الفصل الثالث عشر

19.3K 279 1
                                    


  الــــفــــصـــــل الــــثــــالــــــثـــــ عــــــشـــــــر

اعتدل أحمد في جلسته وأرتخي بجسده للخلف بعدما ترك قلمه وبعض الملفات جانبا ... ليغمض عينيه بألم وهو شارد في صديقه فتنهد بضعف وهويتذكره ... كم كان قريبا منه ، كم كان أخا وليس صديقا فقط وزوج أخت ، وحرك رأسه بقوة وهو يتذكر نظرته له عندما اخبره بكل ما اصبح يضيق صدره
ليفزع هو ممن فعله صديقه قائلا بصدمه
طارق : انت يا أحمد تعمل كده .. انت ياصاحبي أنا مش مصدق ، انا فعلا مكنتش قادر أتخيل ليه علاقتك انت وأروي بقيت كده بعد سفرية شرم ، في الاول شكيت وقولت انك مليت وخطوبتكم كلها وقت وهتنتهي.. بس للأسف طلعت أكبر من كده بكتير ..
فيصمت احمد .. حتي يقول طارق : مش أروي ديه حب عمرك
فيظل الصمت يحاوطهما حتي يصرخ به طارق قائلا : قبل ما تعاقبهاعاقب نفسك الاول ، صلح غلطك قبل ما الزمن يصلحه ليك يا صاحبي
ليفيق أحمد من شروده باكيا وهو يحرك رأسه بعنف : أنا اتجوزت أروي ياطارق .. صلحت غلطتي ومتخلتش عنها !!
.................................................................
وقفت سعاد امام تلك النتيجه الملعونه التي تخبرها بأن الشهر السابع يمر .. وهي مازالت لا تعلم اي خبر عن أبنتها
فتسقط دموعها بقوه ، ولكن دخول فهمي عليها جعلها تمسحها سريعا قائله : يافهمي ابوس ايدك خليني اسافر لشهيره القاهره .. اعرف منها اخبار بنتي
فيصمت فهمي قليلا ليقول ببرود : مش أتصلتي بيها وقالتلك معرفش حاجه عن بنتك يبقي خلاص مش ناقصين قلة قيمه من ناس زي ديه ... ديه بقيت عيشه تقرف وتجيب الهم
وتحرك بأتجاه غرفته قائلا بصوت عالي : جهزي الغدا ياختي
لتتأمله سعاد بألم متذكره اولادها الاثنان منه .. ناظره الي أخر جواب قد بعثته ابنتها لها منذ سبعة أشهر بأنكسار فقد اصبح ما بيدها حيله غير ان تدعو الله ان يحفظ لها أبنتها
................................................................
نظر يوسف الي سعادتها وهي تري ملابس العيد التي قد سميتها او بالأصح قد عرف هذا الاسم هو لأول مره .. فدارت بجسدها بسعاده وهي تحتضن تلك التنوره المزخرفه ، وبلوزتها المطرزه وصندلها الفضي اللامع ... وجلست علي طرف فراشها بسعاده وهي تضعهم جانبا لتفرد قطعة قطعه وتتحسسها بأيديها قائله : جبتلي زي ماجبت لياسين صح !
ليتذكر هو يوم أن جلب أحد الأطقم الجديده لياسين كعادته .. واعطاها لها كي تعطيها هي هدية له .. ولكن وجهها العبوث قد جعله يقترب منها قائلا : مريم انتي زعلانه ليه ، مش عايزاني اجيب حاجه لياسين
فتحدثت اليه سريعا قائله : لاء لاء .. انا بفرح لما بتجبله هديه ، وبفرح لما بتاخدني معاك عند الاطفال اللي في الملجئ كل ده بيفرحني اوووي .. الاطفال احباب الله واجمل حاجه في الدنيا
فيبتسم بسعاده لتعبيرها ، ويضمها اكثر اليه
يوسف : اومال بنتي الحلوه زعلانه من ايه
مريم ببرأه : العيد فاضل عليه اسبوع .. وانا كمان عايزه لبس العيد زي ما بابا كان بيجبهولي !
وأخفضت برأسها أرضا .. ليتطلع اليها هو بمشاعر تائها قائلا بحب : حاضر ياحببتي
لترفع هي بوجهها سريعا قائله : انا حبيبتك يايوسف
فيبتسم يوسف اليها وهو يتأملها قائلا : طبعا .. يلا بقي فين قصه النهارده .. ها هتحكيلي ايه
لتنظر اليه قليلا .. وتبدء تقص له أحد القصص التي اصبحت لا تعرف كيف يجلبها لها عقلها رغم أفتقادها لجزء كبير من ذكرياتها ولكن يوجد اشياء مرسخه في ذهنها لم تموت ولن تموت يوما ...
وتقص عليه قصتها ببرأه قائله
مريم : قصة الراعي مع عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما
ذات يوم كان عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- معه بعض أصحابه يسيرون في الصحراء بالقرب من المدينة، فجلسوا يأكلون، فأقبل عليهم شاب صغير يرعى غنمًا، وسلَّم عليهم، فدعاه ابن عمر إلى الطعام، وقال له: هلمَّ يا راعي، هلمَّ فأصب من هذه السفرة.
فقال الراعي: إني صائم.
فتعجب ابن عمر، وقال له: أتصوم في مثل هذا اليوم الشديد حره، وأنت في هذه الجبال ترعى هذه الغنم؟‍!
ثم أراد ابن عمر أن يختبر أمانته وتقواه، فقال له: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها، ونعطيك من لحمها فتفطر عليها؟
فقال الغلام: إنها ليست لي، إنها غنم سيدي.
فقال ابن عمر: قل له: أكلها الذئب.
فغضب الراعي، وابتعد عنه وهو يرفع إصبعه إلى السماء ويقول: فأين الله؟!
فظل ابن عمر يردد مقولة الراعي: (فأين الله؟!) ويبكي، ولما قدم المدينة بعث إلى مولى الراعي فاشترى منه الغنم والراعي، وأعتق الراعي
ويفيق يوسف علي أثر قبلتها له الحانيه علي أحد خديه ليقول بلوعه :مبسوطه !!
.................................................................
نظرت الي هيئتها الباكيه في المرآه وهي تهندم من وضع حجابها بأيدي مرتعشه ... لتتذكر كلماته القاسيه عندما سألته عن تلك السيده التي تحادثه دوما .. فصرخ بوجهها قائلا
احمد : بلاش تعيشي دور الزوجه .. عشان متتعبيش ، وامسك ذراعيها بقوه قائلا : وايه اللي انتي لبساه ده
واشار علي مظهرها قائلا بسخريه : فكره نفسك بالطريقه ديه هتقدري تأثري فيا وتحركي مشاعري ، يبقي بتحلمي
لتكاد تتحدث من بين شهقاتها فينهرها بقوه : مش عايز اشوفك بالمنظر ده تاني سامعه ياأروي ... واوعي تحلمي بحاجه لان جوازي منك غلطه عملتها وبصلحها مش اكتر
فتفيق علي صوته العالي وهو يقول : انا هستناكي في العربيه ، ياريت تنجزي وتخلصي بسرعه ياهانم
................................................................
نظر اليها والدها بحزن وهو يحادث أبنه قائلا : أختك بقيت حالها بيوجع قلبي يابني ، انا بقيت خايف اووي عليها
ليحادث يوسف اباه قائلا بحب مازال مخفي : هو أنا ممكن اكلمها يااا
فحزن عبدالله علي عدم رغبته في نطق كلمة (والدي) فيقول راضيا : حاضر ياحبيبي
ويسير في أتجاه نهال التي مازالت تنظر الي صور خطبتها وكتب كتابها بشرود قائلا بتعب : اخوكي عايز يكلمك
فتظل جميع حواسها متمركزه مع بعض الصور التي تمسكها بين أيديها ... ليجلس عبدالله بجانبها واضعا الهاتف امام اعينها .. فتمسكه وهي مرتعشة اليد لتقول : لسا فاكرني ، كتر خيرك
فيتحدث بحنان وهو يقول : انا مش زعلان منك ، بس لو تعرفي انا قد ايه بحبك وفاكرك مكنتيش هتقولي كده ، نهال انا عايزك تجيلي كندا انتي وبابا
فتعطي الهاتف لوالدها دون رغبه في متابعه اي حديث مع أحداهما ... ليقول عبدالله : متزعلش من اختك يا ابني انت عارف ظروفها
فيبتسم يوسف برضي قائلا : مريم بتسلم عليكم
ليتحدث عبدالله بسعاده : مراتك ديه انا بقيت بحبها من قبل ما اشوفها ، كفايه ان هي اللي حننت قلبك عليا
وتنتهي تلك المكالمه التي اصبحت يوميه منذ شهرا ... عندما ...
فلاش باك !
صور مين ديه يايوسف
ليأخذ منها الصور سريعا بأرتباك قائلا : انتي جبتيهم منين
فتبتسم له بسعاده : من اوضتك الصغيره ، اللي فيها كل لعبك وذكرياتك وانت صغير ... ها مين دول
ليجلس هو بشرود علي احد الارائك قائلا :ممكن يامريم متسألنيش مين دول
فتنظر اليه بحب مقتربه منه وتأخذ الصور من بين أيديه قائله وهو تشير علي احد الاشخاص : ده باباك اصلك فيك شبه منه ، عارف انا كان نفس ابقي شبه بابا اووي
ليتطلع هو اليها .. حتي تقول بحب : انت زعلان منه ، زي ما انا زعلانه من ماما ... وتخفض برأسها أرضا قائله :
اوعي تزعل منه يايوسف ، عشان هيجي يوم وولادك هيزعلوا منك .. ترضي تشوف ولادك مش بيحبوك وزعلانين منك ...
