Refuge- CH21

4.6K 215 2.3K
                                    




( تشانيول )

أعتقدُ أن جسرَ وصولِ الاستنتاجاتِ الى عقلي قد تحطم, فإنني مهما حاولت ان ارتّب ما أراه أمامي لا أزال غير قادرٍ على ترتيبِ فكرةٍ واحدة..

إنه كما لو أنّ قرعاً للطبولِ يقرعُ مرةً تلو المرةِ بشكلٍ مطوّلٍ داخل قلبي.. يتركني في حيرة, يبعثرُ ذلك الطبلُ كل ما احاولُ ان افهمه لأعود و اتسائلَ من جديد..

خلف الشجرةِ كنت واقفاً, أمام العيادةِ الكبيرةِ المختبئةِ داخل الغابات... مهلاً ربّما ليس هو..فاقتربتُ اكثر.. قد يكونُ رجلاً آخر ولكنني اعرفهُ حقّ المعرفة..و إنني لن أخطئ بيكهيون بتاتاً..

أصابعي المستقرةُ فوق جذعِ الشجرةِ بنيِّ اللونِ ذا الملمسِ الخشبي..

أقلّصُ عيناي..فأرى عمي يتحدّثُ الى ذلك المقنع, وبيكهيون...يقفُ على بعدٍ عنهما..يقفُ و..

يقفُ ولا يهرب....

لا يهرع ولا يصرخُ ولا حتّى يقاوم أو يهاجم..

إنهُ مطئِمن...كفردٍ منهم...

لا , هو الآن يدخُل الى العيادة..كأنها مكانٌ اعتاد الذهاب اليه..و هما قد قدما نحوي , استدرتُ بسرعةٍ أحاول تهدئةَ نبضاتِ قلبي السريعةَ بشكلٍ رهيب..ان صدري يهبطُ و يرتفعُ و لستُ أدري, هل كنتُ هلعاً من المشهد؟ أم انني أهاب ان يراني فلا تبصرُ عيني شيئاً آخر بعد هذا المكان.. التفتُ لأنظر اليهما كمرةٍ أخيرةٍ فقط لكي أتأكد من هوية بارك جين يونق..فقابلتني عينا المقنع, ينظرُ اليّ تماماً ..

لحظاتٌ كانت تمرُّ كالسنوات..بينما ادعوا بأن يمنعهُ ذلك القناعُ من رؤيتي و أنني قد توهّمت..

ولكنّه انطلق..

لقد انطلقت..

ركضتُ فوق الأعشابِ و صُفعتُ من قبلِ الكثيرِ من أجذع الشجر , الوقتُ يداهمني..وهو سريعٌ جداً, كان يركضُ خلفي لكنّه لا يصوبني بمسدسهِ ولا طلقَ نارٍ أبداً..

انحدرتُ و تعثّرت, التوى كاحلي, كنتُ اهربُ من الموت ولا شكّ في ذلك.. الغابةُ كثيفةُ الأشجار وذلك ساعدني كثيراً ولو انني شعرتُ بأنه يعرف الغابةَ جيداً و سوف يعثرُ علي..

اختبأتُ خلفَ احدِ الأشجار لاهثاً..كل جسدي كان ينبض.. جلستُ أقومُ بتجهيزِ مسدسي وحشوهِ بالرصاص, لولا أن اوقفني صوتُ الزنادِ القريبِ اكثرَ من أيِّ شيءٍ آخر...

في منتصفِ جبيني , ابعدُ بصري عن مسدسي لأرى اقداماً أمامي ومعطفاً طويل..رفعتُ رأسي ببطء..

" مرحباً بك في غابتنا.."

و هاهو ذا , المقنعُ المريبُ منذُ أولِّ لقاءٍ لي به..

نبضاتُ قلبي سريعةٌ جداً و ردّاتُ فعلي لم تعُد تقدرُ على شيءٍ أبداً.. بقيتُ مستسلماً على ركبي أمام فوهةِ مسدسه,

Refuge / ملجأ ..Où les histoires vivent. Découvrez maintenant