(12)

48.1K 1.2K 25
                                    

( بقلم نهال عبد الواحد )

سافر علي تاركًا كل شيء خلفه، لا يدري إن كان محقًا أم مخطئًا، لكن أكثر ما سيطر عليه أنها لا تريده ولولا ضغط الجميع عليها وتعنيفهم لها لما عادت، ولولا مجلس الرجال هذا والخوف من ردة الفعل ما عادت، فإلى متى سيتحمل كل هذا؟
إكراه من البداية و إكراه لتكمل معه الحياة!
لقد سأله أبيها إن كان يريدها أم لا ولم يسألها هي، لماذا؟

ترى لأنه سيقدر عليها ويجبرها أم لأنه لا يعرف رأيها؟
لكن ماهو رأيها؟
هذا ليس بسؤال، إن كانت تريد الطلاق و الفراق فماذا يكون رأيها؟!

لم يكف علي عن التفكير في كل ذلك منذ أن ترك البلد وسافر ومكث في القاهرة.
أما عن راضية فقوله أنها لا تلزمه قد آلمتها و بشدة ومما زادها ألما رد فعل أخيها وإهانته لها بتلك الصورة، فإلى أين تذهب إذن؟ ولمن تلجأ؟
ورغم كل ذلك لم تستطيع أن تكرهه فتزداد وجعًا، فلقد أهدرت كرامتها بما يكفي...
كيف لها أن تحب من لا يطيقها؟
ليتها تستطيع خلع قلبها هذا الذي لم يتسبب إلا في وجعها و إهدار كرامتها.

مضي شهر بعد شهر و لم يعود علي ولم يتصل يومًا بها أو يسأل عنها.
مهلًا يا راضية! ماذا دهاكي؟ كيف يتصل بك إن كان وهو معك لم يحادثك أبدًا بأي كلمة!
فهل سيتصل بك الآن؟!

ولازالت راضية تعمل و تعمل في ذلك المنزل و دون راحة وصارت لا تحتك بأيهم ولا تتحدث إليهم من الأساس، تعيش بينهم مكانًا لكن وحدها فعليًا.

ولقد أعلنت حُسنى الحرب عليها فهي تراها سبب سفر ولدها، ولدها الذي لم تراه سعيدًا منذ أن تزوجها لأنها قطعًا تنكد عليه فأقسمت هي الأخرى أن تنكد عليها.

لكن راضية لم تعد تأبه لأي شيء فلتفعل ما تريد فكما قالت من قبل «هي موتة ولا أكتر.»

لكن قاسم وكامل كانا لهما رأيًا آخر، فذات يوم خرج علي من عمله فوجد أخويه ينتظرانه فسلم عليهما سلامًا حارًّا وأهدر: يا مرحب يا مرحب، ليكم وحشة والله!

فأجابه كامل: عشان إكده عاودت البلد و زورتنا.

قال قاسم: ده إنت كنك ما صدجت يا راجل!

تابع كامل: شوفلنا مُطرح نجعد فيه.

فأجاب علي: نروحوا مطعم زين ولا نشتروا الوكل ونروح بيه؟

أومأ قاسم بجدية: لا ف البيت عشان نبجوا براحتنا.

وبالفعل مر علي على أحد محلات المشويات و اشترى غداءًا ثم اشترى فاكهة وذهب بعد ذلك ثلاثتهم للبيت.

وبعد الغداء صنع علي برادًا من الشاي و أحضره ثم جلس مع إخوته.

فتحدث كامل: أمك عتموت عليك و على سفرك دي، و مصممة إن مرتك السبب هي السبب، هي اللي نكدت عليك وطفشتك.

(راضية)                    By:NoonazadWhere stories live. Discover now