ليفيق علي ندائها له وهي تقترب منه مبتسمه وممسكه بيدها الجهاز الالكتروني المسمي (بالتابليت)
مريم : شايف الاطفال دول حلوين ازاي
ليلمح في أعينها شغفاً كبيراً .. قائلا بهدوء : انا عايز يكون ليا ولاد منك يامريم !
.............................................................
تطلعت سالي في بعض التحاليل التي اجرتها بصدمه
حتي أعلن هاتفها بالرنين لتغلقه وتجلس علي احد الارائك واضعه بوجهها بين راحة كفيها : ازاي ده حصل ، انا بقيت واخده بالي كويس
لتشرد قليلا في رغبة امجد القويه بأنجاب طفلا أخر له منها ..وان هذا الطفل سوف يغير لها حياتها التي اصبحت ممله وروتنيه مع امجد .. لتتذكر كما كان يدللها في حملها الاول بياسين .. ولكن صورة من تعشق ظهرت أمامها لتحدث نفسها قائله : ماهو بقي يحب مراته اللي كنت فاكره انه بيشفق عليها ، هفضل استني لحد امتا واخرب حياتي بأيدي
ونهضت من علي ذلك المقعد وهي تعدل هندامها .. وصارت بخطوات ثابته تفكر .. كيف ستستعيد اليها زوجها وهي معها السلاح القوي الذي يضعف امامه اغلبية الرجال الذين يعشقون اسرهم مثل أمجد !!
...............................................................
ظل ذلك الثري العربي يتابعها بنظرات أصبحت قد اعتادت عليها منذ أن أصبحت قدماه تتوافد الي ذلك الملهي الليلي منذ أسبوعا وكأن لا يوجد مكان غير هذا ولا امرأه غيرها
فأقترب منها زين .. وهو يبتسم قائلا : وبقينا نتعلم بسرعه ، بقيتي تعجبيني ياريما .. كده انتي تستهلي
واقترب من أذنيها ليخبرها ببعض الكلمات المقززه ، فنفرت منه وابتعدت لتكمل في شرب ذلك المشروب المثلج الذي يجعلها تنسي كل شئ تعيشه
ليقترب أحد الاشخاص من زين .. فيبتسم هو له قائلا : احنا بنحب الناس المتريشه ، ومدام هيبسطنا فأكيد هنبسطه
فتتلاقي نظرات ذلك الثري معه ليبتسم له وهو يحرك رأسه بالموافقه .. فالليله ستكون له هي كما يرغب
...............................................................
أبتسم يوسف بقوه وهو يراها مغمضة العينين وواضعه بكلتا أيديها علي وجهها لتغطيه من نظراته ، فتحولت أبتسامته الي ضحكه عاليه ليقول بحب : طيب هتفضلي كده لحد امتا
فلم يسمع لها صوتا غير صوت تنفسها فقال بحب : مريم مش انتي بتحبي يوسف وقولتي انك خلاص كبرتي وعايزه يبقي عندنا طفل حلو ...
فهمست مريم بخجل مما حدث : لاء خلاص انا مش عايزه
فعاد لضحكاته ثانية ، ومد بيده كي يرفعها لتتوسد صدره العاري وتكون قريبه منه اكثر ليزيل يديها قائلا بهمس : تيجي احكيلك حكايه حلوه
فأصغت حواسها جميعها إليه . ونسيت خوفها ليضمها هو أكثر اليه ... متأملا أنتباهها له حتي قال : بحبك يامريم !
................................................................
تأملها ذلك الثري العربي حتي قال بلهجته الخليجيه : كيفك ريما
فأبتسمت ريما بعفويه .. لذلك الرجل ذات الطبع الغريب .. فمنذ دخولهم غرفته في ذلك الفندق وهو يسألها عن حالها وماذا تريد ان تشرب او تأكل ... واكثر شئ جعلها تضحك عندما طلب لها عصيرا بناكهة البرتقال
فقررت ان تخلع ذلك المعطف لكي تظهر له جسدها وتنجز في تلك الليله ، ليلتف هو قائلا : استري حالك
فنهضت من مجلسها متعجبه لتقول ساخره ..ساقطة علي جميع الرجال : بجد شئ يضحك
واقتربت منه قائلة : مدام انت مش عايزني طلبتني ليه في الغرفه
ليلتف اليها ذلك الثري قائلا بهدوء : بدي اتجوزك ريما !!
............................................................. 

عشق القلوبWhere stories live. Discover now