(بقلم :نهال عبد الواحد)
مرت أيام و راضية حزينة للغاية و معتزلة الجميع حتى وإن فعلت ما تفعله من أعمال البيت فتقوم به مجرد تحصيل حاصل دون التحدث لأي منهم حتى إنها لا تجلس معهم أصلًا مما زاد من حزن أبيها و أخيها عليها.
وذات يوم جاءتها كريمة في غرفتها فقالت: إيه يا زينة البنتة، ما تاجي تجعدي معانا يا عروسة.
صاحت فيها راضية بغضب: سايج عليكِ النبي يا شيخة ما تجولي عروسة دي!
- أمال انت ايه؟!
- فوتيني لحالي ما فايجالكيش.
- هي عمايلك دي عتغير حاجة و لا إيه؟
- ما عتغيرش، فوتيني لحالي دلجيتي!
- طب جهزي حالك عشان ننزلوا نشتروا فستان جديد تجابلي بيه حماتك و سلايفك.
- ما عجبش حاجة.
- خلاص أبجى أديكي فستان شُختي (بتاعي)، بس لزمن عننزل نجيب جهازك.
- أباي على زنك يا كريمة!
- طب إنزلي إجعدي معانا اتفرجي عل مسلسل مع العيال؛ إتوحشوكي كتير، يلا الله يهديكِ!
وقامت معها راضية بالفعل و خرجت أخيرًا من غرفتها لكن ما أن جلست قليلًا حتى جاءت إحدى زوجات عمها، وما أن علمت راضية بمجيئها حتى تأففت وندمت على خروجها من حجرتها.
قالت كريمة مرحبة: أهلًا يا مرت عمي.
أجابت السيدة مخففة حجابها الأسود وهي داخلة:مُرحب يا بنيتي، كِيفك يا راضية يا عروسة؟
وسلمت عليها بطريقة أغضبتها.نبست راضية بتثاقل: إتفضلي يا عمتي رتيبة.
قوست رتيبة شفتيها بمكر وقالت: واه! مالك! عدمانة وخسانة إجده! إيه ما عيوكلوكيش ولا إيه؟ أمال لما تبجي عند حُسنى عتعملي ايه؟ بيجولوا عنيها شديدة على حريم ولادها.
- خير يا مرت عمي، إيه الشُجة الغريبة دي؟
- واه! جاية أبارك يا بت الأصول!
- ودي من ميتى؟!
غمزت كريمة لراضية كي تسكت، لكن راضية أكملت: من يوم ما رفضت إبنك وإنتِ ما عتبتيش إهني واصل حتى لما تشوفيني صدفة كَنك شوفتي عفريت.
- جلبك أسود جوي يا بت عزيزة.
- الله يرحمها!
- حديتك ما لادتش علي.
فتدخلت كريمة محاولة تلطيف الأجواء: جرى إيه يا مرت عمي! ماانتِ عارفة راضية تطلع تطلع وتنزل عل فاضي بس جلبها أبيض.
- لازمن تعرف إن طريجتها دي ما عتنفعشي بعد إجده، أمال عتعملي إيه مع نسوان بيت علي!
- اللهم طولك يا روح! نزلتيني من أوضتي ليه يا كريمة؟ الله يجازيكِ يا بعيدة!
أنت تقرأ
(راضية) By:Noonazad
Romanceدراما إجتماعية صعيدية... ومن صعيد مصر..... أهل الرجولة والجدعنة..... أهل الجود و الكرم.....لازال هناك إحترام الكبير و الكلمة التي تخرج من أحدهم أشد من العقد. بداية غصب كلا منهما علي الآخر ثم تحول ذلك الغصب لحب وعشق عميقين....ولكن كيف الحال طوال طري...