الفصل الثلاثون : و إلى أحضاني قد عادت

2.6K 177 36
                                    


صباحا كان هو الوقت ، في غابة المملكة كان هو المكان ، جايمس كان هو من يقبع تحت الفراش في خيمته يتلوى و يتصبب عرقا و يهذي بكلمات لا معنى لها ، و حوله كان جاك ، ألبرت و الباقين يحيطون به ينتظرون لحظة استيقاظه بفارغ الصبر ، و بالفعل لحظات هي حتى فتح عينيه بوهن و عاد لاغلاقها حتى تعتاد عينيه على الضوء الذي استقبلته فجأة ، نظر حوله ليراهم ملتفين و الفضول يقتلهم لمعرفة ما أصابه ، تنهد بخفة ليستقيم ببطء حتى أصبح جالسا ليهم ألبرت قائلا

ألبرت بقلق: أنت بخير ؟

أومئ جايمس بخفة إجابة له ليردف قائلا : لقد رأيتها .
عقد ألبرت حاجبيه باستغراب : من هي ؟

ابتسم جايمس و قال بنبرة هادئة : أيلي .

جاك باستنكار : كيف رأيتها هل تمزح معي الآن ؟

جايمس بهدوء : لا يمكنني حتى ان افكر في المزاح فيما يتعلق بأيلي .

جاك : اذا ؟ أين هي ؟

جايمس و قد اعترى ملامحه الغضب الشديد : في قلعة في وسط الغابة مهدمة مسجونة في سرداب صدئ .

جاك بضيق : أنت متأكد ؟

جايمس : نعم متأكد و اني لأقسم أني سأقتل ذلك الحقير على تجرؤه و لمسه لمن يخصني و يملكني .

جاك : ماذا تعني ؟

جايمس : يفضل ألا تعلم .

أردف بكلماته و استقام ليجهز نفسه فهو قد علم مكانها و لن يخطو خطوة خارج هذه الغابة حتى يأتي بها و تكون بين يديه و يقتل ذلك الحقير بيديه الاثنتين، ما أن خرج من خيمته حتى سمع صوتا غليظا بداخله ينطق بخبث :

" هل أنت واثق من عدم رغبتك بإخبارهم عن ما رأيت؟"

جايمس : نعم واثق، و الآن دعني و شأني.

" يا لك من ناكر للجميل! لا تنسى بأن الفضل يعود لي في معرفتك لمكانها الآن"

جايمس : أنت لا تفعل هذا إلا لمصلحتك، فكل ما تريده هو أن تقتلها و لا أحد سواك لذا تتوقع مني كلمة شكر حتى.

" سيأتي اليوم الذي ستقتلها فيه بيديك و تغرق بدمائها و سنعوث في الأرض فسادا نقتل من يقف في طريقنا، و سنقف على جبل من جثث البشر المقززين، سنرسم على الأرض لوحة بدمائهم و سيتحقق هذا بعد موت الحامي أخيرا - يضحك بخبث و صخب -"

جايمس بغضب : اصمت!! أنت لن تمس شعرة من رأسها و لن أشارك في أعمالك القذرة مثلك.

" ستفعل شئت أم أبيت فأنت لا تملك في يدك القرار، أنا من يفعل أنا من يتحكم بك "

صوت ضحكات تلك السحلية العملاقة قد دوى في دواخله، أغمض عينيه مستشعرا مدى ضعفه، من هو محق بعد كل شيء هو قطعا لن يستطيع مجابهته يوما، كل ما يفعله هو المماطلة رغبة منه في كسب مزيد من الوقت لسبب يجهله، لكنه واثق من شيء واحد ألا و هو أنه سيقف في طريق ذلك التنين سيمنعه من فعل ما يريد و الأهم من ذلك كله سيمنعه من قتل محبوبته و التي حتى الآن لاتدري عما يخفيه عنها، آه لو تدري عما يخبئ في داخله و يحمل، لعلها كانت قد قتلته منذ زمن، و لكن لعل القدر رسم لهما طريقا آخر، طريق لن ينتهي بالآلام لكلا منهما.

اسطورة التنين الابيضWhere stories live. Discover now