(24)

49.3K 1.3K 44
                                    

   (بقلم :نهال عبد الواحد )

غضب قاسم شديدًا وذهب ناحية منال لينقض عليها ويؤدبها وراضية تمسكه بكل ما أوتيت من قوة فشعرت أنه إن قدر عليها سيقتلها، ومنال تصعد السلم وتصر على جذب راضية ودفعها وعلي يمسك بزوجته لتدخل عنوة...

وتداخلت الأصوات...
وتشابكت الأيدي...
وتعالي الصراخ...

وفجأة..

سقوط وارتطام بالأرض والجميع قد انتفض فزعًا وعم الصمت فجأة للحظات عقب صرخة إحداهن.

لما سمع علي ذلك الصوت أغمض عينيه وارتعد فزعًا لا يدري من سقط هكذا وصرخة من هذه؟
كان يخشى أن يفتح عينيه، لكنه اضطر وفتحها في خوف شديد فوجد راضية لازالت أمامه، كل ذلك في ثوانٍ قليلة......

وما أن رآها وتأكد أنها بخير احتضنها بشدة وهو يتلاقط أنفاسه بالكاد ودون أن ينظر من سقط.

وبعد قليل هدأ ولاحظ بكاء راضية الشديد فظن أنها لا تزال مفزوعة فجعل يهدئها لكنه انتبه أن الجميع قد هبطوا لأسفل ولا يوجد غيره هو وزوجته التي تبكي بشدة.

نظر خلفه فوجد الجميع ملتف حول منال التي عرفها من لون جلبابها الملطخ بالدماء وفاقدة للوعي، فلقد تعثرت قدمها في طرف ثوبها وهي تصعد مندفعة ثم ذلت قدماها في ذلك الذي انسكب منها و ودت لتنزلق فيه راضية.

             ساعة الجدر يتعمي الشوف
                  كن النضر بابه جافل
              يبجي الجضا بير ومكشوف
                 العجل ده شان وغافل
                 العجل ده شان و غافل

جلس قاسم جوار زوجته في صدمة محاولًا إفاقتها لكنها لا تستجيب ونظر لتلك الدماء النازفة التي لا يعلم من أين تتآتي؟!

ربتت راضية على كتف زوجها وقالت: روح مع خوك ومرته،  دي الأصول يا خوي.

فنظر إليها بدهشة وكانت أمه تنادي عليه وتطلب منه نفس الطلب.

بينما قاسم جالسًا في صدمة لا كلام ولا حراك بعد كل ماجرى فكأنما قد جمدت جميع جوارحه.

نُقلت منال إلى المستشفى ومعها قاسم، كامل وعلي الذي إتصل بأحد أصدقائه يخبره ليعد الطوارئ... و وصلت منال ودخلت إلى العمليات وقد تأخرت كثيرًا وكان قاسم في قمة قلقه وأخواه يهدئاه.

حتى خرج الطبيب أخيرًا من العمليات فأسرعوا نحوه ربما كان عليًا متوقعًا ما حدث لها وقد تأكد توقعه من نظرة زميله الطبيب تلك إليه.

تحدث قاسم: طمنا يا دكتور إيه الأخبار؟

فأجاب الطبيب: للأسف الجنين مات و اضطرينا ننزله.

قال كامل مواسيًّا: ربنا يعوض عليك يا خوي ما تزعلش.

لم ينطق علي لأنه متأكد أن ليس ذلك كل شيء فهناك المزيد،  بينما كان قاسم ينظر بين الطبيب وعلي يحاول ترجمة هذه النظرات المتبادلة بينهما وقد خشي أن يسأل الطبيب عن حالة زوجته وانتظره هو من يخبره.

(راضية)                    By:NoonazadWhere stories live. Discover now