Refuge - intro

21.2K 643 284
                                    




1950

,

" أجميعُ الركابِ قد وصلوا ؟ "

إنه مزيجُ صراخ, صراخ أطفال , مسنون , نساءٌ و رجال.

قلبي متألم للقدرِ الذي يجعلني أؤمن بأنهُ ثقيل, كطنٍّ و أطنان.. هل أستطيع حمل قلبي معي بعد الآن ؟

" سيتحرّك القاربُ الآن فلتفعل شيئاً ما !"

أولئك الركاب يصرخون في محاولةٍ لإستجلابِ مزيدٍ و مزيدٍ من المدنيين الناجين, كم هذا مُزعج.

" توقف !!! تلك العجوز التي تحمل رضيعاً لم تركب بعد!!"

" فلتذهبوا الى الجحيم جميعاً !"

" يجب أن نتحرّك الآن! "

" إنهم قادمون لتجدّف أيها المغفل!"

مزعجُون.. هؤلاء البشر..مزعجون جداً

في هذه الليلةِ اللتي تلوّن فيها لونُ البحر أحمراً.. كُنتُ أنا قد تلوّنتُ بالبنفسجي, إنني أشعرُ بالبردِ القارس..إنني حيٌ بجسدٍ ميت..

لمّ لازلتُ حياً؟ تمنيّتُ لو أنني متُّ متشبثاً بيدِ أختي , أو ربما في حُضنِ أمي..لا بأس بأن أكون فقط ملقياً بجانب والدي..

لمَ لازلتُ حياً ؟

إنني لا أملك أي بريقٍ في عيني, تلك المرأةُ تُبعد طفلها عني .. خائفةٌ من هذا الجسد الخامِد..أظنّت بأنني ميت؟ هذا صحيح, أنا اشعُر بها ولكنني لا أراها.

إلتفتُ يميني , أبحر القارب , ودعتُ بلدتي الملوّنة بالأحمر , بلدتي التي اشتهرت ببريق النجوم فوقها, لها اليومَ بريقٌ من لهب..

وقعت عيني في الأسفل فرأيتُ شيئاً ما..

حدّقتُ و حدّقت..

هي أنتِ , مرحباً .. أيعجبكِ هذا القاربُ الخشبيُّ المهترئ ؟

أم هذه الحشود التي تملأهُ بالرغمِ من ضئالة حجمه , الذين يبحثون عن الحياة بجشع , و يتشبّثون بها كما لو أنها تستحق..

هي أنتِ , أيتها البعوضة التي تقف على طرف القاربِ الخشبيِّ المترنّح..

أتملكين عائلة ؟

أنا وحيدٌ جداً , لقد فقدتُ عائلتي منذ ساعات..

أردتُ أن ابكي ولكنني لم أفعل , بالرغمِ من أنني طفل باكٍ كأي طفلٍ آخر.

ولكنني طفل..فأثقل الحُزنُ على قلبي الى الحدّ الذي حجبَ عني البكاء .. هذا سخيف..لقد حُرمتُ البكاء حتّى.

حلّقت البعوضة.

صغيرةُ جداً , لا يمكنها العيش لأكثر من ثلاثة أيام, لكن على الأقل هي قادرةٌ على الطيران و الهروبِ متى شائت .. ذلك ماتعلمتهُ في درسِ العلوم الأسبوع الماضي , قبل أن تتحوّل البلدةُ الى شُعلة نار.

" لا أقرباء له في هذه البلدة."

إنه الصباح , وصلنا للبلدةِ المجاورة..

" هل أنت متأكد؟"

بقيتُ في مكاني , لا انتظر احداً.

" أجل , جميع من كانوا في هذا القارب قد غادرو بالفعلِ الى أماكن متفرقه..ولكنه بقي..حتى أنه لم يسأل عنه أحدٌ ابداً."

يتحدّثانِ عني ؟

نظرتُ لهما بوجهٍ شاحب..

" إنهُ لا يجيبُ عن اسمِه حتى."

حاول الرجل الآخر أن ينظر الي مباشرةً ولكنني بدوتُ كمن لا ينظر اللا احد..

" يبدو في الثانيةِ عشر من عمره , بالتأكيد هو يعرف كيف يتواصل مع الآخرين بحق الرب."

زفر وكأنهُ مستاءٌ جداً مني..

صحيح , هؤلاء الرجال من الشرطة.. بدأتُ الاحظ بالنظر و التمعن في ثيابهم الزيتيه..وتلك الشاراتُ على كتوفهم..

" بيكهيون."

قُلت ,

نظرا الي بتعجب.. ابتسم ذلك الذي اقترب مني منذ قليل..

" ما اسم عائلتك ؟ أتملك أقارب هنا ؟ ربّما لم يعلم احدٌ بشأنِ قدومك بعد."

في الحقيقةِ لا أقارب لدي, فتحتُ فمي لأتحدّث بنفيي لكن سرعانَ ما اختطف انتباهي شيءٌ أعظم..

ارتجفتُ و فتحت عيناي على مصراعيهما , حينما رأيتُ ذلك الفتى يتمشّى وكأنهُ خائفٌ من أن تنتبه الشرطة له , كأنهُ يبحثُ بقلقٍ عن شخصٍ ما..

ذلك الصبي يمرُ بقربي , أذناهُ الكبيرتان نفسهما..عيناه..حاجباه.. كل شيءٍ هو نفسُه.

ارتجفت شفاهي ,

بُعثت الحياةُ في قلبي دُفعةً واحدة..

وكأنني أجدُ " سبباً " يقودني الى الحياة مجدداً..

أطرافي ترتجف.. ولكنني استطعتُ الوصولَ الى السكينِ الذي دفنتهُ في جيبي وهربتُ بهِ من المنزل.. تعرقلتُ و أنا أحاول النهوض, لقد بقيتُ في مكاني منذ الامس فبدا لي النهوضُ صعباً ,ناهيك عن وجود ذلك الفتى بالجوار ..

" هي ياولد.."

قال الشرطي الذي دفعتهُ و ركضتُ متجهاً نحو ذلك الفتى, اندفعتُ بقوّة , العالم يذهبُ للأعلى ثم الأسفل في عيني الآن..ضربُ خطواتي القوي على الأرض استحوذ على انتباهه.. فالتفتُ الي لأهجم عليه بضربةٍ واحدةٍ و اوقعهً أرضاَ..

" ب..بارك.."

قلت متئتئاً بعد أن لاحظتُ انني تسببتُ في خدشٍ عميقٍ و ملحوظٍ عند خدّه الأيسر..

تأكدت , تأكدتُ بالنظر لوجهه المرعوب تحتي , متجاهلاً الضجيجَ الذي سببهُ العامّة حولي.

" ت..تشانيول."

الأنفاس لديّ تهبط و ترتفع بشكل مُزعج و مُعرقل.

قبعتهُ السوداء كانت تحاول أن تغطي وجهه..

ولكن كيف يمكنني أن انسى وجه من قتل عائلتي ؟





.

.

.

.

.


التصنيف : تشانبيك - دراما - شريحة من الحياة - اكشن - حرب أهلية.

Refuge / ملجأ ..जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें