزوج مريم وأمقاتها لها وحتي عندما سافر أصبحت دائما تهوي الخناق .. الي ان طلبت منه في منذ اسبوعاً أن تذهب الي باريس بحجه انها أشتاقت الي مريم وانها قد اختنقت من هنا وتريد عطله ترتاح بها
فتفتح عيناه لتقول بنعاس ..سالي : انت لسا صاحي يا أمجد
لينتبه امجد لها قائلا : متشغليش بالك بيا
فتدللت عليه مثلما تفعل : ازاي مشغلش بالي بيك ياحبيبي
فرمقها بنظره اصبح دائما يرمقها بها منذ ان احتل الشك قلبه ونهض من علي فراشهما وخارج من غرفتهما تماما وهو يحمد الله بأن طفلهم الاخر الذي كان ينمو في أحشائها لم يشاء الله بقدومه، ليذهب الي طفله ياسين ويسترقي النظر في اغلي ثمرة قد طرحها ذلك الزواج الفاشل
ليضحك علي مقولة صديقه منذ سبع اعواماً عندما قال له : هو انا لازم اتجوز اللي بحبها ، ماعادي ممكن اتجوز اي بنت تنفع للجواز وانتقل معاها من حالة العزوبيه الي حاله التانيه وانت فهمني .. فيتذكر غمزة صديقه له بعد ذلك الحديث
ليرد عليه
امجد : يعني هو الجوز عندك انتقال مراحل بس ، مفيش احلام بتبنيها مع شريكة حياتك .. مافيش بذره عايز ترميها صح عشان تعرف تحصد مافيش خيال عيشته وانت بتتخيل ايديكم ممسوكه ببعض ومتبته ونظرتكم راضيه للي وصلتوله من حب ، مافيش ولاد شوفت فيهم حصادك .. مافيش دعوه تخيلت تسمعها من علي لسانها ،او طيبه تخيلت انك تلمحها في قلبها ... تخيلت بس الرغبه وانه جواز والسلام
فيكون رد ذلك الصديق .. ضحكة ساخره وهو يقول : كل ده كلام واحاسيس افلام وروايات يا أمجد ، وانا بكره هخطب بنت واحد قريبنا.. امي اختارتهالي وخلاص واكيد امي مش هتختار ليا حاجه غلط
ويعود بذاكرته ويحادث نفسه بعدما احتضن صغيره بقوه الي صدره بعد ان لازمه الفراش : نتجوز وخلاص عشان نرضي رغبتنا ومش مهم انا شايف فيها ايه ،ويتذكر حبه البرئ ليقول : كنت غبي لما استسلمت لعقلي في وقت كان القلب هو حكمه اللي صح !
................................................................
كانت متأخذه صدره مثل كل ليله وسادة لها ، ليتأمل أستكانها وهدوئها بين ذراعيه ويمد بأطراف أنامله بحنو شديد علي ملامح وجهها ليتحسسه وينظر الي بطنها الصغيره التي تحمل في أحشائها طفله ..ويتذكر اصطاحبها للطبيب كل فترة له ذلك المكان الوحيد الذي تذهب اليه
ويتذكر دعوة والدهه لها عندما هاتفها
عبدالله : نفسي اشوفك اووي يابنتي ، مش عايزه تيجي بلدكم انتي ويوسف
مريم بسعاده : انا عايزه انزل بلدي اووي ياعمو وتبتلع غصة في حلقها قائلة بألم : واشوف اهلي
ليقف هو خلفها ويربكها في الحديث اخذا منها الهاتف قائلا بدعابة : هاتي بقي يامريم الدور عليا
فتستيقظ من نومها
مريم : هننزل مصر صح قريب ؟
ليتجنب حديثها
يوسف : انسي مصر دلوقتي وخليكي معايا انا ، ويظل يدعابها حتي يغفو وسط حديثه الذي يأثرها وينسيها كل شئ
.................................................................
نظرت اليها امها بصدمه طويلة حتي قالت : غبيه وحماره ، سلمتيله نفسك قبل الجواز ياأروي .. عشان كده مبقاش طايقك وبيعملك وكأنك خدامه
لتبكي أروي بحرقة قائله : حرام عليكي بقي كفايه العذاب اللي انا فيه ، مش انتي اللي صممتي تعرفي كل حاجه اه انا قولتلك ياشهيره هانم
فتسقط شهيرة علي اقرب مقعد قائله : انا السبب ، انا السبب انا اللي ضيعتك بتحررك
ونظرت الي هيئة ابنتها التي اصبحت عليها : ياريتني ربيتك علي كده من زمان
لتجذب اروي حقيبة ملابسها التي جلبتها معاها بعدما تركت له المنزل قائله بألم : الندم مبقاش يفيد دلوقتي ياماما ، احمد الفلوس عميته خلاص وبقي كله عنده بصفقات ... لتتذكر اخر ليله قضتها في بيته بعدما عاد اليها بسكر راميا بعض النقود عليها جاذبا ايها وهو يطعنها بكبريائها أكثر
هدفع تمن الليله اللي هقضيها معاكي يا أروي ، اصل زيك زيهم .. ويجذبها اكثر اليه ليأخذ منها مايرغب دون ان يشعر بملوحة دموعها
فتسقط دموعها مجددا وهي ذاهبة الي غرفتها في بيت والديها ، نادمة علي كل مافعلته بنفسها من اجل شخصا احبته
.................................................................
تأملت سعاد ذلك الخطاب الجديد الذي يحمل صور أبنتها مع زوجها ناظرة بسعاده لكل جزء من ملامح أبنتها متذكرة زوج أبنتها وحديثه معاه منذ شهران
فلاش باك
كانت واقفة في مطبخها تعد الطعام ، ليأتي احد اولادها من خلفها قائلا : ماما في واحد علي الباب شكله راجل مهم وب بدله ولا كأنه من امن الدوله
لتفزع سعاده من حديث ابنها المشاغب ، حتي يبتسم قائلا : بضحك معاكي ياسوسو ، هو صح شكله حد مهم بس احنا في الامان ياحجه يلا اخرجي ورايا بقي ياسوسو عشان نشوف قصته اصله عايزك بالأسم ياجميل
وألتفت لها ليداعبها مجددا قائلا بغمزه فكاهيه : اوعي يكون حب قديم ياسوسو قبل بابا
لتوكظه علي أحد كتفيه
سعاد : اتلم وتعالا نشوف ، مين ده اللي عاوزني وابوك كمان مش موجود أعمل ايه انا دلوقتي
وتذهب خلف أبنها ، لتجد ذلك الرجل كما وصفه لها أبنها
سعاد بأرتباك : فيه حاجه يا أستاذ ، انا الست سعاد
ليبتسم الرجل ببشاشه ويتنحنح حرجا : انا عارف اني جاي ليكي من غير ميعاد ياحجه بس انا مش هاخد من وقتك كتير ، وأخرج من جيب بذلته كرتا يدل علي مكانته ، فيأخذ ذلك الكرت أبنها لتقول هي: انت مين يابني
فيحادثها ابنها قائلا : ده محامي ياماما
فيعرفهم أشرف علي وظيفته ومكانته .. قائلا بأحراج : هو انا مش ممكن أتفضل ياهانم ، ولا انتوا بخله
فتبتسم سعاد بأحراج لبشاشه ذلك الرجل الذي يبلغ من عمر زوجها قائله : اتفضل يابيه
فتتقدمه هي الي داخل حجرة صالونها البسيط
سعاد : اتفضل
فيجلس اشرف علي احد المقاعد ويبدء بالحديث حتي تشهق بخضة علي ابنتها
ليقول ابنها ذات السادس عشر عاما : اختي مريم فين وايه اللي حصلها
فيبلغهم بحدوث تلك الحادثه وزواج ذلك الرجل منها الذي كان سبب في حادثتها ومعرفة عمها بكل شئ وتزويجه لها وبدء يقنعهم بالحديث حتي قالت دامعه : بنتي اتجوزت واحد منعرفهوش وهي دلوقتي مش فكراني طب ازاي
ليبدء المحامي في تهدأتها : بنتك ياحجه مش متجوزه اي راجل ده اكبر رجل اعمل في امريكا واروبا وهنا كمان ليه اسمه
فتبكي سعاد حرقة : انا عايزه بنتي يا استاذ الله يخليك
ليرن هاتفه قائلا
أشرف : ده يوسف باشا جوز بنت حضرتك عايز يكلمك
فتنهض سعاد فزعاً .. وتحادثه قائله : انا عايزه بنتي يابني وكتر خيرك علي كده
ليحادثها يوسف بعفويه ويعلم بأن تلك السيده البسيطه لا شك بأن تكون والدة زوجته فأهل الطيبه لا ينجبون الا الطيبين مثلهم ..
وتفيق سعاد علي حديث زوجها الغليظ
فهمي : وبقي ليكي حساب في البنك كمان وجوز بنتك بقي معيشك هانم ياسعاد ياسبحان الله حد يصدق ان بنتك تقدر توقع واحد ابن ناس ده لولا ان عمها اكدلي كده مكنتش صدقت وقولت انها ماشيه في الحرام
فترمقه سعاد بنظرات ناكره
سعاد : الخير اللي بقينا عايشين فيه ده بسببها متجيبش سيرت بنتي تاني، انت كنت تحلم تشتغل في شركه زي اللي يوسف شغلك فيها وتروح باشا وترجع باشا ولا مدير يقرفك ولا علاوه تتأخر ومرتب خمس اضعاف مرتبك القديم
ليقف الكلام في حلقه ، متذكرا كل النعيم الذي اصبح فيه قائلا بارتباك لكي يغير مجري الحديث
فهمي: جوز بنتك ده مش ناوي يجي مصر نشوفه
فتتذكرهي بألم كلام يوسف لها عندما حادثها اول مره : انا أسف اللي هقوله ليكي ، بس مريم فقدت النطق في الحادثه ؟؟

........................................................... 

عشق القلوبTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang