Refuge - CH2

6.1K 384 449
                                    


السماءُ السوداءُ جميلةٌ جداً , لا يلاحظُ العامةُ من الناس ذلك كثيراً..ولكنها فائقةُ الجمال , إني أحب هيمنتها على الأرض , تكسو كل شيءٍ بالسكون , تعطي الأحقية للإختباء , الهرب.. اللجوء؟ ربما هذا أيضاً..

السماء السوداء ملجأٌ لكلّ من أراد أن يبكي دون أن يراهُ أحد .

ذلك ما فكّرت به بينما أحدّق في السماء ليلاً خارج مستودعُ الأسلحةِ و الذي يقعُ في ميناءٍ للسفن..

" صغيرنا بيكهيون ! "

مُزعج , مزعجٌ للحدّ الذي يجعلني أتوقُ لأن أمزّق حنجرته .. صاحب الفم الكبيرذاك , لي تيمين.

" ألن تأتي للإحتفال معنا ؟ "

قال و هو يقتربُ مني ثمّ ينخفضُ قليلاً ليربت على كتفي , كوني جالسٌ على أرصفةِ الميناء ,

رائحةُ الخمرِ تفوح منه بشكلٍ مقزز , دفعتُ بيديهِ بعيداً عني فعاد خطواتٍ بسيطةً الى الخلف , لم يزعجه الأمر .. هو في حالةِ سُكرٍ غارمة , ابتسمتُ في وجهه , هل أقول بأنها مرتي الأولى ؟

" بالتأكيد سآتي."

" ح..حقاً؟ "

سألني بتعجب , وكيف له أن لا يفعل ؟ بيون بيكهيون لا يهتم أبداً ما إن تمت صفقةٌ كبيرةٌ في بيع الأسلحة ومن ثمّ إقامة حفل شُرب كما يفعلون الآن , لطالما عُدت الى شُقتي الصغيرةِ في كل مرّةٍ أنهي في عملي..

قليلُ الكلامِ بارِد الملامِح مفتورُ القلب شديدُ الغضب.. هكذا ماكُنت أبدو عليه.

" أجل , من سيفوّت عرضاً كهذا؟"

لقد فعلت , هذه المرة لم يكن كل شيءٍ قابلٍ للإستمرار , لم يكن يوماً كأي يومٍ عادي.. بل كان يوماً منتظراً منذ أعوام .. إنه الوقت المناب قطعاً لأجلِ خطوتي الأولى..

وها أنا ذا أدخُل الى المستودع , طاولةٌ كبيرةٌ مستديرةٌ في منتصفه , اتكأتُ على الجدارِ بينما أنظر اليهم في حالةٍ يرثى لها.

مثيرون للشفقة , الكؤوس تصفعُ بعضها بعضاً , وجوههم قد تلوّنت بالأحمر , لكلٍ منهم ضحكاتٌ عاليةٌ مستفزّة .

" هيييه ؟ لمَ لا تدخل؟"

قال تيمين وهو يشير الي بيدهِ التي تتموّجُ بقوةٍ خائِره , ابتسمتُ بعرضة , السيد لي , تيمين , هودونق , ويد , كل هؤلاء يعملون هنا منذ مدّةٍ طويلة , قمتُ بحكّ ذقني وهمست " أربعه رصاصات."

أدرتُ بصيرتي أتفحّص تيمين , قلتُ بعد أن رسمتُ ابتسامتي العريضةَ مجدداً ..

" أين هو السيد تشوي ؟ "

أشار الي بوجودهِ داخل المكتبِ عند نهايةِ المنعطف.. حدّقتُ مطولاً في الأسلحة المعلّقةِ على الجدران , عددٌ كبيرٌ جداً لقد حفظتهم عن ظهرِ قلب , التقطتُ روجر , انه المسدسُ الأكثر طلباً هُنا , إنه نفسهُ الذي يفضلهُ السيد بارك , حدّقتُ في تفاصيلهِ ولونهِ الأسودِ القاتم..

Refuge / ملجأ ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن