٩

588 44 16
                                    

الفَصـل الـتـاسِع مِنْ روايـة "لاتتَرُكني وحديّ".

|9|.

**

أستيقظتَ آثَر الإضاءة التيّ كانَ مصدرها مِنْ الشَمِس، نظرتِ لساعِة الحائِـطَ، لتجدها أنها أصبحتَ الثامِنة صباحًا، تذكرتِ أحداثَ أمِسَ، لتشهقَ بآلم وتبدأ بالنحيبِ، الآمِـر مُؤلِم بأن يكَون خانها مع آخُرى، بُدونِ سبب يُذِكَر ..

جَرّتَ قدميها للِمرحاضِ، غسلتَ وجهها العديد مِنْ المراتَ، مُتجنبة النَظِر فِي المرآة، شعُور الآلم المُتسَرِب بداخل قلبها، ولكّونها لازالتَ تحمل المَشاعِر لـ شون والذي لم يكّن يهتم إلا لِكَسرها .. كسرها بأفعالهُ، كيف كان لهُ القدرة بتركها بهذِهَ الطريقة البشعة بالنسبة لها ..

أمسكتَ بالمنِشفة، ومسحتَ قطراتَ الماءَ المُلتصقة بمقدمة رأسها، مسحتَ المياهَ بِعُنِفَ، ولكنها تذكرتَ كلماتَ عمتها والتي جائتَ فِي وقتها :

"العالم لن يقف علي أحد، ولا حد سيقف علي موتي، أشغلي نفسكَ بِحُلمكَ وأنا أؤمن بقدرتكِ علي الإبداعَ، وسترى أن العالم سيتحدث عنكِ بكُل خير".

وضعتِ المنشفة علي الحوضِ، لتركُضِ خارجِ المرحاض وأقتربتِ من دُرجَ خزانتها، ولتخرجِ النُسخة عن المقـال القديم، وجلبتِ الملف الذيّ أعطاها لها الظابِط المدِعُو "ماركوسِ"، نزلتِ للأسفـل واضعة كلا الملفان علي الطاولة الزُجاجية، ثُم فتحتَ الستائِـر لتنيـر المكان، بنُـورِ السماءَ .. إستنشقتَ الهواءَ ..

لتجلسِ علي الأرضِ وتبدأ بفتحَ المقال القديم، وتتذكَر ذكريات، ودّتِ لو كان السبب بها، لم يَكّن هو مَنْ يجرحها، أقفلتِ المقال وأمسكتَ بالحاسُوب الخاصِ بها، وتفتح برنامج الوردِ الإلكتروني، ولكنها تنهدتِ قبل أن تغلقهُ وتفتحَ المـلفِ الخاصَ بالحالاتِ الإنتحار الشائعـة للشبابِ ..

فتحتِ أول صفحـة لترى صـورة "ألكسندريا مارغريت". تنهدتِ للمـرة المائـة علي التوالي، لتقـرأ بعينيها:

" موتها كان صدِمـة للأخريـن، خاصِـةٌ عائلتها، والتي تفاجأت بالأمر، ولكّونها ماتتِ فِى غرفتها بالسكنْ الجامعي، بجامعة كاليفورنيا للفنونْ".

وضعتِ كفها علي رأسها، تُفَكِر بالأمر، يجب عليها أن تعلم الأمر برمتهُ كلهُ، ولأنها يجب عليها أن تظهرهُ للنورِ، ليكّون عِظـة مِثـل الأخَرِ، لذلكَ نهضتِ وإتجهتِ صوبِ غُرفتها وأخذت الهاتفِ المُلقى أسفل الفراشِ، أمسكتِ بهِ، وأتصـلتِ بأول رقم صادفها "جاردين" .. إنتظرتِ دقيقة وقاطعتهُ قبل أن ينطُقَ:

- هل أنتَ مُتفرِغ للسفر اليوم لـ كاليفورنيا؟!

نطق بتساءُل:

- لماذا؟

- يجبِ علينا إكمال المَقال، ولن يكتمل إلا بوجودكَ برفقتي!.

Don't Leave me alone .✅Where stories live. Discover now