(الأخير)

53.6K 1.8K 450
                                    

(بقلم نهال عبد الواحد )

خرج علي و أخيه قاسم من الغرفة وبالفعل رتبتها راضية ونظفتها وفي اليوم التالي خرجت منال من المستشفى وعادت للمنزل.

دخلت منال المنزل وهي تنظر للأرض خجلًا وخزيًا لا تستطيع النظر في وجه أيهم حتى وصلت لغرفتها ومعها ابنة عمها أسماء التي ساعدتها في تبديل ملابسها ثم أجلستها في السرير.

وإذا بصوت طرق على الباب وكانت المفاجأة!
إنها راضية تحمل صينية من الطعام قد أعدته بنفسها فدخلت و وضعتها بجانب السرير.

تفاجئت بها منال فاضطربت واستحيت فماذا ستفعل معها ويا ترى لماذا جاءت إلى هنا؟ هل ستشمت بها لأنها قد فشلت فيما دبرته لها.

لكنها تفاجئت بابتسامة نقية منها عندما رفعت إليها عينيها، فقالت راضية: حمد الله على سلامتك يا منال! بركة إنك نورتِ بيتك.

أجابت منال بدهشة: إنتِ اللي عتجوليلي أنا اكده!

- نحمد الله على كل شيء، وعفا الله عما سلف، ونبتدي صفحة جديدة، إيه رأيك؟

قالتها راضية ومدت يدها لتصافحها وهي غير مصدقة، فابتسمت راضية وقربت صينية الطعام لمنال.

فسألتها: إيه دي؟

- عشان تتجودي، إنتِ عدمتي خالص.

- إنتِ اللي طبخاه؟

- أمال!

ونظرت إليها راضية ولاتزال مبتسمة ثم قطعت قطعة دجاج وأكلت منها فاندهشت منال وقالت: إنتِ جعانة ولا إيه! مش الوكل دي طبخهولي!

- معلوم بس حبيت أطمنك لا تكوني فاكراني عسمك ولا حاجة.

فضحكت وعانقتها منال.

فقالت راضية في دعابة: نعمل إيه! هو الجط ما عيحبش إلا خناجه، إتوحشت المناجرة وياكي يا ولية.

وهنا دخل قاسم فوقفت راضية وهي تنظر نحوه قائلة: عجوم أنا دلجيتي جوزك محلفني ليوكلك بيده.

فوجم قاسم وصاح: أنا!

- أيوة وأنا طبعًا ما عنزلش يمينك.

ثم خرجت وأغلقت الباب خلفها ولم يكن قاسم قد تحدث لمنال من يومها بأي كلمة فدخل وجلس أمامها ينظر إليها بينما هي تنظر إلى الأرض في حرج مما بدر منها.

وبعد صمتٍ لفترة...

استطرد قاسم: شوفتي عمايلك وصلتك لفين؟ انصدمت فيكِ، كنك افتكرتي إن حلمي وصبري عليكِ ضعف! لكن لا، كان عندي أمل تتغيري وتبطلي تطلّعي ف حياة غيرك، لكن فاجئتيني بالأسوأ.

فأجابت على استحياء: والله ماعرفاش اللي حوصل دي كيف خطر ببالي، هو الشيطان اللعين، حجك على راسي، ولو عايزني أحب على راس نفر نفر ف البيت ععملها بس ما تفوتنيش ولا تسكت ساكت إكده جدامي، كان نفسي تنطج ولو بكلمة حتى لو تتخانج معاي، محجوجة والله من ساسي لراسي، و ربنا يسامحني بجه! وأديني خت جزاتي عجاب شديد جوي.

(راضية)                    By:NoonazadWhere stories live. Discover now