الرابِع و العِشرون|خُطواتٌ للجحيم.

1K 131 56
                                    

-
|عِدّة أسابيع|

يومُ الزِفاف

أحيانًا قد يُجبرُك القدرِ على التخلّى عمَّن تُحِب وبكُل صراحة،حينها يُصبِح عالمُكَ حالِكًا بِلا قيمة،روحُك يصيبُها خواءٌ قاتِل،ذلِك الخواء يسحَبُ مِنك الحياةِ تدريجيًّا حتّى تُصبِح ميّتٌ حىّ.

يومُ العُرسِ لَم يُرسِل البهجةِ للجميع رُغم الطقس المُعتدِل على غير عادة،كانَ الخدمِ يُزيّنون القصرِ بألطَف المُعلّقات،يُعدِّون الأطعمةِ و يُجهِّزونهُ لأجل إستقبال الحضور ليلًا بتمامِ السابعةِ مساءً.

بذات الوقتِ كانَت روز جالِسةً على المِقعَد بشرودٍ و العديد مِن الخادمات حولها يقومون بإعدادها لحفلِ زفافِها المُميت،لَم تجِد سبيلًا للهربِ و إكتفَت بتقبُّل الواقِع و مُحاولة التعايُش معهُ.

ريثما هارى يقوم بقصِّ أوراق الشجرِ بشكلٍ مُهندَم،وزين يجلِس بالأسفَل أمام لوحتهِ كعادتهِ عِندما يودُّ الإختلاء بذاتهِ،فكُل وهلةٍ تمُر ألَم قلبهِ يزداد رويدًا رويدا.

بتمام السادسةِ بدأ الحضورِ بالقدوم تِباعًا،ريثما بدأت نغمات الآلآت الموسيقيّة ذات الإيقاع الهادئ تعلو بأرجاءِ القصرِ،مُدثِّرةً قهقه و نِقاشات الحضور.

"يالهُ مِن شرفٌ لى سيّدى.."رحَّب تشريڤِن المُهندَم بأحدِ كِبار المملكةِ بلباقةٍ مُنحنِيًا،ريثما مارلين تُلقى إبتساماتٍ مُزيّفة للحضور مُلقِيةً التحيّة برسميّةٍ شديدة.

إرتشفَت مارلين مِن كأس نبيذها ثُم سارَت بخُطاها جِهة سوزانا التى تُعطى أوامِرُها للخدمِ،قبلَ أن تمُر مِن جوارها فتهمِس لها بخفوتٍ لا يسمعهُ سواها:

"لا تنسِ إتفاقُنا.."أومأت سوزانا لتستكمِل مارلين سيرُها بأرجاء القصرِ و كأنَّ شيئًا لَم يكُن.

ثوانٍ و إختفَت سوزانا عن الأنظار بإحدى الزوايا المُناسِبة لمُراقبة تشريڤِن،ريثما تراهُ يُقهقِه بكأس النبيذ بين يديهِ برِفقة أحدهُم.

لَم تلبَث حتّى رفعَت كِلتا يديها و تمتمَت بطلاسِمها الغير مفهومة البتّة،حتّى مرّت ثوانٍ لتُنزِل يديها مِن جديدٍ،فيتنفِض جسد تشريڤِن فجأة ويسقُط كأس النبيذ مِن بين يديهِ،جاعِلًا مِن صديقهُ يُناظرهِ بقلقٍ.

"أنتَ بخيرٍ؟"تسائَل الفتى بإكتراثٍ ليومئ لهُ ثُم يتنهَّد،قبلَ أن يُشير لأحد الخدمِ بتنظيف الأرضيّة مِن النبيذ.

"لرُبما توتُّر الأجواء.."تحدَّث تشريڤِن ثِم إلتقطَ كوب نبيذٍ جديدٍ ليُعاوِد التحدُّث برِفقة صديقهُ،رُغم أنّهُ يشعُر بشيئٍ غريبٍ يحوى جسدهِ.

صِراع القُلوب » هاري ستايلزOnde histórias criam vida. Descubra agora