12

1.4K 128 82
                                    

#لين

أغمضت عيني لآخذ نفسا عميقا ، ثم فتحتهما ناظرة من حولي. مازال المكان كما تركته. الهواء المنعش ، المنازل الخشبية قديمة الطراز ألمحها من بعيد و أخيرا ، الهدوء و السكينة. اجتاحتني رغبة عارمة للذهاب و زيارة سناي ، لكن لم يكن أمامي وقت ، فوعدت نفسي أن أفعل ذلك بعد عودتي.

بعد عودتي ؟... هل سأتمكن من العودة مجددا لعالم الوحوش ؟... ماذا لو أن عمتي علمت كل شيء و أرادت منعي من البقاء ها هنا. سيكون من الصعب إقناعها. لكنني لا أستطيع الانقطاع عن هذا العالم  بعد أن تعلقت به.

«بما أننا جميعا مستعدون ، فلنذهب. » ما إن انتهى من كلمتاه ، حتى أحسست بيده تحيط خاصتي. أنا سعيدة جداً لأنه سيذهب معنا. لا أحب الابتعاد عنه. خاصة و أن الفرق في الزمن ما بين عالم البشر و عالم الوحوش كبير. لقد أخبرنا جونغ أنه سيحاول تقليص الزمن في هذا العالم  بمساعدة أحد أبناء عشيرته حتى لا يكون هناك فرق كبير. هذا لأننا قد نتأخر هناك.

انتشلني من أفكاري جونغكوك الذي شعرت به يخطو نحو الصخرة الكبيرة. التفت ، كما اتفقنا من قبل ، و أمسكت بيد جيمين الذي كان خلفي ، و الذي بدوره تناول يد تاي بخاصته ، و هكذا ، إلى أن كوننا سلسلة. كانت هذه فكرتي  حتى لا نفترق. البوابة غالبا ما تنقلنا إلى مناطق مختلفة. لكن ينبغي أن لا يحدث ذلك و نحن في عالم البشر.

سطع ضوء قوي كدليل على أن جونغكوك قد بدأ يخترق الصخرة. سرعان ما لحقت به و أنا أغمض عيني بسبب شدة الضوء.

حين فتحت عيني ، قابلتني سماء زرقاء صافية ، تتوسط كبدها شمس حارقة. إذا الوقت الآن في عالمي هو الزوال.

«آه ، يا إلهي... الجو حار جدا! » سمعت هوسيوك يتذمر.

«هل نحن الآن في عالم لين ؟» سأل جيمين و الفضول يغزو نبرته.

استقمت جالسة ، و كان جونغكوك جالسا بجانبي. سألني إن كنت بخير ، فأومأت مبتسمةً. جلت بنظري في الأرجاء ، في محاولة التعرف على المكان. كنا داخل حديقة ، فالنباتات و الأشجار كانت مغروسة بانتظام. لكن ما جذبني هو حين رفعت رأسي قليلا ، و لمحت البنايات الشاهقة. نحن إذا في مدينة ؟

«هل هذا هو المكان المنشود يا لين ؟» سألني نامجون معدلا من نظاراته.

وقفت بسرعة ، و أخذت أتفحص المكان بعيني قائلة : «كلا. نحن داخل مدينة... »

و قبل أن يرد علي أحدهم ، استدرت خلفي لألمح نهرا لم تخفى علي معالمه ، فقلت بنبرة سعيدة : «أعلم هذا المكان ، إنه نهر الهان!...  نحن في مدينة سيؤول! »

«ما معنى هذا ؟» استفسر يونغي.

استدرت إليهم و أخذت أفسر و السعادة تملأ نبرتي : «عمتي تسكن منطقة جبلية تشبه تلك عند الكهف العجيب. أما هذه ، فهي مدينة سيؤول ، و هي المكان الذي أعيش فيه!... » لقد اشتقت لهذا المكان بحق. اشتقت لعائلتي ، والدي ، منزلي... بمجرد أن وجدت نفسي هنا ، أحسست بالحنين و بسعادة غامرة.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: May 08, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

الشعلة الزرقاء... [الجزء الثاني ] Where stories live. Discover now