الثانِى|حلقة مُبارزة.

1.7K 198 101
                                    

-
إستفاق هارى بوهنٍ كعادتهِ بتمام الخامِسةِ فجراً،مُطالِعاً تِلك الجُثَث الغافِية بمرمى بصرهِ فوق الأرض القاسِية و كأنّها قد أُصيبَت بخواءٍ.

يُطالعهُم بشعورِ شفقةٍ على حالهِ و حالهُم جميعاً،ولِما قد آلَت إليهِ الأمور.

تنهَّد مُغلِقاً عينيهِ لثوانٍ،قبلَ أن يفتحُها مِن جديدٍ موجِّهاً أنظارهِ لشون الغافى فوق كتفهِ بإرهاقٍ،ليبتسِم بحُزنٍ على حالتهِ،مُلتقِطاً رأسهُ ليُسنِدها على ساقيهِ كىّ يشعُر بالراحةِ أكثَر.

هارى يكبُر شون بسبعةِ أعوامٍ و ذلِك ما جعلَهُ يشعُر بالمسؤليّةِ تجاههِ،فشون لازال بمُقتبلِ عُمرهِ مُراهِقاً بالتاسِعة عشَر،بينما هارى أوشَك على إتمام سِتّةٌ ما بَعد العشرين عاماً بعد أيّامٍ.

دقائِقٌ مرَّت ريثما هارى يتحسَّس خُصلات شون بلُطفٍ مُستمِعاً لتِلك الهمهمات الناعِسة التى تنُمُّ عن شعورهِ بالأمان ولو قليلاً برِفقة هارى الذى لطالما إعتبرهُ كشقيقهُ الأكبَر،قبلَ أن ينتفِض كباقى الأجساد برفقتهِ عِندما إقتحمَ أحد الحُرّاس الحظيرة بطريقةٍ تُثير الغضب.

"أمامكُم خمسُ دقائِقٍ فحسب.."أطلعهُم بغضبٍ قاذِفاً بعض كِسرات الخُبزِ أرضاً قبلَ أن يُغادِر،ليُسرِع الجميع جِهة الكِسرات مُحاولين إشباع ولو ذرّةٍ مِن الرمَق.

"ألا يشعرون ببعضِ الشفقةِ على ما يفعلونه حتّى؟،أنحنُ بذلِك الرُخص ليفعلوا بِنا ذلِك؟،أينَ ذهبَت قلوبهُم!"همسَ شون بحسرةٍ كونهُ لَم يحيا حياة العبيد سوى لعامٍ فحسب،ريثما البقيّة عانوا لسنواتٍ كهارى تماماً.

"قلوبهُم تنبُض،لكِن ذلِك لا يعنى أنّها تحوى إنسانيّة.."علَّق أحد الشبابِ بخفوتٍ خوفاً مِن أن يسمعهُم أحداً،ليستكمِلوا تناوُل الكِسرات الصغيرة.

وقعَت أنظار هارى على ذلِك الفتى الذى فقدَ وعيهُ أمسٍ و هو يراقبهُم مِن بعيدٍ كالطِفل،ليستقِم مِن بُقعتهِ،مُلتقِطاً كسرتهِ التى لَم يتناولُها بعد.

"خُذها يا فتى،لا أحتاجُها.."كذِب هارى بإبتسامةٍ لطيفة جاعِلاً مِن الفتى ينظُر لهُ بنوعٍ مِن التردُد،قبل أن يمِد يدهُ المُرتجِفة مُلتقِطاً الكِسرة ليتناولها.

"شُكراً.."همسَ مُتناوِلاً إيّاها،ليُربِّت هارى على كتفهِ،قبلَ أن يعود أدراجهِ برِفقة شون و البقيّة.

فُتِح الباب مِن جديد،لينتفِض الجميع ريثما الحارِس أتى مُمسِكاً بسوطهِ كىّ يُعاقِب المُتكاسِل منهُم.

"إنهضوا جميعاً!،هيّا!"صاح بغضبٍ ضارِباً بسوطهِ الأرض ليستقِم الجميع سريعاً،قبلَ أن يبدأوا بالسيرِ أمامهِ تِباعاً.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now