(16)

53.6K 1.3K 48
                                    

(بقلم :نهال عبد الواحد )

ارتدت راضية عباءة سوداء وكان لازال هناك متسعًا من الوقت فأخذت تعد ملابسها وتضعها في الحقائب حتى دخل عليها علي وسألها: جهزتي حالك يا راضية؟

- أيوة باجيلي التحجيبة، فجلت أعبي الشنطاية.

- راضية! إنتِ كل لبسك شكله إكده؟

- إكده كُيف؟

- عبايات وجلاليب!

- لا، جصدك يعني لما نسافر علبس إيه!

- آه.

- إطمن عندي كَتير.

- فين أمال؟

- أنا إهني ما عخرجش واصل، وف البيت ما بجعدش راحة جاية من إهني لهنكا، عتبغدد ليه؟

فضحك وقال: أديكِ فايتاهم أما نشوف الحجج، يلا همي!

وارتدت راضية حجابها واكتحلت من جديد فمسك علي يدها وجعلها تتأبطه ونزل بها وهي جانبه تمشي على استحياء.

حتى وصلا إلى بيت أبيها فوجدها بجانبه واجمة. فسألها: مالك يا راضية!

- خايفة.

- خليكي شَديدة أمال، هاتي يدك.

وما أن ترجلا من السيارة حتى وجدت أولاد أخيها يجرون نحوها يسلمون عليها بسعادة ويصيحون: عمتي راضية جت!

زاد صياح الأولاد فخرج على أثر الصوت الأب صالح وأخيها عبد الرحمن وكريمة زوجته، كانت لا تزال راضية تسير خائفة و ترتجف في يد علي لا تعرف كيف سيستقبلها أهلها فالمرة السابقة قد طُردت منه.

لكن ما أن رآهما صالح معًا حتى ابتسم بملئ فمه وفتح ذراعيه إليها فابتسمت هي الأخرى و نظرت لعلي فهز رأسه لها أن نعم.

فجريت إلى حضن أبيها تبكي بشدة وهو يهدئ من روعها ثم فعل كذلك أخيها وهي تبكي بشدة فأخذ يقبل رأسها كثيرًا فيزداد بكاؤها.

هَم عبد الرحمن أن ينزل ليقبل قدميها لكنها مسكته لألا يفعلها.
وبعد السلام والترحيب.
قال صالح: جهزي العشا يا كريمة.

أومأت كريمة بسعادة: حاضر يا عمي.

فأهدر علي: لا ما لوش لزوم.

صاح عبد الرحمن مستنكرًا: كِيف دي؟ لا يمكن! صحيح طبيخ كريمة غير راضية، بس كريمة وكلها زين برضو.

ضحكت كريمة قائلة: لا و راضية لما بتبجى راضية وكلها زين الزين.

ضحك علي قائلًا: عتجوليلي! طبيخها ولا خبيزها ولا فطيرها ولا الرشتة.

صاح عبد الرحمن: لا ما دام وصلت للرشتة دي تُبجى فايجة و رايجة.

فضحكوا وانصرفت كريمة للداخل وهمت راضية باللحاق بها فأجلسها والدها جواره و احتضنها وقبّل رأسها.

(راضية)                    By:Noonazadحيث تعيش القصص. اكتشف الآن