(10)

48.6K 1.3K 58
                                    

     (بقلم : نهال عبد الواحد )

انتفضت راضية من مكانها ثم نظرت لعلي قائلة بابتسامة: صباح الخير يا علي.

لم يصدق علي ما يسمعه فهذه المرة الأولى التي تحدثه بل وتنطق إسمه فرد بلطف: صباح النور.

تنهدت حُسنى بضيق مقوسة شفتيها وصاحت: خلِّصي يا ختي وجتها المرجعة والجلع دي!

قال علي: خلاص يا مي،  ماهي جامت.

فدخلت راضية الحمام مسرعة فأكمل علي: بالراحة عليها يا مي خفي عنيها شوية وبعدين الساعة لساتها ستة.

- وهو مين اللي عيدافع عن السفيرة عزيزة غيرك؟! ما ليكش صالح انت ياولدي بحديت الحريم.

- خلاص يا مي، صباح الخير.

- صباحك ورد نادي يا ولدي،  رايح الشغل دلجيتي؟

- أيوة يا مي.

- أديك نازل الشغل على لحم بطنك عشان تنبسط بسلامتها.

- بزيادة يا مي، لو تجهزيلي أي حاجة من يديكي الحلوين دول يبجي معدن.

- من عيني التنين يا حبيب أمك...

قالتها حُسنى ثم أكملت صياح ملتفتة نحو الحمام: خليكي مرجودة انت يا ست راضية وأنا عحضرله.

ونزلت حُسنى وتبعها علي وبعدهما تبعتهما راضية لتبدأ أعمال يوم جديد.

ذهب علي لعمله ويشعر بسعادة غامرة رغم أنه لم يحدث شيء، لكنها قد نامت جواره ليلة كاملة و لقد ألقت عليه الصباح بطريقة لم يعهدها، لقد نطقت إسمه بين شفتيها، فما أجمل هذا الصباح!
فهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنها بدأت تراه وهذا هو أسمى أمانيه.

أما عن راضية فرغم كثافة الأعمال التي تقوم بها إلا أنها اليوم لم تشعر بثقلها و تشعر بسعادة غريبة وتسأل نفسها هل يمكن له أن يراها أن يشعر بها؟
فهي تفعل كل شيء و تتمنى لو ينتهي اليوم سريعًا ويأتي الليل ليكونا معًا ربما تكون الليلة سعيدة.

وجاء المساء و كانت سامية أخت منال تزورهم وجالسة مع منال، أسماء و حُسنى تتسامرن فمرت راضية أمامهن فنادت عليها حُسنى.

فالتفتت إليها راضية تجيبها: نعم يا مي، خلصت كل اللي ورايا.

تغنجت سامية بجسدها قائلة: طب ما تاجي تجعدي معانا يا راضية.

فلم تلتفت راضية إليها واستمرت تحدث حُسنى: كنتِ عايزة مني حاجة يا مي؟

صاحت سامية معترضة: ما عترديش علي ليه؟ ولا ما عايزاش تجعدي معاي؟

- كل الحكاية إني ما بصدج أخلص وأطلع أتفرد،  خير يامي كنتِ بتنادمي علي! 

فسألتها حُسنى: إنتِ متجوزة بجالك كد ايه؟

(راضية)                    By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن