الفصل الأول

2.1K 43 21
                                    

ليلة شديدة السواد فغياب القمر واختفاءه بين السحاب ابدى الدنيا كأمراه ترتدى عباءة سمراء كئيبة تتناسب مع البكاء الصادق ف الدموع تهطل بغزاره زخات المطر معلنة بداية فصل شتاء شديد القسوة تجلس امراة وبالاخرى فتاة فى مقتبل العمر احالها حزنها الى امراه تحمل هموم الدنيا كلها فوق كتفها تنظر الى الطفل النائم بجوارها وملامح البراءة تغطى وجهه الملائكى النقى تبدأ ابتسامة صغيرة على
شفتيها بالظهور ويتوقف شلال الدموع ولكن تتذكر معاملة والده لها وكأنها ليست زوجته ولا تمت للبشرية من الاساس لديها مشاعر حتى يعود شلال الدموع الى التدفق مجدداً لتخرج له كل ما تخفيه فى صدرها ولا تستطيع البوح به لأحد استشعرت حركه بجوارها وجدب طفلها الذى لم يبلغ عقده الرابع يتطلع اليها ومازال النوم يداعب جفونه متمتمآ بصوته الناعس
-مامى انتى مش نمتى لسه.
تحاول رسم ابتسامته على وجهها البرئ الذى لا يختلف كثيراً عن وجه طفلها فقد تشابهت الملامح بينهما يملك نفس عينيها الرمادتين والشفاة الصغيرة والانف الرقيق لكن هذا لا يعنى انه لم يرث من والده شيئاً ورث عنه طباعه وتقلبات مذاجه فضلاً عن شعره الحريرى واللامع الذى تنزل منه احدى الخصلات لتداعب عينيه.
-لا يا حبيبى نمت بس صحيت عشان اصلى الفجر.
-غمغم بحزن :يعنى صليتى الفجر من غيرى يا مامى. اجابته بلوم حنون: وانا اقدر برضو يا روح مامى مانا كنت لسه هصحيك اهو بس انت صحيت لوحدك يا بطل.
هلل بفرحه:هيييييييه انا أحبك اوى يا مامى.
ضمته الى حضنها بحنان امومى : وانا بحبك اوى يا سيف.
-طب يلا يا مامى عشان اروح اصحى بابى عشان يلحق يصلى.
عاد لها بعض الحزن:ماشى يا حبيبى روح صحيه يلا.

انا _وانتى _يساوىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن