٦

636 41 28
                                    

٦

***

قَلبَ الطَاوِلة، مِن شدة الغضبِ، هى لم تُجيب على سؤالهُ، مِمَا زاد الغضبِ فِي كيانهُ، ليهَتُفِ لها بنبرة حادة:

"واللعنة أجيبي!". قالها وهُو يقتربِ منها مُمِسكًا بمرِفقيها بِعُنفِ، كانِتَ تأنٍ من الآلم الذيّ عرف طريق ذراعيها، لترِدُف بآلم:

"توقف شونِ، أنتَ تؤلمني!". زادتِ كلماتها الغيظ بداخلهُ، ليصيحِ بها قائلًا:

"إذًا أجيبي على سُؤاليّ، هَل حقًا تركتيهِ أم ماذا ؟".

أسترستِ قائلة:

" أنـا مَن تركتهُ، هُو غَير مُقِتنع بالأمِر، لذلكِ يفعل ذلكَ .. يحاول تدمير مابيننا، أقسُمِ لكَ". كانتِ نبرتها ترتعشِ من نظراتهُ الغير مُصدقة، ليتركِ ذراعيها وتسقطِ أرضًا، فركتِ ذراعيها بآلم، وهُو فقط ينِظُر إليها شزرًا منها، أصبح يلوم غبائهُ .. فقط لكّونهُ جعلها تسافِر برفقتهُ لـ كاليفورنيـا !

جلسِ علي المقعدِ، واضعًا رأسهُ بين كفيهِ بآلم، ويبكي، يبكي من الآلم الذيّ غزا قلبهُ، يشعُر بالذنب لما فعلهُ، لقد ترك "ليليان" ليستبدلها بآخُري، كاذبة!

حزيـن، لأنهُ قام بإيذاءَ مشاعر ليليان وهُو يعلم أنها لاتستحق، قال ولازال بصرهُ علي الأرضِ:

"أذهبي، لاأُريـدكَ". كانِتَ نبرتهُ اشبهَ بالصُراخَ، لتنهضِ وتذهبِ لغرفتها، لتُلملم أغراضها وترحـل!

سمع صوت الباب يقُفَلِ بقوة، ليرجع رأسهُ ويسندهُ علي الآريكة، أن تكون غاضب من نفسكَ، ستودّ قتل نفسكَ ولكّونكَ لن تستطيع أن تجعل ماتركتهُ يعودِ.

**

"أخبرني هل تحدثِتَ مع جارتكَ؟". قالتها ليليان بتسلءُل وهي تُراقِبهُ، ليتأفف بضجر، ويرفع بصرهُ لها قائلًا:

"سأمِتُ أسئلتك ليليان!". ضمتِ شفتيها تنظر إليه شزرًا لتهتُف وهي تضمِ ساعديها لصدرها :

" أنا المُخطئة لكّوني أريدك أن تواعدَ". لتُكمِل كلماتها صارخة:

"اللعنة عليكِ، واللعنة عليها إيضًا". كان صراخها مُلفتِ لزمُلائها، لتبتلع لعابها بتوتر من نظراتهُم لها، لتنخفض بِمقعدها، وهي تعضِ على شفتيها بقوة أدمتها، خجلـة من تصرفها ولكنها أشتاقتِ للعن جاردين، والذيّ كان يبتسمِ على مظهرها المضحكِ!

"لاعليكِ، سأذهب اليوم وأتحدثِ معها". أومأتِ لهُ، وجنتيها كستها الحُمِرة من الخجل الذيّ أصابها، ولكن فجأة تذكرت أول لقاء لها مع شون، لتتضحكَ حتي دمعتِ عينيها، كان جاردين ينظر إليها بتعجب، لايعلم ماآمرها، هل تبكي أم تضحكَ؟!

ليشعر بأنها بدأت بالبُكاءِ، عندما لاحظِ وجهها الأحمر، لم يتحدث ولأنهُ يعلم أن كلما كانت تبكي .. كانت تبكي بسبب شون ، حُبها لهُ نقي، كان هو من أنتشلها من العتمة، وبالرغم مِنْ بُعدهُ عنها، إلا أن ذكرياتهُ الجميلة تعدت على القبيحة، ليزال قلبها متمسكًا بهِ.

Don't Leave me alone .✅Where stories live. Discover now