الفصل الرابع

48.6K 2.3K 43
                                    


فكر تامر في فكرة لاسترداد صورته المشوهة قليلا، فكر في مصارعتها مرة ثانية ولكنه كان مصاب بإصابة خفيفة في كاحل قدمه ونتيجة الانتصار بالتالي غير مضمونة، فعزم الأمر على شئ خفيف.. يعركل كاميليا و تسقط كالدلو على وجهها أمامهم جميعا. وبالفعل انتظرها حتى بدأت تقترب من طريقه و مد قدميه السليمة للعركلة في حركة مفاجأة.. و لكن " من حفر حفرة لأخيه وقع فيها" فانقلب الحال على تامر بعد قوة ملاحظة كاميليا و استطاعتها على توقع حركته الشيطانية.. فسحبت قدمه بقدمها و لوتها بخفة فطاح ارضا مستغيثا بقدمه التي كانت سليمة..
________________
عاد مالك الي بيته وهو في حالة هلكان لم يهلك بها من قبل، فهو " مالك" أفضل زملائه هيئة من شكل وجسم ، و متميز عنهم جميعا في العاب القوة و كمال البدن، و اكثرهم كفاءة في لعبة المصارعة.. ها ملابسه ذا ملطخة بالرمال و غير مرتبة إطلاقا، و شعره مبعثر كالمهرج يضحك كل من رآه.. أما وجهه فكانت لكمات "كاميليا" تاركة اثر بشكل كبير، هو لم يدافع عن نفسه قط بل تركها تضرب كما تشاء..
" مالك"يقول لنفسه
- اهاااا يانا ياما، بقى انا يتعمل فيا كدة...!! واحدة متجيش لركبي تبهدلني كدة.! ( قالها وهو ينظر لوجه في المرآه) يقولو عليا ايه.! مالك الي مفيش حد يقدر عليه وكسب مصارعين اشكال و الوان يتعلم عليه من واحدة متر و اطفال شبرين ونص.!
شهقت والدته 'فاطمة' عندما رأته بتلك المنظر، وما ان اقتربت و تمعنت في تأمله أكثر لوت شفتيها في تهكم و وضعت احدي يديها على خصرها وهى تنظر له من الاعلى للأسفل مشيرة بسبابتها تجاه قائلة
فاطمة: شايف اخرة تمارينك ايه، جايلي متبهدل بسبب الهمجية الي بتتمرنها كل يوم و يهدومك مبهدلة بالشكل ده..ولا وشك الي بسم الله ماشاء الله مافيهوش مكان فاضي..!
مالك وهو يبتسم بسخرية و تكبر : هاها،، انت فاكرة اني اتضربت ولا ايه ياما.! ده بس واحد على اد حاله نفسه يلعب ضدي ويكسبني صعب عليا ف سيبتو يكسبني..!
فاطمة وهى ترفع إحدى حاجبيها مستنكرة كلامه تماما: لا والله..! وانت يا نانوس عين امك قلبك رهيف اوي.!
مالك: يا ماما رحمة بالبني آدمين بردو مش كفاية كل يوم بموتلي واحد.!
فاطمة: بس بس كفاية هجص روح اتنيل خدلك دش عقبالك ماخلي البت صفية تجيبلك مطهر للخرشمة الي فوشك دي.!
مالك: لا مطهر ايه انا تمام، هو دش وهبقى زي الفل ياريت بس لقمة حلوة من ايدك ياست الكل لاحسن من الصبح مكلتش
زمت فاطمة شفتيها في عدم رضا على تلك الحالة التي يعيش بها وذهبت لتحضير الطعام..
وذهب مالك للاستحمام..
****
كان " مالك"يزفر في ضيق بسبب الكدمات البارزة في وجهه، لم يتأذي في جسمه..
مالك: انا بقول اسأل كابتن حسام لو في تدريب تاني غير مجموعتي بدل مايتعمل عليا حافلة.!
سمع طرقات على الباب..
مالك: أدخل.!
دلفت صفية الي الداخل حاملة الطعام..ووضعته على المنضذة دون ان تنظر إلى مالك، وما ان رأته حتى شهقت في هلع وهى تضع يدها على صدرها..
صفية: يلاااااهوي..!! عملو فيك ايه يا مالك بيه العالم المفترية دي.؟ العالم الحقودة منفسنين اكمنك ابيضاني وحليوة.! حسبى الله و...
مالك: بسسس حيلك حيلك في ايه.! محصلش حاجة يا صفية
صفية: ايه الي محصلش حاجة بس دانت وشك اتخلوص خالص. !
زفر مالك في ضيق : خلاص يا صفية جيبتي الاكل. ؟ شكرا اتفضلي انت.
ظلت صفية ثابتة مكانها تنظر إليه و هى تزم شفتيها..
مالك: صفيييييية.! خلاص شكرا روحي انت!
مصمصت صفية شفتيها في لؤم و خرجت..
________________
صباح اليوم التالي...
كان يرتشف بضع رشفات من مشروبه المفضل " الجنزبيل" و يتصفح الرجنال.. قطع تلك اللحظات تصاعد نغمة هاتفه..
حسام: الو
مالك: الو، ايه يا كابتن عامل ايه.؟
حسام: تمام يا مالك كويس.
مالك: احممم احم ااااآ
حسام: خير يا مالك في حاجة، متصل ليه.؟
مالك: مفيش يا كابتن بس كنت عايز أسألك لو في ميعاد للتدريب تاني، اصل حصل ظروف كدة و مش هقدر اجي ايام التدريب الأسبوع ده.
حسام: امممم في آه، بس لو عايز تريح الأسبوع عادي يابني يعني مش مشكلة..
مالك: لالا انا عايز اجي بس مش نافع معايا وقت التدريب بتاع مجموعتي، فلو بتدرب مجموعة تانية وقت تاني ممكن اجي.؟
حسام: طب براحتك يا سيدي على العموم في آه في نفس المكان يوم ال(----) و (-----) و (----) ونفس الوقت
مالك: طيب تمام شكرا يا كابتن.!
( مالك في نفسه: كدة تمام اتظبطت.! اهو نروح حتى المجموعة دي شوية الواحد يثبت نفسه و يتشهر يكون وشي خف ارجع مجموعتي..! )
*****
مر يومان حتى حان موعد عمل" كاميليا" في إحدى صالات التدريب للمصارعة النسائية..
قادت سيارتها في حماس للذهاب الي المكان المخصص..
في نفس الوقت كان " مالك" ذاهب لإحدى النوادي للسباحة قليلا..
كان مشغول بالقيادة عندما رن هاتفه، فسقط منه على أرضية السيارة.. غاب بصره بضعة ثواني فقط عندما كان يحضر هاتفه المحمول.. عندما عاد مرة أخرى للقيادة كان هناك عامود نور أمامه مباشرة فاضطر الي الانحراف يمينا لتفادا العامود،، ولكنه تفادا العامود و تصادم بمؤخرة سيارة كاميليا مؤثرا خدوش عميقة في آخر السيارة.. فرملت كاميليا سيارتها فورا اثر الانصدام...
شهقت كاميليا في فزع وهى تتوعد لذلك الوغد الغبي..
مالك: يا نهار مش فايت .!!! انا أخلع احسن قبل ما يحصل شوشرة.!
نزلت كاميليا من سيارتها بعنف و أعينها تشع شرارا و تتوعد لتلقين ذلك الوغد درسا لن ينساه.! ولكن بات درسها بالفشل، فقد فر "مالك" بسيارته سريعا في الاتجاه الآخر.. و لكنها بذكائها استطاعت ان تلمح أرقام سيارته..
كاميليا في نفسها: الجبان الحقير،،، هتروح مني فين ده على رأي المثل الدنيا أوضتين و صالة.. يعني اول يوم شغل يبتدي كدة.! بركات دعاكي ياحجة.!!
_________________
وصلت كاميليا لمكان التدريب، ما ان دلفت داخل الصالة التدريبية للنساء حتى ذهبت لاقرب مقعد و اذاحت عنها سترتها لتسهل من خفة حركتها، نظرت حولها نظرة شاملة للمتواجدين.. كان عددهم عشرين فتاة تقريبا.. ظلت توزع انظارها بينهم بتفحص.. وهى تحدث نفسها..
- ياربيييي ايه بس كل ده..!! ( بنت واقفة قدامها سادة عليها حيطة ونور،، عريضة و طويلة بطريقة مبالغ فيها.. كاميليا تقريبا واصلة لبطنها.!.. )
اهاا طب والله كويس اهي دي مش هتحتاج تدريب و مش بعيد تعملي اسم كويس..!!
- في حااااجة يا انسة...!!
تفوهت بها الفتاة العملاقةة بصوتها الغليظ عندما لاحظت تامل كاميليا بها
كاميليا: اااآ احم لا مفيش حاجة ابدا يا ست الناس.!
ابعدت كاميليا نظرها عن تلك الفتاة.. حتى وقعت أعينها على امرأة مسنة تبلغ من العمر 60 عاما..
كاميليا في نفسها: يا نهار ابيض..!! دي جية تموت هنا ولا ايه دي.! ثم تحدثت بصوت جهوري الي السيدة
-احم،سلامو عليكو يا حجة.!
السيدة لم تسمعها: ها. ؟
كاميليا: اسمك ايه يا حجة.؟
- سوزي..
كاميليا وهى تضحك في استخفاف:

السيدة: بتقولي ايه مش سمعاكي.؟
كاميليا: لا ولا حاجة.! الا انت بتعملي ايه هنا يا حجة.؟!
- جية أتعلم باليه يا بنتي.!
كاميليا في اندهاش: نعم.؟ باليه.!
- آه يا بنتي انت مش شايفة الباليرينا ولا ايه.؟!
نظرت كاميليا الي قدم السيدة فوجدتها بالفعل ترتدي الباليرينا الخاصة بالباليه.!
كاميليا: بس ده مش مكان تدريب الباليه يا حجة والله.! ثم انت متأكدة انك هتقدري تتمرني.؟!
- اه يابنتي ده حلم عمري من وانا طفلة، حتة بصي..
نهضت السيدة من على مقعدها أن ترفع يديها للأعلى آخذه وضع الاستعداد للرقص.. وقفت على أنامل أصابعها بخفة و ظلت تدور حول مركزها عدة مرات برشاقة.. وسط زهول و اندهاش كاميليا البادي على ملامحها.. فتحت السيدة إحدى أرجلها ثم تنتها على ركبتها مصممة مثلث قائم.. و ظلت تدور ثانية و لكن ليس حول محورها، بل في الصالة التدريبية في مختلف الجهات.. لكن لم تكتمل حركتها بسبب تصادمها في زجاج النافذة و فورا ادى الي وقوعها أرضا
كاميليا: يلاااااااااهويييي،، حجة سووووزي،، ملحقتيش تتهنى يا غالية.!!
أتى الأمن ليحمل " الحجة سوزي" و يذهب بها للمشفى للكشف عليها.!
كاميليا في نفسها: ربنا يقومك بالسلامة يا حجة سوزي.!
نظرت حولها مرة أخرى،، كان هناك فتيات عادية لا يوجد بهم ما يجذب الانتباه..يرتدون الملابس الرياضية المكونة من بنطال رياضي وسترة رياضية.. سمعت صوت الباب ينفتح بقوة..نظرت ليقع بصرها على ماكان سيصيبها بشلل..

فلنتصارع إذاWhere stories live. Discover now