الرابِع|حُريّة.

1.5K 185 186
                                    

-
خطى هارى مِن بين الصفوف مُتخطِيّاً الجميع،ليقِف أمام ذلِك الرسول واضِعاً عينهِ بعينهِ،غير آبِهاً لأحد،لا لكونهِ حُرّاً و هو عَبد،ولا لكونهِ على وشكِ أن يُحرِّرهُ مِن إستبداد الحُرّاس.

جُل الأمر هو أنّهُ لا يودُّ أن يعود للعبوديّةِ مِن جديد،يودُّ لو رأى نور الحُريّةِ يسطُع بروحهِ الذابِلة.

"سأشترى كلاهُما.."أطلعهُ الرسول مُخرِجاً سُرّة المال مِن حوزتهِ،مِمَّ جعلَ شون ينظُر لهارى بسعادةٍ كونهُما لَم يفتروقا،جاعِلاً مِن هارى يبتسِم لهُ.

وكأنّهُ يوجّه لهُ رسالةٌ بخضراوتيهِ
'أخبرتُك ألّا تخَف!'

ناولهُ المال ثمنِ شون و هارى،روحين تتألَّم و تسعَد،تشعُر و تتنفَّس.

الأمر مؤلِماً،حتّى أن وقعِ كلِمة سأشترى يؤلِم.

"زِل تِلك الأكبال.."أخبرهُ الرسول مُشيراً لأكبال شون و هارى،ليومئ لهُ الحارِس مُنحنيّاً ليحِلّ وُثاق أرجُلهُم،قبل أن يعود و يفعَل المِثل مع أيديهم.

"وداعاً.."ودّعهُم الرسول قبلَ أن يُشير لهارى و شون بالسيرِ أمامهِ،ففعلوا بإنصياعٍ عالمين أنّهُ لا مفَر.

وجّههُم لعربةٍ يقودها الخيول،ليصعَدا للداخِل و يتبعهُم هو،مُشيراً للسائِق بأن ينطلِق لوجهتهِم.

إلتفتَ الرسول إليهِما،قبلَ أن ينزَع قُبّعتهِ التى تُخفى نُصف وجههِ،ليظهَر فتىً بعقدهِ العشرينى،شعرٌ فحمىّ ووجهٌ حسَن،إبتسامةٍ أضفَت نوعاً مِن الطُمئنينةِ فوق قلبىّ شون و هارى.

"لا تخافوا،إن السيّد سيؤمِّن لكُما حياةً أفضَل،لا عبوديّة مِن جديد.."طمأنهُم الرسول لترتسِم إبتسامةٍ فوق ثغريهما،قبلَ أن يرفَع هارى كفّيهِ إنضماماً شاكِراً ربّهِ.

"أُدعى زين،أنا رسّامُ القَصر.."عرَّف بذاتهِ مُصافِحاً كُلّاً مِنهُما،ليتنهَّد كلاهُما براحةٍ.

"أُدعى شون،وذلِك هارى.."عرَّفهُ شون عن ذاتهُما بإبتسامةٍ ليُبادلهُ زين مُحرِّكاً رأسهِ بإيماءةٍ صغيرة.

"تشرَّفتُ بِكُما،لا تعلما كَم كنتُ بحاجةٍ لصديقٍ ذكورى بذلِك القصر،فجميع الخادِمات نساء!،بخِلاف حُرّاس القصر الذين أهاب مظهرهِم حتّى.."صرَّح زين مُقهقِهاً ليُقهقِها برفقتهِ،شاعِران بذلِك القصر سيكون بِدايةً جديدةً لكليهِما.

ساعاتٌ قليلة و قَد صفَّت العربةِ قُبالة القصِر الكبير،ليترجَّل زين مُسانِداً كلاهُما للنزول.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now