السادِس|أسرارٌ خفيّة.

1.3K 168 64
                                    

-
ربَّت زين على ظهرُها بلُطفٍ،قبلَ أن يشعُر بِها تبتعِد عن عناقهِ عِندما إستمعَت لصوتِ هارى قريبٌ،مُكفكِفةً حبّات اللؤلؤ التى كادَت تتساقَط مِن جَديدٍ ثُم رسمَت إبتسامةٍ فوق ثغرِها.

"أنا أسِفة،ألهيتكُم عن الغداء.."إعتذرَت هامِسةً ثُم سارَت مُبتعِدةً عنهُما ريثما يُطالِعاها ترحَل بصمتٍ،قبلَ أن يلتفِت هارى لزين مِن جَديد.

"هيّا.."همسَ لهُ زين مُحاوِطاً كتفهِ كىّ يسيرا للداخِل،مُشفِقاً على وضعِ جوارديا و بُكاءِها بعناقهِ مُنذُ ثوانٍ.

علِمَ هارى أن زين قرَّر عدمِ إجابتهِ برغبةٍ ليحترِم تِلك الرغبةِ مُغلِقاً فاههِ تماماً،مُرجِّحاً أنّها لرُبما تكون أموراً خاصّة بهِ و بجوارديا و ليس عليهِ التدخُّل.

دلفا للقصرِ ثُم بِضع خطواتٍ حتّى أصبحا داخِل الغُرفة،ليجِدا شون لازال يتناول طعامهِ غير عابِئاً لهُما أبداً.

"أوه،شُكراً لإنتظارى.."علَّق زين مازِحاً مُبعِداً غيمةِ الحُزنِ ليُقهقِه هارى على شون الذى توقَّف عن تناوُل الطعام مُوجِّهاً نظرهُ لزين بفاهٍ مُكتظٍ بالطعام.

"إنّهُ واجِبى.."علَّق شون مُعاوِداً إلتقاط الطعام ليُقهقِها سويّاً،فهو يبدو كالسيِّدة التى تحمِلُ طِفلاً و بحاجةٍ للطعام بشِدّة.

دقائِقٌ إنقضَت بين طرقاتِ الملاعِق بالصحون و صوتِ أفكاكهِم التى تُمزِّق الطعام تمزيقاً وقامَت فتَّتها إلى فُتات،ريثما كُل واحِدٌ مِنهُم يدورُ بين ثنايا عقلهِ فِكَرٌ شتّى.

إستقام زين بعدما إنتهى،مُشيراً لهارى الذى قد أنهى طعامهِ قبل ثوانٍ بالنهوضِ برفقتهِ،ليومئ لهُ مُستقيماً،ثُم يتبعهُ بخُطاهُ للخارِج.

ترجّلا لحديقة القصرِ سويّاً،ريثما زين ذهبَ جِهة ذلِك المِقعَد الذى يرسى قُبالة لوحةٌ بيضاء فارِغة،قبلَ أن يجلِس على المِقعد مُلتقِطاً الألوانِ التى تقبَعُ أسفَل اللوحةِ على الأرضِ بعُلبةٍ مُخصّصة.

"عملُك اليوم مُنتهٍ مِن قِبَل جوارديا،لذا إجلِس.."صرَّح زين مُشيراً لذلِك المِقعَد القابِع أمام اللوحةِ مِن الجهة الأُخرى.

لهؤلاء الأشخاص الذين ينثُر زين ملامحهُم فوق الورقةِ بألوانٌ طيّبة و يدٍ مُحترِفة.

"لِمَ؟"تسائَل هارى عاقِداً حاجبيهِ بتساؤُلٍ،ليرفَع زين حاجبيهِ مُشيراً للوحة،وكأنّهُ يُخبرهِ بمدى غباءهِ.

"سأرسمُك.."أجاب ببساطةٍ مُخرِجاً الفُرشاةِ مِن موقِعها،قبلَ أن ينهَض ذاهِباً لحوضٍ يقرُب القبو ليقوم بغسلِها،ثُم يُحضِر بعض الماءِ بكوبٍ نحاسىٍّ صغير.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزWhere stories live. Discover now