(17)

51.7K 1.3K 30
                                    

 (بقلم :نهال عبد الواحد )

دخل علي و راضية تنظر إلى كل إنش في الشقة وتدخل من هنا و تخرج من هناك وعلى وجهها ابتسامة يقرأها علي.

لكن الشقة مليئة بالأتربة فبدءا بإفراغ الحقائب حتى أخرجت راضية جلاليبها التي كانت ترتديها فاتجه إليها علي ممسكًا بها وقال: جبتيهم معاكِ ليه دول اللي شبه إشارة المرور؟

- عنضف بيهم بس أو وجت الغسيل.

- الوضع هنا مختلف تمامًا؛ عندك غسالة أتوماتيك اغسلي فيها ومكنسة كهربائية تكنسي البيت ف ثواني وتخلصي،  بتعملي إيه؟

- عشيل كسوة السرير وأروج إهني بسرعة عشان تتسبح وتنام.

- مش وقته طبعًا إنتِ صاحية من قبل فجر إمبارح واتهلكتي شغل طول اليوم وسافرتي وصاحية طول الليل، نامي ولما تصحي إبقى روقي براحتك.

فالتفتت إليه وصاحت فجأة: علي إنت بتتحدت مصراوي!

فابتسم وقال: آه عادي  ومن زمان من أيام الكلية و لو كنتِ دخلتي جامعة كان زمان لسانك إتغير تمامًا عشان البنات ما بتصدق.

- طيب، عخلص بسرعة.

- ييه! مفيش فايدة.

و بالفعل نظفت راضية حجرة النوم بسرعة وتركت علي لينام و أكملت باقي الشقة حتى أنهكها التعب  من تنظيف الشقة ثم تحممت و لأول مرة ترتدي منامة منزلية ضيقة نوعًا ما و تترك شعرها دون تعصيب.

ظلت تنظر لنفسها في المرآة و تبتسم ثم جلست على الأريكة قليلًا شاردة وكالعادة سقطت في سباتٍ عميق.

استيقظ علي يبحث عنها، وجدها نائمة على الأريكة فجلس جوارها يتأملها ويتأمل هيئتها الغير مألوفة عليه وتلمس شعرها، ثم فتحت عينيها فوجدته جوارها فابتسمت إليه.

فهمس لها: يا صباح الهنا.

فجمعت شعرها بيدها قائلة: صباح الخير.

- نمتي على نفسك كالعادة!

فهزت رأسها بأن نعم.

فقال: بس إيه الحلاوة دي! مش كده أحسن من الجلابية الصفرة ولا الحمرة ولا الخضرة.

فضحكت بشدة فنظر إليها بهيام فاشتعلت وجنتيها حمرة خجلًا ونظرت لأسفل ثم قالت: هي الساعة يَجيلها كام؟

- يعني....داخلة على خمسة.

فصرخت: يالهوي! خمسة كل دي رجاد! دي أمي حُسنى لو عرفت عتمرر عيشتي.

- مرار أكتر م اللي كنت فيه دي كان النهار لو طلع عليكِ وانت نايمة بتظبطك.

فضحكت ثانيًا، فتنهد قائلًا: لا بالراحة.

فأجابت على استحياء: ما حدش إهني.

- هنا.

- هنا.

(راضية)                    By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن