السابِع و العِشرون|تغيرٌ جذرى.

901 112 48
                                    

-
|أسابيعٍ|

قُبيل الظهيرةِ قد أنهى هارى عملهِ و جلسَ وحيدًا دون فِعل شيئٍ يُذكَر،مُحدِّقًا بظهر زين الجالِس يرسُم إحدى اللوحات بصمتٍ قاتِل،ريثما هُناك لفائِفٌ ترسى بين ضِفاف شفتيهِ يتصاعَد دُخّانها مُشكِّلًا سُحبًٌ بيضاء طفيفة.

دقيقة،إثنتان،ثلاث.

الوقتُ يمُر فيُصبِح واهٍ بالٍ بالماضى،فبدأ هارى بهزهزة قدميهِ بتوتُّرٍ مُستنِدًا بفكّهِ فوق قبضة يدهِ،ريثما لازال يُطالِع زين و يُراقِب دُخّان لفائِفهُ.

"ماذا هُناك؟"حصلَت جوارديا على إنتباههِ بسؤالها،مِمَّ جعلهُ يرفَع أنظارهُ إليها ثُم يهُز رأسهُ بالنفى.

"لا شيئ جميلتى،هلُمِّ إلىّ.."فتحَ ذراعيهِ بإبتسامةٍ لتستقبِل دعوتهُ بصدرٍ رحبٍ،وتدفِن ذاتُها بعناقهِ مُخرُِجةً تنهيدةً مِن بين شفتيها.

"تشريڤِن يجول بالقصرِ وأنا أخشاه.."تمتمَت بخفوتٍ ليُغلِق هارى عينيهِ لثوانٍ بتنهيدة،قبلَ أن يسمعها تسترسِل قائِلةً:

"رُغم أنّهُ بدى و كأنّهُ مريضًا أو حزينًا،لا أعلَم حقًّا.."

"لرُبما روز تُحاوِل مُعاقبتهِ على الزواج مِنها.."سخرَ بقهقهةٍ لتُقهقه جوارديا بخفوتٍ،ريثما تستشعِر هارى يتخِذ مجلِسًا ثُم يُجلِسها بعناقهِ.

"أنظُرِ،منذُ أن عادَت روز و أشعُر أن زين باتَ أفضَل،و رُغم تواجُد تشريڤِن بالأرجاء إلّا أنّهُ حتّى عاد يبتسِم و يرسُم أشياءً لطيفة عكس لوحاتهِ طوال فترة غيابها عنهُ.."أطلعها هارى مُشيرًا برأسهِ لزين وهو يرسُم حديقة القصرِ مِن حولهِ بإتقانٍ،وكأنّ الحديقةُ قد طُبِعَت فوق اللوحة.

"أعلَم أنّهُ لازال يتألَّم،أعنى..لا أتخيّل أبدًا أن أرى مَن أُحب بين يدىّ أُخرى ولا أقدِرُ على إستعادتهِ.."صرَّحَت جوارديا ريثما تسير بيدها بين خُصلات هارى برويّةٍ.

"أخبرينى.."تمتَم لتُهمهِم لهُ بتساؤلٍ فأضاف:"ماذا ستفعلين لو علمتِ أننى سأتزوّج بأُخرى؟"

"سأترُكك.."همسَت بإجابةٍ لَم يتوقّعها ثُم إسترسلَت:"أعنى..أنت قد إخترتها عِوضًا عنّى،فذلِك دليلٌ قاطِع على عدم حُبُّك لى،لِمَ أفعل شيئًا و بالنهايةِ أنا الخاسِرة؟"

"لا يوجَد مَن أنتقيها عوضًا عنكِ بالفِعل.."صرَّح خاتِمًا حديثهُ بقهقهةٍ لتلكُم صدرهُ بقبضتها فيتأوّه بتألُّمٍ.

"تستحِق.."تمتمَت بتحدٍ ليُقهقِه طابِعًا قُبلةٌ فوق جبينُها،قبلَ أن يستلقِ على الحشائِش ويجذبها برفقتهِ فتُعانقهُ.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزحيث تعيش القصص. اكتشف الآن