03

1.3K 97 21
                                    


—جونغكوك... لما لا تقول فقط أننا تائهون ؟
—مستحيل... نحن في الطريق الصحيح. كيف نتوه داخل مملكتي ؟ أنا متأكد أننا اقتربنا...

تنهدت لين للمرة الألف. هما تائهان داخل الغابة ، و جونغكوك يرفض الفكرة. لو تخلص قليلا من كبرياءه!

الوقت أقرب إلى منتصف النهار. الشمس الحارقة تتوسط كبد السماء. لكن الأشجار الضخمة الكثيفة تلطف من حرارة الجو. غريب أمر هذا العالم! و كأن كل منطقة منه تمتاز بمناخ معين فلا تتغير بها الفصول.

كان جونغكوك يتقدم لين ، و هذه الأخيرة خلفه تمشي و التعب أنهكها. مزالت ترتدي ملابس النوم خاصتها : شورت وردي قصير جدا و تيشرت هو الآخر وردي يظهر كتفيها و جزءا من صدرها. كان الأمر سيكون محرجا لها في عالمها. لكنها هنا لا تبدو سوى مثيرة كما قال جونغكوك مسبقا.

—جونغكوك... لقد تعبت!

توقف المعني قليلا ، ثم التفت إليها قائلا :

— إذا ، لنسترح قليلا .

جلس متكئا على جذع شجرة ، لتجلس هي الأخرى بدورها قربه و تضع رأسها على كتفه. أغمضت عينيها ، و سرعان ما غطت في نوم عميق. أخذ جونغكوك يتأمل ملامحها الهادئة و المتعبة. رغم ذلك ، فمزالت تبدو جميلة. هي دوما جميلة بنظره ، من أول لقاء بينهما. رفع يده و أبعد بعض الخصلات من شعرها عن وجهها ، ليطبع بعد قبلة خفيفة على شفتيها.

حاول الابتعاد عنها دون إيقاظها ، فلاحظ ملابسها. اللعنة ، هي مثيرة حد اللعنة! لكن هذا ليس الوقت المناسب. نزع القميص الطويل الذي كان يرتديه ليغطئها به. أسندها للشجرة ، ثم استقام من مكانه. نظرة أخيرة ألقاها عليها للاطمئنان عليها ، ليلتفت و يغادر المكان. فتظل بذلك تلك الجميلة وحدها بين أشجار غابة بعالم الوحوش!
.
.
.
.
.
.
فتحت عينيها ليكون أول ما تراه فتاة بشعر وردي يصل إلى كتفيها ، و عينين زرقاواتين واسعتين. استغربت لين وجودها ثم سرعان ما اعتدلت جالسة أمام تراجع الفتاة للوراء.

—م... من أنت ؟

نطقت لين بتوتر. صحيح أن الفتاة تبدو مسالمة ، لكنها لا تعرفها و تبدو غريبة. استقامت صاحبة الشعر الوردي واقفة ، بينما التفتت لين يمينا و يسارا. أين جونغكوك ؟ لكنها سرعان ما انتبهت على صوت الفتاة تخاطبها :

—من أنت ؟... ما الذي تفعلينه هنا ؟... لم أرك من قبل!

من طريقة حديثها ، كانت تبدو متوترة. و كأنها تتظاهر بالقوة رغم أنها تبدو ضعيفة ظريفة مع نظرتها التي من المفترض أن تكون مخيفة.

—أنتِ خائفة ؟
—ماذا ؟... مستحيل!

الأمر واضح ، هذه "الوردية " ، كما لقبتها لين ، لا تشكل خطرا. هي فقط خائفة تحاول حماية نفسها. وقفت لين ليسقط عنها قميص جونغكوك. أين هو الآن ؟ أخذته ثم وجهت بصرها نحو الفتاة. أخذت تتقدم نحوها ببطء ، غير أن الأخرى قد اتخذت وضعية للدفاع عن نفسها و هي تحمل رمحا طويلا. هل حقا ستستعمله ؟

الشعلة الزرقاء... [الجزء الثاني ] Where stories live. Discover now